ليس هناك “أمّة عربية” بل هناك “أمّة إسلامية”

إنه ليحزنني بشكل كبير، ويؤلمني أن أجد كثيراً من القادة والسياسيين والمفكرين والباحثين إلخ… ناهيك عن الأشخاص العاديين يصفون أمتنا بغير صفاتها، ويطلقون عليها أسماء ومسمّيات لا تنطبق عليها، ويزداد حزني عندما ينساق معهم بعض الإسلاميين في هذا التوجّه. وأبرز خطأ يمكن أن أشير غليه في هذا النطاق هو إطلاق اسم “الأمة العربية” على أمّتنا،

وليس اسم العَلَم هو المشكلة، ولكن المشكلة هو مضمون هذا العَلَم الذي هو “الأمة العربية”، والذي يقصد فيه الإشارة إلى “أمّة عربية” بالمعنى القومي، أي بمعنى أنّ هناك أمّة عربية تقوم على عنصري اللغة والتاريخ بين المحيط الأطلسي والخليج العربي، مع أنه ليست هناك أمّة على أرض الواقع تقوم على هذين العنصرين بل هناك أمّة إسلامية يُشكّل الدين الإسلامي المقوّم الأساسي في شخصيّتها وكيانها.    والأمر المؤلم في المقولة السابقة أنّ القيادات العربية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والفنية والعلمية إلخ… تنبي خططها على أساس أنّ هناك أمّة عربية لا يشكّل الدين الإسلامي عنصراً في بنائها، لذلك لا تحتاج للعودة إلى الدين عند القيام بأية خطوة، والحقيقة إنه على العكس يجب أن تعود إلى الدين في كل قضاياها، وتستفتيه من أجل إصلاح الواقع ومن أجل بنائه بناء سليماً.

    وأظنّ أنك -الآن- تدرك معي -عزيزي القارئ- وتضع يدك معي على سبب رئيسي من أسباب عدم نهضتنا، ويتلخّص بأنّ القيادات التي قادت الأمة خلال القرن الماضي أخطأت في معرفة الذات، وانساقت وراء دعاوي الغرب في القول بأننا أمّة عربية، مع أنّ الحقيقة الصارخة والواضحة أنّ أمّتنا أمّة إسلامية، يدخل الدين الإسلامي في بناء مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والعقلية والتربوية والفنية إلخ…

        لقد أنزلت في هذا الموقع مقالاً تحت عنوان “أساس النهضة: وعي الواقع واحترام الهوية“*، نشرته مجلة “المجتمع” بتاريخ 28/8/2004م في العدد رقم (1616)، يتحدّث عن هذه القضية بتوسّع، آمل أن يجد فيه القرّاء الأعزّاء جواباً عن سبب عدم نهضتنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الجمعة في 18 من شعبان 1425ﻫ

الموافق   24 من ايلول (سبتمبر) 2004م

المشرف غازي التوبة

*  مقال “أساس النهضة: وعي الواقع واحترام الهوية” تجدونه في زاوية: “فكر” من هذا الموقع.

اترك رد