خرج ملايين المتظاهرين في مئات المدن في كل القارات الخمس احتجاجاً على الحرب القادمة على العراق في 15 فبراير/شباط 2003م، وكان نصيب المدن العربية من هذه المظاهرات هزيلاً، في حين أنه خرج في لندن مليونان، وفي روما ثلاثة ملايين، فما السبب في ذلك؟ هناك أسباب متعددة لهذه الظاهرة لا مجال لبحثها في هذه العجالة، ولكن هناك سبب رئيسي وهو ضعف البناء الجماعي والالتزام الجماعي، مع أن الإسلام حقق توازناً رائعاً بين الفرد وبين المجتمع، وراعت الشريعة الجانب الفردي والجانب الجماعي في حياة المسلم، ويتضح ذلك في الصلوات التي أوجب الإسلام الجماعة في بعضها كصلاة الجمعة،
وحبّذ الانفراد في بعضها الآخر كصلاة السنن وقيام الليل إلخ…، وقد ألقيت الأضواء على هذه الظاهرة التي تشكو الأمة منها في كتاب سابق لي ومقال، أما الكتاب فهو “الجماعة في الإسلام: المشروعية والإطار“.
وأما المقال فقد نشرته في جريدة الحياة تحت عنوان: “ضعف البناء الجماعي ودوره في عجز الأمة“، موجود في هذا الموقع في زاوية “قضايا الأمة”.
ومن المفيد الإشارة ونحن في صدد الحديث عن الجانب الجماعي، وأهميته في الإسلام، ودوره في إضعاف الأمة، وإبعادها عن أداء دورها في قيادة البشرية، أن نتذكر الفتاوى البعيدة عن الصواب والتي حرّمت العمل الجماعي دون تمحيص عميق، وأن نذكّر أصحابها بضرورة مراجعة فتاويهم من أجل المساهمة في إنهاض الأمة، وإعادة أداء دورها الحضاري، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المشرف
الشيخ الدكتور غازي التوبة
20 شباط / فبراير 2003م
19 ذي الحجة 1423 هـ