كل ما في الكون يخضع لله: يأتمر بأمره، ويسير حسب ناموسه، ولا يشذّ عن ذلك ذرّة ولا جبل. الكوكب في فلكه، والزهرة في حقلها، والحيوان في حظيرته، وقد أشارت آيات كثيرة إلى سجود كل شيء لله عز وجل وتسبيحه بحمده وهو يعني في أبسط صورة خضوعه لله: “”ولله يسجد مَن في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال”” (الرعد،15). “”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً”” (آل عمران،83). “”ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين”” (فصّلت،11).
أَوَلَمْ يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيّؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون . ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون”” (النحل،48-49).
“”ألم تروا أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فلا له من مكرم إنّ الله يفعل ما يشاء”” (الحج،18).
والإنسان مفطور على أن يخضع لأشياء كثيرة أبرزها الشهوات، لكنه قادر على أن يحدّد حجم الخضوع ومساحته، لذلك يفترض فيه أن يوجّه خضوعه لله تعالى لأنه جدير به، فهوخالق الشهوات والقادر على إشباعها.
وفي الحقيقة إنّ الله تعالى دعا الإنسان إلى عبادته التي تعني في آكد معانيها وأبرزها الخضوع له، فقال تعالى:
“”وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إيّاه”” (الإسراء،23).
“”الم كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير . ألاّ تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير”” (هود،1-2).
“”قل إنما أُمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعوا وإليه متاب”” (الرعد،36).
“”إِنِ الحكم إلا لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه”” (يوسف،40).
“”إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألاّ تعبدوا إلا الله”” (فصّلت،14).
“”وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألاّ تعبدوا إلا الله”” (الأحقاف،21).
وقد نهاه الله تعالى عن عبادة غيره والخضوع له، وبالذات الشيطان فقال تعالى:
“”ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان”” (يس،60).
“”قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله”” (الأنعام،56).
“”قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون”” (الكافرون،1-2).