هل الشيخ محمد علي الصابوني عالم بحق؟.. تفريغ كلمة الشيخ غازي التوبة

هل الشيخ محمد علي الصابوني عالم بحق؟.. تفريغ كلمة الشيخ غازي التوبة

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخبركم أني أحبكم في الله.

الحقيقة.. أترحّم على شيخ جليل عظيم رحمه الله هو الشيخ محمد علي الصابوني وهو عالم بحق، أعتقد أن صفتان تحققتا به ربما لم تكونا موجودتين في آخرين.

ليس من شك في أنه عالم بحق لأنه جمع علوم الدين جميعها:

جمع التفسير، والحديث، والفقه، والأحكام، وبالتالي كان بحراً في هذه الأمور ربما ذروة ما أعطاه هو صفوة التفاسير، هذا التفسير الذي جمع كل التفاسير السابقة والذي أشتُهر ووزّع بعشرات، بل مئات الآلاف في العالم الإسلامي. فأسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان وأن يجزيه عنا خير الجزاء، وأعظم الجزاء، وأجزل الجزاء، وأن يجعله في عليين.

الأمر الآخر والذي أعتقد أن الشيخ رحمه الله امتاز به هو قضية عمله بما يعلم، وارتباطه بالأمة، وبقضايا الأمة، وهذا أمر ربما نفتقده في بعض الأحيان وفي بعض المشايخ والعلماء وتحقق هذا في الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله.

كان عاملاً، وربما تأسيس رابطة العلماء السوريين التي هي إحدى الروابط الأساسية في النطاق السوري كان الرئيس الأول لها كما هو معلوم، وكان من أوائل المبادرين في تأسيسها عليه رحمه الله.

وليس من شك بأن هذه الخطوة التي أقدم عليها الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله كانت خطوة جريئة في ذلك الحين لأن السوريون كما تعلمون كانوا محاصرو الأنفاس من قبل النظام الطاغية المجرم نظام حافظ الأسد وبشار الأسد وبالتالي أي تصرّف نحو عمل جماعي يتعلق بالإسلام مهما كانت صفته فيه مسؤولية، وفيه محاسبة ،وفيه متابعة، وهذا الشيخ الجليل رحمه الله أقدم على هذه الخطوة وترأّس أول رابطة تعتبر خارج نطاق أحكام وأوامر سيطرة النظام السوري.

ليس من شك بأن هذا فضل له وهذا يدل على عمله بما يعلم؛ لأن العالم ليس فقط بأن يكتب وأن يؤلّف، بل عليه أن يكون إلى جانب أمته، وإلى جانب قضايا أمته، إلى جانب قضايا شعبه.

مجرد هذا التأسيس ورضى الشيخ بأن يكون على رأس هذه الرابطة وأن يكون أحد مؤسسيها يعتبر هذا الأمر شجاعة وإقدامًا، ويعتبر تضحية، لا شك بأن ذلك ناتج عن رصيد إيماني في قلبه دفعه إلى مثل هذا الأمر، وهو لا يبتغي من ذلك أجرًا ولا مغنماً ولا مكسبًا، هذا جانب أنا أقدّره وأجله فيه، وفي سلوكه، وفي عمله، وأرى أن علينا كـ علماء جميعًا أن نقتدي به في هذا المجال وبعلمائنا السابقين الذي كانوا مثالاً طيباً ورائعاً في هذا المجال، هذه نقطة..

النقطة الأخرى: أنا التقيت به في عدة مؤتمرات من أوائل المؤتمرات التي تجاوبت مع الشعب السوري في ثورته ضد هذا الطاغية وهذا النظام المجرم، من أوائل المؤتمرات التي انعقدت. في مؤتمر عقدته رابطة العلماء السوريين بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من بداية الثورة، في الشهر السابع من عام 2011 م وكان هذا المؤتمر هنا في إسطنبول وترأسه الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله.

هذا المؤتمر كان عنصرًا رئيسيًا فيه من حيث الجلسات والمحاضرات والقرارات في النهاية وكان معنا في هذا المؤتمر الشيخ عصام العطار -ربنا يمتعه بصحته وعافيته- وكثير من المشايخ الأجلاء منهم الدكتور محمد الهواري -رحمه الله- والدكتور محمد أديب صالح كانوا معنا في هذا المؤتمر.

الشاهد في الموضوع إخواني الكرام أنّ هذا الشيخ الجليل هو محمد علي الصابوني رحمه الله كان من أوائل الذين دعوا إلى هذا المؤتمر وحضروه وصاغوا قراراته، وكان هذا المؤتمر شامة في مسيرة الثورة السورية.

ثم التقيت به مرة ثانية في الملتقى الإسلامي أيضًا الذي عُقد في إسطنبول هنا في يناير 2012 م بعد عدة أشهر من المؤتمر السابق، وكان الشيخ رحمه الله أيضًا مجلّياً في هذا المؤتمر.

المهم أنه كان عاملًا بما يعلم وكانت مواقفه نحو قضايا الأمة الكلية مواقفاً سليمة طيبة. وأسأل الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته.

وأكتفي بهذا القدر فقد أحببت أن أشير إلى نقطة واحدة من محاسنه ومن ذكره الطيب الذي أسأل الله أن يجازيه عليه خير الجزاء وأن يجعله في عليين نتيجة علمه وبما قدم لهذه الأمة من تراث علمي وبما قدم من عمل.

أسأل الله أن يجعله في عليين في الفردوس الأعلى وأن يحشرنا جميعًا مع رسولنا الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

لمشاهدة كلمة الشيخ مصورة في العزاء يمكن الضغط على هنا.

Lorem Ipsum

اترك رد