رحم الله الدكتور محمد أديب الصالح رحمة واسعة، وأنزله منزلة الصديقين والشهداء، فقد كانت معرفتي به قديمة تعود إلى الستينات من القرن الماضي، حين كان رئيسا لتحرير “مجلة حضارة الإسلام”.
وكنت بدأت بنشر مقالات عن محمد عبده، وعباس محمود العقاد، ومالك بن نبي، أصبحت مادة رئيسية في كتابي الاول “الفكر الإسلامي المعاصر: دراسة وتقويم”.
وأذكر أن مقالاتي عن مالك بن نبي أغضبت مؤيدي مالك بن نبي آنذاك ومنهم الشاعر محمد منلا غزيل رحمه الله، فهاجمني وهاجم الدكتور محمد أديب الصالح لأنه سمح بنشر مقالي الذي نقدت فيه مالك بن نبي، لكن الدكتور محمد قابل هجومه بكل تسامح.
وقد عملت إلى جانب الدكتور محمد أديب الصالح مسؤولا عن تحرير ركن فلسطين في “مجلة حضارة الإسلام” الذي كنت أتابع فيه أخبار القضية الفلسطينية، وكانت أبرز الأحداث آنذاك قيام العمل الفدائي، ووقوع النكسة عام 1967م، وكنت اقترحت على الدكتور محمد أديب الصالح أن نخصص عددا من “مجلة حضارة الإسلام” عن النكسة، ووافق معي، وقد استكتبنا عددا من الشخصيات الإسلامية ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي، وكان هذا الإقتراح نواة للكتاب الذي ألفه الشيخ القرضاوي عن النكسة والقضية الفلسطينية.
أسأل الله أن يغفر له مغفرة تامة فقد جمع بين الخلق الحسن وخفض الجناح ومداد العلماء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.