منبر الأمة الإسلامية https://www.al-ommah.com/ منبر الأمة الإسلامية Wed, 26 Apr 2023 16:57:43 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://i0.wp.com/www.al-ommah.com/wp-content/uploads/2021/02/Group-6.png?fit=32%2C32&ssl=1 منبر الأمة الإسلامية https://www.al-ommah.com/ 32 32 171170647 محددات الانتماء إلى هوية الأمة https://www.al-ommah.com/identity-of-the-alommah/ https://www.al-ommah.com/identity-of-the-alommah/#respond Wed, 26 Apr 2023 16:57:43 +0000 https://www.al-ommah.com/?p=12123 مشاركة الشيخ الدكتور غازي التوبة في الندوة الرمضانية الثالثة لرابطة العلماء السوريين بعنوان “الهويّة، وتحديات التغريب المعاصر”. 

ظهرت المقالة محددات الانتماء إلى هوية الأمة أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
مشاركة الشيخ الدكتور غازي التوبة في الندوة الرمضانية الثالثة لرابطة العلماء السوريين بعنوان “الهويّة، وتحديات التغريب المعاصر”.

ظهرت المقالة محددات الانتماء إلى هوية الأمة أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/identity-of-the-alommah/feed/ 0 12123
القضية الفلسطينية أسيرة مشروعين: “الصهيوني” و “الملالي” https://www.al-ommah.com/the-palestinian-cause-is-a-prisoner-of-two-projects/ https://www.al-ommah.com/the-palestinian-cause-is-a-prisoner-of-two-projects/#respond Tue, 25 Apr 2023 20:08:00 +0000 https://www.al-ommah.com/?p=12120 تمر القضية الفلسطينية الآن بمرحلة جديدة من نوعها ،وخرجت عن مسارها الطبيعي، وأصبحت مأزومة تحتاج إلى معالجة جذرية جديدة، فما هي هذه الأزمة؟ وكيف يمكن أن تعالج؟ حتى نستطيع توضيح معالم الأزمة التي تعيشها القضية الفلسطينية، علينا أن نتفحص أوضاع أهم حركتين تعملان في الساحة الفلسطينية ،وهما “حركة فتح” و”حركة […]

ظهرت المقالة القضية الفلسطينية أسيرة مشروعين: “الصهيوني” و “الملالي” أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
تمر القضية الفلسطينية الآن بمرحلة جديدة من نوعها ،وخرجت عن مسارها الطبيعي، وأصبحت مأزومة تحتاج إلى معالجة جذرية جديدة، فما هي هذه الأزمة؟ وكيف يمكن أن تعالج؟

حتى نستطيع توضيح معالم الأزمة التي تعيشها القضية الفلسطينية، علينا أن نتفحص أوضاع أهم حركتين تعملان في الساحة الفلسطينية ،وهما “حركة فتح” و”حركة حماس”.

من المعلوم أن “حركة فتح” نشأت في خمسينيات القرن الماضي، وبدأت العمل الفدائي مطلع عام 1965، حيث قامت ” قوات العاصفة “وهي جناحها العسكري بأول عملية فدائية في شمال فلسطين، ثم استمرت الأعمال الفدائية إلى أن وقعت نكسة حزيران عام 1967، والتي كانت هزيمة للفكر القومي الاشتراكي الذي قاد العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية.

وقد قدمت ”حركة فتح” نفسها لمحيطها الذي كانت تعمل فيه ،بأنها حركة وطنية،تستهدف تحرير فلسطين من خلال الكفاح المسلّح ،وأعلنت أنها غير معنية بالطروحات الأيديولوجية والفكرية التي كانت تعج بها المنطقة، من أمثال: الفكر القومي والإسلامي والشيوعي والاشتراكي…، وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأنها تقبل أي شخص مهما كانت خلفيته الفكرية، سواء إسلامياً أم اشتراكياً أم قومياً…الخ، شريطة أن يبقي هذه الأفكار لذاته ،ويعمل فقط ضمن الإطار الوطني للحركة ،من أجل تحرير فلسطين.

وكان يمكن أن تبقى حركة فتح مغمورة ومحدودة الوجود والتأثير، لولا وقوع نكسة حزيران التي حطمت ”النظام العربي” الذي كانت تقوده مصر بزعامة جمال عبد الناصر، وهنا اضطر جمال عبدالناصر ومعه النظام العربي إلى استدعاء ”العمل الفدائي” ومعه “حركة فتح ” لكي يمتصا جانباً من آثار النكسة، فقابل جمال عبد الناصر قيادة “حركة فتح” في القاهرة ومنحها الدعم الإعلامي والسياسي والعسكري ..إلخ.

ثم أقدم جمال عبدالناصر عام 1969 على عزل أحمد الشقيري من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، وعين ياسر عرفات رئيساً لها ،كما أقدم على تسليم منظمة التحرير حينها إلى “حركة فتح”، فأجرى ياسر عرفات تغييرات كبرى في جميع هياكلها إداراتها، ثم أقدم على خطوة مهمة عام1969، وهي أنه غير ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن جمع لذلك المجلس الوطني، واستبدل كلمة “الوطنية” بكلمة “القومية” في كل بنود الميثاق، وكان هذا إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من القضية الفلسطينية، تحت عنوان “الوطنية الفلسطينية”.

ثم ساد “العمل الفدائي” العالم العربي وساندته الدول العربية، واشتعلت العمليات الفدائية على طول الحدود الأردنية واللبنانية والسورية، واستمرت الجبهات ملتهبة إلى أن اصطدم الفدائيون مع النظام الأردني، ووقعت معركة بين الفدائيين في الأردن وبين الجيش الأردني في أيلول 1970، واستطاع الجيش الأردني إخراج الفدائيون نهائياً من الأردن في عام 1972 بعد أن قتل الآلاف منهم.

ثم انتقل العمل الفدائي إلى لبنان، وتعاون مع الحركة الوطنية اليسارية في لبنان بقيادة كمال جنبلاط وسيطر على لبنان. ولكن إسرائيل هاجمت لبنان عام 1982،وأخرجت العمل الفدائي من لبنان.

ثم قامت الانتفاضة عام 1987،وكانت الجماهير الإسلامية مادتها الرئيسية ،واستمرت إلى عام 1993 عندما وقع ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو مع إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل في أيلول من عام 1993.

ثم قام الحكم الذاتي في غزة والضفة بقيادة ياسر عرفات ،وانتقلت رئاسة الحكم الذاتي إلى محمود عباس بعد وفاة ياسر عرفات عام 2006. ونكثت إسرائيل بكل وعودها بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة بعد حرب عام 1967 ،وأطلقت يد الصهاينة المتطرفين في توسيع المستوطنات وفي قضم الأراضي الفلسطينية، وأصبحت “حركة فتح” التي تقود الحكم الذاتي في فلسطين ملزمة بالتنسيق الأمني، ومراقبة شعبها، ومطاردة الفدائيين المقاتلين ،والعمل على حراسة إسرائيل. وهذه هي المهمة الحقيقية التي تقوم بها “حركة فتح” الآن، وهي الحكم الذاتي لصالح إسرائيل ،بهذا أصبحت أسيرة المشروع الصهيوني،ولا تستطيع القتال ،ولا يمكن أن تخرج من هذه الخدمة قيد أنملة، ولا تستطيع خدمة القضية الفلسطينية، بل هي تخدم إسرائيل.

وبالمقابل هناك “حركة حماس” قادت التيار الإسلامي ،والجماهير المسلمة في فلسطين منذ نهاية عام1987، ثم اندلعت “انتفاضة الحجارة”،ثم أعلنت ميثاقها في الشهر الثامن من عام 1988 باسم “حركة المقاومة الإسلامية” “حماس”.

ثم أقامت “حركة حماس” علاقة مع “حزب الله” ،عندما طرد الصهاينة مئات الأعضاء من “حماس” إلى مرج الزهور،ثم تطورت هذه العلاقة مع “ملالي إيران” في طهران ، ثم ازدادت تطوراً ،وأصبح هناك ارتباط وثيق بين مشروع ” ملالي طهران” و”حركة حماس” .

وأمد “نظام الملالي” حركة حماس بالمال والسلاح والخبرات العالية ، وكان عراب هذه العلاقة “قاسم سليماني” ، ثم توطدت هذه العلاقة لتصبح “حركة حماس” جزءً من “مشروع المقاومة والممانعة” الذي يقوده “ملالي طهران” وتشترك فيه كل من “سورية” ، و”حزب الله” في لبنان ، و”الحركات الشيعية” في العراق ، و”الحركة الحوثية” في اليمن.

 ثم أقام قسم كبير من قيادات “حركة حماس” في سورية بعد أن أبعدهم النظام الأردني عام 2000 وعلى رأسهم “خالد مشعل” الأمين العام للمكتب السياسي آنذاك.

ثم اضطرت “قيادات حماس” بعد اندلاع “الربيع العربي” في شهر شباط (فبراير) من عام 2012 إلى مغادرة دمشق لأنها رأت ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري في ثورته ضد النظام الأسدي، ورأت أنه لم يعد البقاء لائقاً ومناسباً ، بعد أن اتضح عمق الهوة بين النظام الأسدي والشعب السوري.

وبقيت علاقة حماس منقطعة مع النظام السوري قرابة العشر سنوات، ولكنها بقيت مستمرة مع “نظام الملالي”، ثم أعادت “حركة حماس” علاقتها مع النظام السوري في شهر تشرين الأول من عام 2022، فزار وفد من “حماس” برئاسة خليل الحية دمشق، و هذا يؤكد على أن حركة “حماس” أصبحت مأسورة “لنظام الملالي” لا تستطيع مخالفة أوامره وتوجيهاته، لأنها خسرت بهذه العودة جزءاً كبيراً من أمتها التي تؤيدها وتقف إلى جانبها، وخالفت جانباً من مبادئها الإسلامية التي تقوم عليها، وهي خسارة أكبر من أي ربح يمكن أن تحققه من تواجدها في دمشق.

وقد وضحت “قيادة حماس” – في أكثر من موقف – أنها مضطرة لاستمرار العلاقة مع “نظام الملالي” نتيجة حاجتين اثنتين وهما :

الأول : التمويل المالي وبخاصة بعد ان توقف التمويل الخليجي عنها ، واثر قوانين مكافحة الإرهاب التي فرضتها أمريكا .

الثاني : الخبرات القتالية والعسكرية التي تأخذها عن طريق حزب الله .

ومن الواضح الآن أن الحركة “حماس” أصبحت أسيرة لـ”نظام الملالي” في طهران مالياً، وأصبحت أسيرة ل”حزب الله” في لبنان عسكرياً. وبهذا أصبح “نظام الملالي” لاعباً أساسياً في القضية الفلسطينية، ممسكاً بتلابيبها، وأصبحت كل الأطراف العاملة على ساحة القضية الفلسطينية سواء أكانت “حركة حماس” أم “حركة الجهاد” أو غيرهما أوراقاً لصالح “مشروع الملالي” يحركها ك”بيادق” لصالح مشروعه السياسي والثقافي و العسكري في المنطقة.

الخلاصة: من الواضح أن حركتي “حماس” و”فتح” لم تعودا طليقتي الحركة، بل مرهونتين للمشروعين “الملالي” و “الصهيوني” . فمشروع “الملالي” مهمته تفتيت الوحدة الثقافية والسياسية للأمة ،وهذا ما حققته في العراق وسورية ولبنان واليمن، فدمّر كل هذه البلدان عمرانياً وثقافياً، وجزأها سياسياً. وهو ماض في تحقيق مهمته في بقية أنحاء العالم العربي والإسلامي، مثل: مصر، والجزيرة العربية، والمغرب العربي، و أفريقيا، وشرق آسيا إلخ….

ثم يأتي “المشروع الصهيوني” ليقطف ثمرات هذا التدمير العمراني والثقافي والسياسي الذي يقوم به “مشروع الملالي” ويبني عليه  ويمكنّ لنفسه، فبعد أن تمكن “مشروع الملالي” من تفكيك “الجيش العراقي” بالتعاون مع “بريمر” عام 2003 وإنهاء كيانه العسكري، غيرت إسرائيل “عقيدتها القتالية”، وأنهت من “عقيدتها القتالية” محور “الجبهة الشرقية” الذي كان يمثله الجيش العراقي ، والذي هو من أقوى الجيوش العربية و أعرقها خلال القرن الماضي.

أما “حركة فتح” فقد أصبحت مرهونة لـ “المشروع الصهيوني” بعد “اتفاقية أوسلو” عام 1993،ولم تعد “حركة وطنية” إنما تحولت إلى موظف عند إسرائيل يقوم بدور وظيفي هو “الحكم الذاتي”. ويقوم رجالات سلطة “الحكم الذاتي” بحراسة إسرائيل ، ومطاردة شعبهم ، وقمع ثوراتهم ، مقابل استمتاعهم بهذه السلطة ، ومباهجها من أموال وسيارات وقصور و استعراضات إلخ… .

ويستفيد “المشروع الصهيوني” من ارتهان “حركة فتح” ،وقيامها بدور وظيفي وهو دور “الحكم الذاتي”، في قضم الأراضي الفلسطينية من خلال توسيع الاستيطان في الضفة الغربية بشكل عام، وقضم أحياء القدس الشرقية بشكل خاص.

ويتطلع “المشروع الصهيوني” من خلال التوظيف لـ”حركة فتح” في “الحكم الذاتي”  إلى طرد العرب الذين يعيشون داخل حدود عام 1948، وكذلك إلى طرد عرب الضفة الغربية أيضاً إلى شرقي الأردن، وذلك من أجل أن يحقق “المشروع الصهيوني” هدفين ،وهما: تحقيق “يهودية الدولة” بشكل كامل من جهة، والوصول إلى ” إسرائيل الكبرى” من جهة ثانية.

ظهرت المقالة القضية الفلسطينية أسيرة مشروعين: “الصهيوني” و “الملالي” أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/the-palestinian-cause-is-a-prisoner-of-two-projects/feed/ 0 12120
لا “يا قيادة حماس” هذا خطأ استراتيجي وخطيئة شرعية https://www.al-ommah.com/no-hamas-leadership/ https://www.al-ommah.com/no-hamas-leadership/#respond Tue, 25 Apr 2023 19:54:40 +0000 https://www.al-ommah.com/?p=12117 تركت “حماس” سورية عام 2012 بعد أن اشتعل الربيع العربي وظهر إجرام النظام السوري واستهتاره بجماهير شعبه وقمعه له. وهذا موقف يحسب لها لأنها ضحت بعدد من المكاسب لها، وهو منسجم مع حقيقة أنها جزء من أمة وتصرفت بما يعود بالخير عليها وعلى الأمة. والآن عادت “قيادة حماس” إلى إعادة […]

ظهرت المقالة لا “يا قيادة حماس” هذا خطأ استراتيجي وخطيئة شرعية أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
تركت “حماس” سورية عام 2012 بعد أن اشتعل الربيع العربي وظهر إجرام النظام السوري واستهتاره بجماهير شعبه وقمعه له. وهذا موقف يحسب لها لأنها ضحت بعدد من المكاسب لها، وهو منسجم مع حقيقة أنها جزء من أمة وتصرفت بما يعود بالخير عليها وعلى الأمة.

والآن عادت “قيادة حماس” إلى إعادة علاقتها مع النظام السوري حسب البيان الذي صدر في 15/9/2022 وكذلك من الطبيعي إعادة علاقتها مع “نظام ملالي إيران” بشكل كامل لأنه هو الراعي للنظام السوري، وهو الأصل في كل العلاقة مع النظام السوري بعد الانتفاضة الأولى عام 1987.

وقد جاء بيان “قيادة حماس” تحت عنوان “أمة واحدة في مواجهة الاحتلال والعدوان”، فهل “النظام السوري” و”نظام ملالي إيران” جزءان من الأمة الواحدة؟ أم هما عدوان للأمة الواحدة؟

الحقيقة أنهما عدوان لهذه الأمة الواحدة، وهذه هي الحقائق:

أولاً: “نظام ملالي إيران”

وصل الخميني إلى طهران عام 1979 إثر تغلبه على شاه إيران، ولم يأت فقط كرجل دين شيعي يريد أن يحكم إيران، بل حمل معه مشروعاً هو ما يمكن أن نسميه “مشروع ملالي إيران”. وهذا المشروع يحمل أهدافاً تغييرية معادية لبنية الأمة ووجودها وطبيعتها وتاريخها ودينها ومبادئها إلخ….، وسنبين أهم ملامح هذا المشروع المعادي للأمة في الخطوات التالية:

  • الإصرار على “شيعية” الجمهورية الإيرانية:

 بعد أن استقر الخميني في طهران زارته وفود مختلفة من أنحاء العالم الإسلامي، على رأسها كانت وفود علمائية من أهل السنة ومن حركاتها الإسلامية، واستبشروا خيراً بوصوله إلى سدة الحكم، واعتبروا ذلك نصراً بعد الأيام الحالكة القاسية التي مرت على العالم العربي بشكل خاص، وتحكم فيها “المشروع الاشتراكي الماركسي” في ستينيات القرن الماضي، والتي حارب فيها هذا المشروع الدين والمتدينين، وانتهى بانهزامه، وظهور “الصحوة الإسلامية”. واعتبر العلماء آنذاك أن انتصار الخميني كان ثمرة للصحوة الإسلامية. وكان القصد من زيارات الوفود العلمائية هو التعاون مع “الجمهورية الإيرانية” لصالح تمكين الإسلام في بلدانهم، ومواجهة المشاريع “الصهيونية الغربية” في المنطقة.

وعندما أراد الخميني أن يضع دستوراً للجمهورية الوليدة وضع مادة في الدستور، تبرز تبني إيران للمذهب الجعفري الإمامي، وذهب العلماء إلى الخميني –قائد الثورة- وطالبوا منه ألا يقع في هذا الخطأ، لأن “الثورة الإيرانية” و”الدولة الإيرانية” مرتبطان بالأمة جميعها، ولكن الخميني أصر على ذلك، وخاب أمل العلماء وفجعت جماهير الأمة بهذا الموقف، وصدر الدستور وجاءت المادة الثانية عشرة التي تقول: “الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، ويبقى هذا المبدأ قائماً وغير قابل للتغيير إلى الأبد”.

  • تسخير دولة إيران لتحقيق “مشروع ملالي إيران”:

بعد أن وصل الخميني إلى الحكم اتضح أنه يحمل مشروعاً لتمكين الشيعة، وتغيير صورة أمتنا وتحويلها من “أمة إسلامية” إلى “أمة شيعية”. وأنه أراد أن يسخر “دولة إيران” لتحقيق هذا المشروع وتنفيذه، وبدأ الخميني تهيئة كل الأدوات والأجهزة التي يحتاجها هذا المشروع، فأعدم كل جنرالات جيش الشاه، ووضع قيادة جديدة للجيش والسافاك، وأنشأ إلى جانب ذلك جيشاً رديفاً للجيش الإيراني هو الحرس الثوري، ووظف هذا الحرس للتدخلات الإيرانية في دول المحيط والجوار، كما أنشأ أجهزة أحرى ثقافية وسياسية وإعلامية واجتماعية ….إلخ من أجل خدمة ذلك المشروع، والدعاية له، وتنطلق أدوات المشروع من المذهب الشيعي وأفكاره، وتروج له، وتدعو له.

  • نشر المذهب الشيعي و”تدمير الوحدة الثقافية والسياسية” للأمة:

 اتجه الخميني إلى نشر المذهب الشيعي، وتواصل مع الطوائف الشيعية في مختلف المناطق ووظفها لصالح “مشروع ملالي إيران”، ودفعها إلى التصادم مع المحيط السني الذي تعيش فيه، وأمدها “مشروع ملالي إيران” بكل ما تحتاجه، من أجل النجاح في المواجهة، من مال وإعلام وكتب ودعاة وبعثات إلخ…..

وأما المناطق السنية التي لا يوجد فيها طوائف شيعية، فاتجه إلى التأثير على بعض الناس من أجل دعوتهم إلى “المذهب الشيعي”، وكان من نتائج ذلك في الحالتين الاصطراع بين أبناء الأمة الواحدة، وافتعال معركة لا داعي لها الآن، والمستفيد الأساسي منها هو “المشروع الصهيوني الغربي”، وكانت النتيجة وبالاً على الأمة وهو “تدمير الوحدة الثقافية” و”تدمير الوحدة السياسية” وهو ما نرى نتائجه في العراق الآن، وهو الاستقطاب الثقافي الحاد الذي وقع فيه بين الشيعة والسنة، وكذلك التجزئة السياسية التي نراها واضحة للعيان، وهي تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق: كردية في الشمال، وسنية في الوسط، وشيعية في الجنوب.

ومن المعلوم أن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله، ذو موقف معتدل من الشيعة، وكان متواصلاً معهم، لذلك وضع في “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، الذي أنشأه عام 2004 شيخاً شيعياً كأحد نوابه في الاتحاد  وهو الشيخ التسخيري، وبعد أن نبهه بعض الأخوة على خطورة “مشروع ملالي إيران”، وإصرار إيران في الدعوة إلى المذهب الشيعي في مصر، ما أدى إلى اضطراب داخلي في وقت أحوج ما تكون الأمة فيه إلى وحدة الصف، وتوجيه البوصلة إلى مقاتلة أمريكا و”المشروع الصهيوني”، اتصل – رحمه الله – بآيات الله في إيران، وعرض عليهم إبرام اتفاق يقوم على عدم دعوة أهل السنة للمذهب السني في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، وعدم دعوة الشيعة للمذهب الشيعي في المناطق ذات الأغلبية السنية، ولكنهم رفضوا ذلك، مما يدل على أنهم مصرون على الدعوة إلى التشيع مهما كانت النتائج، ومصرون بالتالي على تدمير الوحدة الثقافية والسياسية للأمة، وعلى إثارة المعارك الطائفية، وسيكون المستفيد من ذلك هو أمريكا والغرب و”المشروع الصهيوني”، وكان نتيجة ذلك أن غيّر الشيخ يوسف القرضاوي موقفه من ممارسات “ملالي إيران” واعترف بخطئه السابق وعدّله، وهذا موقف يحسب له.

  • استغلال “مشروع ملالي إيران” للقضية الفلسطينية:

انتبه الخميني إلى أهمية القضية الفلسطينية ودورها في تحشيد الأمة حول “مشروع ملالي إيران”، لذلك صرح بأن “لا قيمة لسياستنا الخارجية إذا لم يكن لها يد طولى في القضية الفلسطينية”، لذلك أقام علاقات مبكرة مع مختلف “الفصائل الفلسطينية”، وأمّدها بالسلاح والمال من أجل أن يقوي نفوذه في الساحة الفلسطينية.

وكذلك أنشأ “مشروع ملالي إيران” في عام 1982 فصيلاً شيعياً مقاتلاً لإسرائيل في جنوب لبنان تحت مسمى “حزب الله” وأصبح هناك تعاون بين هذا الحزب وفصائل المقاومة. واستفاد “مشروع ملالي إيران” إعلامياً من هذه المكاسب في ساحة القضية الفلسطينية من أجل حشد التأييد له أو كسب التعاطف الجماهيري معه، وتحسين صورته أمام العالم الإسلامي. ولكن كل هذه الأعمال لا تصمد أمام الواقع، فالحريص على قضية فلسطين وانتصارها لا يمكن أن يعمل بحال من الأحوال على تصفية الجيش العراقي وإنهاء وجوده، وهو ما قام به “مشروع ملالي إيران” في تعاون مع أمريكا في تسهيل احتلال العراق عام 2003 ثم موافقته على حل الجيش العراقي، وقد اعتبرت إسرائيل هذا الحل انتصاراً كبيراً لها، لأن إنهاء الجيش العراقي ألغى خطر الجبهة الشرقية عليها، وقد غيرت إسرائيل بعد هذا الحل عقيدتها الاستراتيجية على أنه لا وجود لخطر عليها من الجبهة الشرقية، وذلك من أفضال “مشروع ملالي إيران” على إسرائيل.

  • مساعدة “مشروع ملالي إيران” لأمريكا على احتلال بلدين مسلمين، هما: أفغانستان والعراق:

هاجمت أمريكا أفغانستان عام 2001 بحجة إيواء طالبان لأسامة بن لادن، الذي اتهمته أمريكا بأنه وراء إسقاط برجي نيويورك، وقد قدمت إيران خدمات لوجستية للقوات الأمريكية الغازية، كما قدمت خدمات لوجستية للقوات الأمريكية عندما غزت العراق عام 2003، وهذا يؤكد استحكام عداء “مشروع ملالي إيران” للأمة، وتعاونه مع أعدائها من أجل تدمير دولها، وذلك بمساعدتهم على احتلال بلاد المسلمين.

  • لماذا يشكل “مشروع ملالي إيران” خطراً وجودياً – الآن – على الأمة؟

يشكل “مشروع ملالي إيران” خطراً وجودياً وجذرياً على الأمة لسببين:

  1. لا يستهدف “مشروع ملالي إيران” نشر آراء شرعية مخالفة لما هو موجود عند “أهل السنة” فقط، ولكنه يتطلع ويستهدف تغيير أصل من أصول الكيان والوجود الإسلامي، وهو “الأمة الإسلامية”، حتى تصبح “أمة شيعية”، وهو تغيير وجودي، لم تقم به أية طائفة أو فرقة دينية على مدى التاريخ الماضي، وإن أقصى ما تطلعت له كل الفرق والطوائف كالخوارج والمعتزلة إلخ…. هو زيادة الانتشار والتوسع والتمكن في محيطها.
  2. من الجدير بالذكر أن ما شجع “مشروع ملالي إيران” على هذا التطلع إلى إنشاء “أمة شيعية” هو سقوط آخر دولة سنية وهي: “دولة الخلافة العثمانية” وأصبح “أهل السنة” بلا دولة تدعم وجودهم وكيانهم، وهذا ما يضعف قدرتهم على مواجهة “مشروع ملالي إيران”، وهذا ما يجعل “إيران” تحرص على استغلال الفرصة، والاستفادة منها أقصى الاستفادة، فقد كانت هناك باستمرار دولة في مواجهة أية دولة شيعية على مدار التاريخ، فقد تصدت “الدولة السلجوقية” السنية ل”الدولة الفاطمية” الشيعية” في الماضي، كما تصدت “الدولة العثمانية” ل”الدولة الصفوية” في القرن السادس عشر الميلادي وما بعده.

بعد أن وضحت عداوة “مشروع ملالي إيران” للأمة، ننتقل إلى توضيح عداوة “نظام سورية الأسدي” للأمة.

ثانياً: “نظام سورية الأسدي”

لا أريد أن أتعرض لتاريخ عداء نظام البعث ومن بعده نظام الأسد للأمة وللدين الإسلامي في سورية منذ مجيء البعث إلى السلطة عام 1963، ولكني أريد أن أرصد الفترة التي بدأ الربيع العربي فيها في سورية منذ 15-3-2011، وآثاره على علاقات نظام الأسد مع “مشروع ملالي إيران”، ومع “حركة حماس”.

بعد سقوط زين العابدين بن علي ونظامه في تونس في 14-1-2011، وسقوط حسني مبارك ونظامه في مصر في 21-2-2011، ابتدأ الربيع العربي في سورية، وخرجت ملايين الشعب السوري إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في كل المدن: حمص، ودرعا، وحماة، ودير الزور إلخ…..، وعبرت جميعها عن عدائها للنظام الأسدي، وأحس بشار الأسد بخطورة الوضع واضطراب الحكم، ففكر في التنازل وترك الحكم، لكن قاسم سليماني أقنعه بالبقاء، ووعده بأن إيران ستقدم كل متطلبات الدعم.

من الواضح أن “مشروع ملالي إيران” كان يدعم نظام الأسد في المراحل السابقة، ولم يقصر في شيء، لكنه زاد الدعم بعد التحركات الشعبية والجماهيرية في مختلف المجالات: المالية والبترولية واللوجستية والسيبرانية والمخابراتية والعسكرية إلخ…

ومع ذلك فقد اهتز النظام وكاد أن يسقط في نهاية عام 2012 مما اضطر “مشروع ملالي إيران” أن يظهر دعمه وتأييده لنظام الأسد، وينتقل من السر إلى العلن، لذلك دعا الخامنئي “قوات حزب الله” لدخول سورية ومناصرة النظام السوري، فدخلت “قوات حزب الله” إلى منطقة “القصير” في غربي سورية، وقاتلت قوات الثورة، وتغلبت عليها في حزيران-يونيو 2013، كما أمر الخامنئي “قوات الحرس الثوري” بالتدفق إلى سورية، وتدخلت هذه القوات وشكلت عدة ميليشيات بحجة المحافظة على الأماكن المقدسة عند الشيعة، ومنها: عصائب الحق، والزينبيون، والفاطميون إلخ…..، وقد احتوت هذه الميليشيات جنسيات من دول مختلفة مثل: باكستان وأفغانستان وإيران والعراق إلخ…..

ومع كل ذلك الدعم الذي قدمه “مشروع ملالي إيران” للنظام الأسدي، فإن النظام اهتز مرة ثانية أمام تحركات الجماهير وانهزم في ساحات درعا وحمص المنطقة الشرقية وحماة ومحيط دمشق في الغوطتين: الشرقية والغربية، وبقي النظام محصوراً في داخل مدينة دمشق والساحل، مما اضطره إلى التطلع إلى تدخل روسيا.

ذهب قاسم سليماني إلى روسيا عام 2015، وأقنعها بالتدخل عسكرياً لصالح النظام الأسدي، بعد تقديمها الغطاء السياسي للنظام الأسدي بأن استخدمت الفيتو لتعطيل القرارات التي صوت عليها مجلس الأمن لإيقاف المجازر الدموية التي كان النظام الأسدي يرتكبها في حق شعبه منذ عام 2011.

وبالفعل تدخلت روسيا بكل ثقلها العسكري إلى جانب النظام الأسدي، واستخدمت سلاح الطيران بشكل مكثف في كل ساحات القتال، مما جعل كفة النظام ترجح على الثوار، واستعاد النظام بعض المدن: حمص، حماة، مدن الغوطة إلخ…….

ثم استمر النظام الأسدي في قتل أبناء الشعب وتهجيرهم، فاستخدم كل الأسلحة المحرمة دولياً، فاستخدم الكيماوي أكثر من مرة، واستخدم البراميل المتفجرة، وبلغ ما قتله من أبناء الشعب ما يقرب من المليون، وهجر أكثر من عشرة ملايين بين هجرة داخلية وهجرة خارجية، ودمر معظم مدن سورية تدميراً كاملاً، في هذا الوقت أعادت “قيادة حماس” علاقتها بهذا النظام.

هذه بعض معالم صورة النظام الأسدي: قتل وجرح وهجر الملايين من مسلمي سورية، فهو عدو للأمة كما هو عدو لكل مسلم في الأرض، فهو عدو للمسلمين في سورية، وهو عدو للأمة طالما أنه قتل المسلمين هذا من جهة، وهو قد باع البلد لطرفين هما: دولة روسيا و”مشروع ملالي إيران”، أما روسيا فقد عقدت اتفاقات مع نظام الأسد فامتلكت موانئ بحرية في طرطوس واللاذقية على البحر المتوسط، وهي المناطق الدافئة التي كان القياصرة الروس يحلمون بالوصول إليها من جهة ثانية.

وقد استغل “مشروع ملالي إيران” مساندته لنظام الأسد، وأجرى عدة تغييرات جذرية في سورية وهي:

  • نشر التشيع:

ينشط “مشروع ملالي إيران” في نشر التشيع في كل مناطق سورية، ويبذل أقصى طاقته، ويساعده النظام على ذلك، ويرتبط بنشر التشيع إحياء المواسم والطقوس الشيعية في عاشوراء وميلاد الأئمة ووفاتهم، ويرتبط بنشر التشيع – أيضاً – إقامة الحسينيات، وبناء الأضرحة على قبور رجالات آل البيت ونسائهم، وإقامة المزارات والبناء حولها من أجل زيارتها والتبرك بها.

  • التغيير الديمغرافي:

ينشط “مشروع ملالي إيران” في تغيير صورة سورية السكانية، ويحل مكان السكان الأصليين أجانب، قد يكونون باكستانيين أو إيرانيين أو أفغان إلخ….. حسب الميليشيات التي ينتمون إليها.

وبدأت الحكومة تأخذ مساكن المهجرين بحجة أنها “أملاك غائبين” وتحولها إلى عناصر تلك الميليشيات الشيعية، وبهذا يحدث أكبر تغيير سكاني على مدار العصور لوجه سورية.

  • تغيير ثقافي علمي تربوي:

ينشئ “مشروع ملالي إيران” مدارس وحوزات علمية مرتبطة بالمذهب الجعفري الإمامي الإثني عشري لتعليم المذهب الشيعي وتوسيع رقعته في كل أنحاء سورية، وبهذا تتغير صورة سورية الدينية الثقافية من دولة سنية متسامحة إلى دولة ذات وجه طائفي متعصب.

وألغى النظام الأسدي منصب المفتي العام للدولة، وهو منصب كان يأتي عن طريق الانتخاب بين العلماء، وأقام مجلساً فقهياً مكانه يحتوي على عناصر من مختلف المذاهب في سورية، ويعتبر هذا تغييراً جذرياً في صورة سورية الدينية.

  • تدمير سورية:

ساهم “مشروع ملالي إيران” في تدمير سورية عمرانياً واقتصادياً وزراعياً وصناعياً..، فقد أصبحت معظم مدن سورية مدمرة، وتعطلت الزراعة فيها، ودمرت المصانع فيها في مختلف المدن، ودمرت البنية التحتية فيها في جميع المرافق.

وتقدر الخسائر المادية فيها بمئات مليارات الدولارات، ويحتاج إصلاح كل ما دمر فيها إلى عشرات السنين.

  • تقسيم سورية:

لقد سيطرت الطائفة العلوية على كل سورية بعد تولي حافظ الأسد للحكم عام 1970، وشملت سيطرتها كل مرافق الدولة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والإعلامية والتعليمية إلخ……

لقد زاد تدخل “مشروع ملالي إيران” الطائفية اشتعالاً والتهاباً في سورية بعد الربيع العربي، لأنه نشط وأسرع في تشييع كثير من أهل سورية، بالإضافة إلى افتتاح المراكز والحسينيات والمدارس والجامعات التي تدرس وتدعو إلى المذهب الشيعي.

لذلك من المرجح أن يزيد انتشار المذهب الشيعي في سورية احتمال تقسيمها حسب التوزيع العرقي والمذهبي.

استعرضنا – فيما سبق – عداوة النظامين “نظام ملالي إيران” و “نظام سورية الأسدي” للأمة.

ننتقل – الآن – لتقويم موقف “قيادة النظامين”، وانعكاسه على القضية الفلسطينية، ويمكن أن ننتهي إلى النتائج التالية بالنسبة ل”مشروع ملالي إيران”:

1-من الواضح أن “مشروع ملالي إيران” عدو للأمة عداوة “وجودية”، لأنه يريد أن يغيّر بنيتها الداخلية ويحوّلها من “أمة إسلامية” إلى “أمة طائفية شيعية”.

2-وهو عدو للأمة لأنه دمّر بلداناً بكاملها، أو عاون على تدميرها، مثل: العراق، سورية، لبنان، اليمن، وقتل مئات الآلاف من المسلمين في كل أنحاء الأرض.

3-وهو عدو للأمة لأنه تعاون مع أعداء الأمة وعلى رأسهم أمريكا في تدمير بلدين مسلمين هما: أفغانستان والعراق.

4-وهو عدو للأمة لأنه يعمل على تدمير وتفتيت “الوحدة الثقافية” التي هي أغلى ما نملك في تحقيق الترابط بين أبناء الأمة الواحدة.

5-طالما أن “مشروع ملالي إيران” هو عدوّ للأمة في كل أنحاء الأرض، يقتل أبناءها، ويدمر عمرانها، ووحدتها الثقافية، ويسعى إلى تغيير بنيتها الوجودية، فهو لا يمكن أن يكون عدواً للأمة في كل أنحاء الأرض، ويتحوّل إلى “صديق حليف” في فلسطين، فهو كاذب في دعواه لأن “صديق” القضية الفلسطينية لا يمكن أن يسمح بحل الجيش العراقي، وإنهاء “الجبهة الشرقية” التي كانت أكبر خطر على إسرائيل بعد إنهاء خطر “الجبهة الجنوبية” باتفاقات “كامب ديفيد” عام 1979، بين إسرائيل و”السادات”، لأن المستفيد الأول من هذا التدمير للبلدان، والحل للجيش العراقي هو “المشروع الصهيوني الغربي”، وقد قام “مشروع ملالي إيران” بتحقيق ما عجز عنه “المشروع الصهيوني الغربي” في التدمير والتفتيت والتجزيء من حيث الكم والكيف وسرعة الإنجاز.

6-ليس من شك بأن قضية فلسطين هي قضية كبيرة من قضايا الأمة، بمعنى أنه لم يتحقق حلم الصهاينة في إقامة دولة إسرائيل إلا بتدمير نوعي لجانب من وجود الأمة وإسقاط “الدولة الإسلامية” الأخيرة وهي “الخلافة العثمانية” عام 1924، واستعمار المنطقة العربية كلها تقريباً من قبل إنكلترا وفرنسا بعد الحرب العالمية الأولى، وكذلك لا يمكن أن تتحرر فلسطين إلا بجهود الأمة جميعها، لذلك فإن جميع العرب جاهدوا في فلسطين إلى جانب الفلسطينيين قبل قيام إسرائيل عام 1948، وبعد الانسحاب البريطاني من فلسطين عام 1948 دخلت سبعة جيوش عربية للمقاتلة إلى جانب الفلسطينيين بالإضافة إلى مجاهدين عرب ومسلمين من كل أنحاء الأرض.

فمن المؤكد أن الفلسطينيين وحدهم لا يمكن أن يحرروا فلسطين، بل لا بد من دعم الأمة جميعها لهم، وتكافلها معهم، وهم يشكلون رأس الحربة في هذه المواجهة.

وقد تحقق ذلك على مدار التاريخ، بدءاً من الحروب الصليبية حيث ناصرت الأمة الأسرة الزنكية في الموصل والأسرة الأيوبية في مصر، لتحرير القدس عام 1889 م من أيدي الصليبيين، مروراً بدعم الأمة لعز الدين القسام، ثم من بعده الحاج أمين الحسيني رحمهما الله، “انتهاءً بقيادات “حماس والجهاد” على مدار السنين الماضية.

فكما أن هذا واجب الأمة، فإنه يجب على القيادات المجاهدة ألا تتخلى عن أمتها، وتبقى مرتبطة بها، وألا تتعاون مع أعدائها، لكن “قيادة حماس” خرقت – الآن – بكل أسف هذا الواجب، فهي عندما تعيد تطبيعها مع “النظام الأسدي” الذي هو جزء من “مشروع ملالي إيران” الذي يدمر بلداناً متعددة من الأمة، ويقتل مئات الألوف من أبناء الأمة، ويفتت “الوحدة الثقافية” للأمة، ويتطلّع إلى إيجاد “أمة بديلة” لهذه الأمة الإسلامية، وبالتالي لا يمكن أن نصنفه إلا بأنه “عدو للأمة”.

7-أما القول بأننا يجب أن نصادق “مشروع ملالي إيران” لكي نواجه العدو الإسرائيلي و”مشروعه الصهيوني” فهذا الأمر لا نقرره وحدنا، بل يجب أن يشترك به “مشروع ملالي إيران”، وقد قدمت قياداتنا الدينية وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي – رحمه الله – عرضاً إلى “ملالي إيران” والذي تحدثنا عنه سابقاً، ولكنهم رفضوا ذلك العرض الذي يمهد للتعاون، وأمام هذا الصدود من قبل “ملالي إيران”، سنضطر إلى مواجهة المشروعين: “مشروع ملالي إيران” و”المشروع الصهيوني”، وهما اللذان يقتلان أبناء أمتنا، ويدمران بلداننا، ويخرجان أهلينا من أوطانهم وديارهم، ونعد الخطط لمواجهة هذين المشروعين، وذلك ليس بدعاً في تاريخنا، فقد واجهت أمتنا أيام الدولة العباسية عدوين خطرين في وقت واحد هما: المغول والصليبيون.

الخلاصة

إنّنا نستطيع أن نصنّف هذا التصرف من “قيادة حماس” بأنها وقعت في خطأين:

الأول: “خطأ استراتيجي” وهو ابتعادها عن أمتها، وإدارة ظهرها لها، ووقوفها مع عدو للأمة.

الثاني: “خطيئة شرعية” لأن الله نهانا عن التواصل والتعاون وتولي من يقاتلنا ويخرجنا من ديارنا وهو ألد أعدائنا، وهو ما يقوم به “مشروع ملالي إيران”، فقد قال تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)” (سورة الممتحنة).

وهو ما ستكون له عواقبه الخطيرة على “حركة حماس” و”القضية الفلسطينية”، ومن ورائهما “الأمة”.

ظهرت المقالة لا “يا قيادة حماس” هذا خطأ استراتيجي وخطيئة شرعية أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/no-hamas-leadership/feed/ 0 12117
فارسا القضية الفلسطينية: الحاج الحسيني والشيخ القسام https://www.al-ommah.com/knights-of-the-palestinian-cause/ https://www.al-ommah.com/knights-of-the-palestinian-cause/#respond Tue, 25 Apr 2023 19:39:32 +0000 https://www.al-ommah.com/?p=12113 حسم مؤتمر بازل الذي نجح هرتزل في عقده عام 1897 للصهيونية العالمية في تحديد فلسطين كأرض لإقامة الدولة الصهيونية المزمع إنشاؤها، ثم نلحظ أنه تتالت بعد هذا المؤتمر الأحداث المزلزلة لكيان العالم الإسلامي. وقد جندت الصهيونية العالمية كل طاقاتها من أجل تحقيق هذا الهدف، فتواصل هرتزل مع الدولة العثمانية، والتقى […]

ظهرت المقالة فارسا القضية الفلسطينية: الحاج الحسيني والشيخ القسام أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
حسم مؤتمر بازل الذي نجح هرتزل في عقده عام 1897 للصهيونية العالمية في تحديد فلسطين كأرض لإقامة الدولة الصهيونية المزمع إنشاؤها، ثم نلحظ أنه تتالت بعد هذا المؤتمر الأحداث المزلزلة لكيان العالم الإسلامي.

وقد جندت الصهيونية العالمية كل طاقاتها من أجل تحقيق هذا الهدف، فتواصل هرتزل مع الدولة العثمانية، والتقى بالسلطان عبد الحميد، وتواصل مع الدولة الألمانية، وتواصل مع الامبراطور وليام الثاني، فلما وجد أن الأمور لا تمشي بالصورة التي يريدها, توجّه إلى انجلترا، ووضع ثقله فيها وتعاون معها، وخدمها بكل إمكانيات اليهود العالمية: المالية والسياسية والعلمية والثقافية.. إلخ.

ثم بدأت الأحداث تتوالى، فقامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وكان هناك طرفان: الدولة العثمانية والدولة الألمانية من جهة، وانجلترا وفرنسا من جهة ثانية، وحركت انجلترا العرب ضد الأتراك فكانت ثورة الشريف حسين عام 1916م، التي جاءت بعد مراسلات الشريف حسين مع مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر عام 1915م.

وانتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918م بتفكيك الخلافة العثمانية إلى عدة دول قطرية، وأسقطت الحكم بشريعة الإسلام، فأقرت الدول المنتصرة استعمار معظم الدول العربية واقتسمتها بينها، وصدر عام 1917م وعد بلفور نتيجة التعاون الوثيق بين الصهيونية العالمية والحلفاء، ثم نفذت انجلترا وعد بلفور بعد أن احتل الجنرال “اللنبي” القدس في 9 كانون الأول عام 1917م واستعمرت فلسطين، ومكّنت اليهود في فلسطين عن طريق الهجرات غير الشرعية من أوروبا وغيرها، وساعدتهم على اغتصاب الأراضي من أصحابها الفلسطينيين، وسمحت لهم بإقامة المستعمرات في كل أنحاء فلسطين، وساعدتهم في إقامة كياناتهم السياسية المستقلة: كالوكالة اليهودية، وكياناتهم العمالية: كالهستدروت، ونقلت لهم معظم أملاك الدولة كي يتوسعوا في مستعمراتهم التي كانت تنقسم إلى نوعين: الموشاف والكيبوتز، فالموشاف كانت ملكية الأرض فيها جماعية، أما الكيبوتز فملكية الأرض فردية، أما آلات الزراعة الميكانيكية فملكيتها جماعية، وجميع المستوطنات بنوعيها حصون قتالية.

في هذه الأثناء التي كانت فيها انجلترا تنسج خيوط مؤامراتها مع الصهيونية العالمية من أجل ابتلاع فلسطين، ونقلها إلى الصهيونية العالمية، وتنفيذ وعد بلفور؛ برز عالمان من علماء الأمة هما: الحاج أمين الحسيني، والشيخ عز الدين القسام، الذين تصديا لهذه المؤامرة، وجعلا القضية الفلسطينية ملء السمع والبصر على مستوى العالم الإسلامي، بل العالم أجمع، فمن هما هذان العالمان الفارسان؟ وفيم التقيا؟ وفيم افترقا؟

أولًا: الحاج محمد أمين الحسيني

ولد الحاج أمين الحسيني عام 1895م في القدس، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، ثم انتقل بعدها إلى مصر ليدرس في دار الدعوة والارشاد التابعة لمحمد رشيد رضا، وليدرس في الأزهر وفي كلية الآداب في القاهرة، وأدى فريضة الحج في السادسة عشرة من عمره، والتحق بالكلية الحربية في استانبول، ليلتحق بعدها بالجيش العثماني، والتحق بعدها في صفوف الثورة العربية الكبرى عام 1916م.

شارك في ثورة النبي موسى عام 1920م، ثم انتخب مفتيا للقدس عام 1921م خلفا لأخيه كامل الحسيني، وترأس أول مجلس للشؤون الإسلامية والأوقاف والمحاكم الشرعية، وهو المجلس الإسلامي الأعلى لفلسطين عام 1922م، وترأس مؤتمر العالم الإسلامي الذي عقد أول اجتماع له من أجل القضية الفلسطينية في القدس عام 1931م، وتكرر عقده برئاسته في مكة وبغداد وكراتشي وغيرها في أوقات لاحقة.

كوّن جمعية –الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- من أجل الإصلاح بين المتخاصمين ومقاومة الدعوة الصهيونية للعرب لبيع أراضيهم، وأسس اللجنة العربية العليا لفلسطين وترأسها عام 1936م، كما شارك في ثورة 1936م، وقادت اللجنة العربية العليا الجانب السياسي من الثورة، وطارد الإنجليز الحاج أمين الحسيني مما اضطره للجوء إلى المسجد الأقصى ثم الهروب إلى لبنان، وهناك أقام من عام 1937م إلى عام 1939م بداية الحرب العالمية الثانية، وقررت السلطة الفرنسية تسليمه إلى الإنجليز في فلسطين، لكنه هرب إلى العراق، وهناك اشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنجليز عام 1941م، ويقال إنه هو الذي حرض رشيد عالي الكيلاني على الثورة ضد الإنجليز والتعاون مع الألمان، وشارك الفلسطينيون الذين كانوا لاجئين سياسيين مع الحاج أمين الحسيني في العراق في قتال الإنجليز، وعندما فشلت الثورة هرب الحاج أمين الحسيني إلى طهران، واعتقل اللاجئون السياسيون، ثم طردوا من العراق.

ثم انتقل إلى ألمانيا والتقى هتلر في ألمانيا وتكلم هناك باسم العرب جميعا، وطلب من هتلر أن يمنح الدول العربية استقلالها بعد الحرب، ثم عاد إلى القاهرة في نهاية الحرب العالمية الثانية، وترأس الهيئة العربية العليا التي شكلتها الجامعة العربية عام 1946م، وهي التي قادت الفلسطينيين في قتالهم اليهود بعد إعلان التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947م والتي استمر طوال عام 1948م ، وانتهى بإعلان دولة (إسرائيل) في 15/5/1948م، ثم انتهى به المطاف إلى الإقامة في بيروت والوفاة فيها عام 1974م.

ثانيًا: الشيخ عز الدين القسام

ولد الشيخ عز الدين القسام –رحمه الله- في بلدة جبلة من أعمال اللاذقية عام 1882م، وتربى في أسرة متدينة ومعروفة باهتمامها بالعلوم الإسلامية، ثم ارتحل إلى الجامع الأزهر بالقاهرة سنة 1896م، وتخرج منه عام 1906م، وعاد إلى بلده حيث عمل مدرساً وخطيباً في جامع إبراهيم بن أدهم.

احتل الفرنسيون الساحل السوري عام 1918م في نهاية الحرب العالمية الأولى وهنا تصدى عز الدين القسام لفرنسا، فباع عز الدين القسام بيته في جبلة ليشتري به سلاحا، ثم درب المتطوعين في جنوب جبلة؛ لأنه كان عنده خبرة في السلاح وكان قد أخذها من تطوعه في الجيش العثماني في أكثر من مناسبة، ومنها تطوعه في لحرب إيطاليا في طرابلس الغرب 1911م.

وعندما اكتشفه الفرنسيون، انتقل من جبلة إلى جبل صهيون من أجل الاستفادة من مناعة الجبل، فقاوم الفرنسيين، ثم أعلن الفرنسيون عن جائزة لمن يساعد في القبض على الشيخ القسام، وأصدروا حكما بالإعدام عليه، مما اضطره للهرب إلى دمشق، وعندما احتل الجنرال غورو دمشق بعد معركة ميسلون عام 1920م، غادر القسام دمشق إلى فلسطين.

عمل القسام في التدريس في بعض المدارس في حيفا، ثم استلم الإمامة والخطابة في جامع الاستقلال عند إنشائه في عام 1925م، وأعلن عزالدين القسام في خطبه في مسجد الاستقلال أن الإنجليز هم رأس البلاء، وأنه يجب توحيد الإمكانات لحربهم وطردهم، وحذر عز الدين القسام من التساهل مع الهجرة اليهودية، ثم عمل مأذوناً شرعياً، وكان هدفه من ذلك أن تتاح له فرصة التواصل مع الناس في بيوتهم ليكتشف أوضاعهم الحقيقية، ولتكون فرصته لدعوتهم في مختلف القرى والمدن، وبدأ يجمع مجموعات لا تتجاوز الخمسة أشخاص، ثم رفعها إلى تسعة أشخاص، وكان يضع نقيبا لكل مجموعة، وكان يعلمهم أمور دينهم، ثم يبدأ يدربهم على السلاح، وسمى هذه المجموعات (الجهادية) وكان الشعار الذي رفعه القسام: “هذا جهاد: نصر أو استشهاد”.

وليس من شك بأن عمله كان مراقبا من قبل السلطات الإنجليزية التي زرعت الجواسيس في محيطه، ليتجسسوا عليه وعلى حركته، ومع ذلك فقد قام أتباعه بعدة عمليات ضد المستعمرات اليهودية في فلسطين منها إلقاء قنابل على مستعمرة نهلال عام 1932م.

وفي عام 1935 اجتمع أمران على عز الدين القسام، هما:

الأول: زيادة مراقبة السلطات الإنجليزية له، وخشيته من اعتقاله واعتقال القيادات التي حوله، وهذا سيؤدي إلى إحباط عمله وإنهائه.

الثاني: ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، واتساع مساحة الأراضي التي استولوا عليه، فقد وصل إلى فلسطين عام 1935م 62 ألف يهودي، وتملّك اليهود في العام نفسه 73 ألف دونم، حتى كتب المندوب السامي البريطاني قبل نهاية عام 1935م إلى وزارة المستعمرات: ” إن خمس القرويين أصبحوا بالفعل دون أرض يمتلكونها، كما أن عدد العمال العاطلين عن العمل آخذ في الازدياد”[2].

هنا حزم القسام أمره على الخروج واتصل بأتباعه، وأخبرهم عزمه على إعلان الجهاد، وخرج إلى جبال جنين في ليلة 26 من شهر تشرين أول (أكتوبر) 1935م، ثم وقعت المعركة الفاصلة بين عز الدين القسام والقوات الإنجليزية قرب قرية الشيخ زيد في أحراش يعبد، وكانت معركة غير متكافئة في أعداد الطرفين، واستشهد عز الدين القسام في نهايتها وكان ذلك في 20 تشرين ثاني (نوفمبر) 1935م.

وكان استشهاد عز الدين القسام سببا في إشعال الثورة في كل أنحاء فلسطين، وكان قد وزع أعضاء تنظيمه على مناطق عدة ورتب أوضاعهم لكي تستمر الثورة، وبالفعل بدأت الثورة في نيسان (أبريل) 1936م واستمرت إلى عام 1939م، وبالفعل كان رجاله الذين رباهم ونظمهم أوفياء لدمه وجهده الذي بذله، وقادوا الثورة في مختلف مناطق فلسطين من الشمال في صفد وعكا، وفي الوسط في نابلس وجنين، وفي الخليل والقدس.

استعرضنا فيما سبق سيرة عالمين جليلين هما الحاج أمين الحسيني والشيخ عز الدين القسام رحمهما الله، ورأينا أعمالهما في القضية الفلسطينية، ففيم التقت سيرة هذين الفارسين؟ وفيم افترقت؟

التقت سيرتهما بأنهما لم يأبها لمرض القطرية الذي بدأ يتفشى في العالم العربي، ولم يلتزم كل منهما العمل بقطره وحده، بل اعتبر الحاج أمين الحسيني أنه ليس ابن فلسطين فحسب، بل ابنا للأمة الإسلامية، لذلك شارك في أحداث العراق، وساهم في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، بل وحث على ذلك، وكذلك اجتمع بهتلر عام 1942م فخاطبه باسم العرب جميعا.

كذلك فعل الشيخ عز الدين القسام، فعندما جاء إلى فلسطين، تجاوز انتماءه السوري، واعتبر نفسه ابنا للأمة الإسلامية، وعليه أن يعمل في القضية الفلسطينية، فكلها قضايانا كمسلمين ، وهي قضايا أمة واحدة.

لذلك انخرط في القضية الفلسطينية، وحذر من مخاطر الاستعمار الانجليزي والهجرة اليهودية، ونبه إليهما، وحشد جماهير الشعب الفلسطيني لمواجهتهما من خلال منبر جامع الاستقلال، ونظم النابهين من الفلسطينيين الذين تجاوبوا معه، ثم خرج مجاهداً حاملا بندقيته، ثائرًا في مقدمتهم وليس من خلفهم، حتى استشهد في جبال فلسطين.

من الواضح أن العالميْن الجليلين غلّبا انتماءهما الإسلامي على انتمائهما القطري، وهذا واجب المسلم؛ لأن المسلم ينتمي إلى الأمة الإسلامية وليس إلى جغرافيا محددة.

افترق الحاج أمين الحسيني عن الشيخ عز الدين القسام بأن الأول عمل في الجانب السياسي للقضية الفلسطينية، وعمل الثاني في الجانب الجهادي للقضية الفلسطينية، وكلاهما أغنى وأثرى القضية الفلسطينية خير إغناء وإثراء، وكان عملهما في صالح القضية الفلسطينية، ثم اجتمع الجهدان، بعد أن اشتعلت الثورة عام 1936م، وقاد الحاج أمين الحسيني الجميع بعد استشهاد عز الدين القسام، ورعى تلاميذ وأبناء العصبة القسامية وتنظيم “الجهادية”، وأصبحوا جميعا في صف واحد، وأصبح الكيانان كيانًا واحدًا في كل مراحل القضية الفلسطينية بعد ثورة 1936م، ثم في حرب عام 1948م التي قامت بعد انسحاب انجلترا من فلسطين وإنهاء الانتداب البريطاني في 15/5/1948م، وقد عمل رجالات تنظيم القسام بإمرة الحاج أمين الحسيني في “قوات الجهاد المقدس” التي أنشأها الحاج أمين الحسيني لمواجهة اليهود عام 1948م من خلال “الهيئة العربية العليا” التي أسستها الجامعة العربية عام 1946م، والتي كان يرأسها الحاج أمين الحسيني، واستمر التعاون بين الحاج أمين وجماعة القسام بل تم اللقاء الكامل بينهما إلى حين وفاته عام 1974م.

وقد التقى الجهدان (الحسيني) و(القسامي) في ثورة 1936م، وفي كل مراحل القضية الفلسطينية بعدها؛ فكانا فارسين عظيمين من فرسان الأمة، تجاوزا مرض القطرية في كثير من مراحل عملهما، فرحمهما الله رحمة واسعة.

 

[1] * كاتب ومفكر إسلامي فلسطيني.

[2] تاريخ فلسطين الحديث، عبد الوهاب الكيالي: 251.

ظهرت المقالة فارسا القضية الفلسطينية: الحاج الحسيني والشيخ القسام أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/knights-of-the-palestinian-cause/feed/ 0 12113
ثورتنا السورية: ثلاثة انتصارات وثلاثة مجرمين https://www.al-ommah.com/our-syrian-revolution/ https://www.al-ommah.com/our-syrian-revolution/#respond Tue, 25 Apr 2023 19:05:39 +0000 https://www.al-ommah.com/?p=12110 لقد اعتبر الشعب السوري قول الله تعالى للرسول موسى عليه السلام: “اذهب إلى فرعون إنه طغى” (النازعات، 17) بأنه أمر له، لذلك خرج في عام 2011 مواجهًا دولة المخابرات والقهر والإيذاء والفساد دولة المجرم بشار الأسد، ونجح في إسقاطها ثلاث مرات، لكن أنقذه ثلاثة مجرمين. أسقطها أول مرة في نهاية […]

ظهرت المقالة ثورتنا السورية: ثلاثة انتصارات وثلاثة مجرمين أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
لقد اعتبر الشعب السوري قول الله تعالى للرسول موسى عليه السلام: “اذهب إلى فرعون إنه طغى” (النازعات، 17) بأنه أمر له، لذلك خرج في عام 2011 مواجهًا دولة المخابرات والقهر والإيذاء والفساد دولة المجرم بشار الأسد، ونجح في إسقاطها ثلاث مرات، لكن أنقذه ثلاثة مجرمين.

أسقطها أول مرة في نهاية عام 2012، لكن المجرم خامنئي أنقذه بأن وضع كل دولة إيران في خدمة بشار الأسد، فأمر عبده الذليل المجرم حسن اللات في لبنان، فأرسل المجرم حسن اللات عصاباته إلى ساحة القتال في القصير من ريف حمص وغيّر وضعها.

لم يكتف المجرم خامنئي بعصابات لبنان، بل أرسل بعصابات من أفغانستان وباكستان وإيران باسم “فاطميون”، “زينبيون” و”حرسه الثوري” وعاثوا فسادًا في سورية، وأنقذوا حكم بشار من الانهيار في حزيران/ يونيو من عام 2013.

وكان السقوط الثاني للمجرم بشار الأسد يوم أن ضرب الغوطة بالكيماوي في آب من عام 2013، وقتل المئات وحرق الآلاف، وكان هناك تخطيط دولي لإسقاطه، ولكن المجرم أوباما أنقذه عندما فاوض دوليًا بأن يسلم الكيماوي الذي عنده للمنظمات الدولية مقابل عدم القيام بالضربة الدولية، وقام المجرم أوباما بهذه الخطوة لصالح إسرائيل.

لكن هذا الكيماوي ارتد وبالًا على الشعب السوري واللبناني، فبعد أن حملت السفن الكيمياوي من الموانئ السورية لترميه في البحر، عرّجت به إلى ميناء بيروت، وخزّنه حزب اللات في ميناء بيروت، لينقل بعد ذلك بالشاحنات البرية، ولتكون مادة لملء البراميل المتفجرة التي كانت تلقيها الطائرات المروحية العسكرية السورية على تجمعات الثوار ومدنهم وقراهم، فكانت هذه البراميل المتفجرة أكثر أدوات النظام فتكًا وقتلًا وتدميرًا بالأبرياء السوريين ومدنهم وقراهم.

واكتملت ملامح المشهد عندما انفجر المخزون الكيماوي عام 2020 في ميناء بيروت، وهو المخزون الباقي بعد النهب من خلال نقل “حزب اللات” له إلى النظام في سورية، وقد قتل التفجير الذي وقع مئات الأشخاص ودمر أحياء كاملة من بيروت.

إما السقوط الثالث للنظام المجرم بشار فقد وقع في أيلول/ سبتمبر عام 2015، لكن الذي أنقذه روسيا، فمن الواضح أن تدخل إيران عام 2013، بكل قوتها العسكرية والمالية والاقتصادية والاستخبارية إلخ…، لم ينفع في شيء، وكاد أن يسقط وقد صرح بذلك وزير الخارجية الروسي لافروف فقال: “نحن أنقذنا النظام الذي كان على وشك السقوط”، فذهب المجرم قاسم سليماني إلى روسيا والتقى ببوتين وحفزه على التدخل العسكري لصالح النظام، وأقنعه بذلك، وتدخلت روسيا بعد هذا اللقاء بين المجرمين سليماني وبوتين.

ومن المعلوم أن المجرم قاسم سليماني تدخل في مرة سالفة لإنقاذ المجرم بشار الأسد، فقد تدخل بداية الثورة إثر اندلاعها في ربيع عام 2011، وضغط عليه من أجل أن يبقى في الحكم لأن المجرم بشار فكر بأن يترك الحكم فقد أحس بخطر الثورة عليه وقوتها، وإمكانية اقتلاعه من سورية، فأقنعه بإن إيران ستقف إلى جانبه بكل إمكانياتها المالية والاقتصادية والعسكرية والسياسية إلخ.. وبالفعل هذا ما حدث.

من البديهي أن روسيا دولة عظمى ودخلت بكل قوتها العسكرية إلى جانب النظام؛ لذلك بدأت ترجح كفة النظام رويدًا رويدًا فأخرجت الثوار من حمص وحلب والغوطة إلخ …

إن شعبنا في سورية لم يواجه المجرم بشار الأسد وحده، بل واجه معه دولة عظمى هي روسيا، ودولة إقليمية كبرى وهي إيران، ومع ذلك استطاع أن يصمد ويحقق انتصارات على كل هذه القوى وسيكون النصر إلى جانبنا بإذن الله في الجولة الرابعة بعد أن نراجع تجربتنا السابقة ونحدد أماكن قصورنا، ونرصّ صفوفنا، ونزيد اتصالنا بالله، واعتمادنا عليه، واستيثاقنا به سبحانه وتعالى.

ظهرت المقالة ثورتنا السورية: ثلاثة انتصارات وثلاثة مجرمين أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/our-syrian-revolution/feed/ 0 12110
الرجال قوامون على النساء.. القوامة بين الشرع والواقع https://www.al-ommah.com/stewardship-between-sharia-and-reality/ https://www.al-ommah.com/stewardship-between-sharia-and-reality/#respond Sun, 23 Jan 2022 21:29:40 +0000 https://al-ommah.com/?p=10507 ما معنى القوامة؟ تسلط وذكورية أم تكليف ومسؤولية؟ مشاركة الشيخ الدكتور غازي التوبة في برنامج الإسلام والحياة بعنوان: القوامة بين الشرع والواقع. 

ظهرت المقالة الرجال قوامون على النساء.. القوامة بين الشرع والواقع أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
ما معنى القوامة؟ تسلط وذكورية أم تكليف ومسؤولية؟ مشاركة الشيخ الدكتور غازي التوبة في برنامج الإسلام والحياة بعنوان: القوامة بين الشرع والواقع.

ظهرت المقالة الرجال قوامون على النساء.. القوامة بين الشرع والواقع أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/stewardship-between-sharia-and-reality/feed/ 0 10507
من هو الشيخ الدكتور غازي التوبة؟.. المفكر والداعية الإسلامي https://www.al-ommah.com/who-is-dr-ghazi-al-tawbah/ https://www.al-ommah.com/who-is-dr-ghazi-al-tawbah/#respond Tue, 11 Jan 2022 13:03:32 +0000 https://al-ommah.com/?p=10305 فيديو تعريفي بالشيخ الدكتور غازي التوبة المشرف العام على موقع منبر الأمة للدراسات والبحوث، ورئيس رابطة العلماء السوريين. للاطلاع على سيرته الذاتية: https://cutt.ly/0IwuLpN رابط كامل كتب الدكتور بشكل مجاني: https://cutt.ly/ZIwku4d ———————— 

ظهرت المقالة من هو الشيخ الدكتور غازي التوبة؟.. المفكر والداعية الإسلامي أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
فيديو تعريفي بالشيخ الدكتور غازي التوبة المشرف العام على موقع منبر الأمة للدراسات والبحوث، ورئيس رابطة العلماء السوريين.

للاطلاع على سيرته الذاتية:

رابط كامل كتب الدكتور بشكل مجاني:
————————

ظهرت المقالة من هو الشيخ الدكتور غازي التوبة؟.. المفكر والداعية الإسلامي أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/who-is-dr-ghazi-al-tawbah/feed/ 0 10305
لماذا وقع التباين بين الفهمين الشعبي والغربي للديمقراطية؟ https://www.al-ommah.com/popular-and-western-understandings-of-democracy/ https://www.al-ommah.com/popular-and-western-understandings-of-democracy/#respond Tue, 09 Nov 2021 17:49:17 +0000 https://al-ommah.com/?p=9869 ها قد حصل في تونس، ما حصل في مصر قبل عام 2013، وما حصل في الجزائر عام 1990، فقد أعلن قيس سعيد رئيس الجمهورية تجميد البرلمان، وحل الوزارة، وتشكيل وزارة جديدة، وإعلان حالة الطوارئ، ثم أوكل تشكيل الوزارة إلى إحدى النساء في خطوة غير مسبوقة في تونس، وهي توكيل امرأة […]

ظهرت المقالة لماذا وقع التباين بين الفهمين الشعبي والغربي للديمقراطية؟ أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
ها قد حصل في تونس، ما حصل في مصر قبل عام 2013، وما حصل في الجزائر عام 1990، فقد أعلن قيس سعيد رئيس الجمهورية تجميد البرلمان، وحل الوزارة، وتشكيل وزارة جديدة، وإعلان حالة الطوارئ، ثم أوكل تشكيل الوزارة إلى إحدى النساء في خطوة غير مسبوقة في تونس، وهي توكيل امرأة برئاسة الوزراء، والمقصود من ذلك كسب تأييد النساء في تونس من جهة، وإثبات تقدمية الحكم من جهة ثانية.

مع أن الانتخابات في البلدان الثلاثة الجزائر ومصر وتونس كانت سليمة بحسب التقارير الدولية، ولا يحق للقيادات العسكرية إزاحة القيادات المدنية التي وصلت عن طريق الانتخاب إلا بانتخابات جديدة، وهذا ما لم يحدث، فما السبب؟

السبب واضح وهو التباين في فهم الديمقراطية ومضمونها بين الفهمين الشعبي والغربي، فالفهم الشعبي المطرد للديمقراطية على اتساع نطاق العالم العربي، هو أن الديمقراطية عملية انتخابية، وبأن الفائز بأكثرية المقاعد، هو الذي يجب أن يحكم بناء على الشرعية التي يحصل عليها عن طريق الانتخاب.

ولكن الفهم الغربي للديمقراطية عند رعاتها وأربابها الغربيين، ليست انتخابات فحسب، بل هي بالإضافة إلى الانتخاب قيم ومبادئ تستند إلى قيم الحضارة الغربية التي تبلورت عبر عدة ثورات متعددة في أوروبا وأمريكا منها: الثورة الأمريكية عام 1775م، والثورة الفرنسية عام 1789م والتي جاءت صدى وانعكاسات لآراء الكتاب التنويريين من أمثال ديكارت وكانت وروسو وفولتير إلخ …، وهذا التنوير لم يتحقق في الأحزاب الإسلامية التي ثارت في الجزائر ومصر، ومع أنه تحقق شيء من هذا في تونس بشكل جزئي، ولكن هذا لم يرضهم فهم لا يثقون بالإسلاميين مهما قدموا من تنازلات، ويعتبرون تلك التنازلات تكتيكًا يخفي استراتيجية تستهدف الاستيلاء الكامل على السلطة والانقلاب على الحكم.

لذلك فالمطلوب من الجماهير الإسلامية وقياداتها، أن تعي من الآن فصاعدًا أن الديمقراطية عند الغربيين لا تعني حصولك على أكثرية أصوات الناخبين، ولكن عليك أن تستسلم لقيم الحضارة الغربية ومبادئها، وتثبت ذلك عمليًا وأهمها:

مبدأ الحرية المطلقة للفرد، ونسبية الحقيقة، والمادية، وحقوق الإنسان وحقوق المرأة بالمعنى الغربي إلخ، ودون مراعاة لأي خصوصية أو أية هوية أو أي شخصية تميزت بها، بل عليك أن تنقل قيم ومبادئ الحضارة الغربية كما طبقتها الحضارة الغربية، وإذا لم تفعل ذلك فإن الغرب سيحرك الدولة العميقة بجيوشها وأجهزتها الأمنية لتنقلب عليك وتطردك من الحكم.

الغرب لا يفهم الديمقراطية بأنها عملية انتخاب كما هو الفهم الشعبي لها عندنا، بل الديمقراطية هي انتخاب ومبادئ، وإذا تخلفت المبادئ، أو نجح من يحمل تاريخًا شخصيًا مرتبطًا بقيم أخرى غير المبادئ الغربية، فإن مصيره الإزاحة كما حدث في حالة محمد مرسي، وكما يحدث الآن في حالة راشد الغنوشي.

لذلك أعتقد أن جماهير الأمة بشكل عام وجمهور الإسلاميين بشكل خاص مستعدة أن تقبل الديمقراطية كعملية انتخابية، وتخوضها وتساهم فيها، ولكن الغرب هو الذي يحول دون تحقيق ذلك، ويستخدم عصاه الغليظة ليطرد الإسلاميين عندما يفوزون بواسطة القوة العسكرية المتمثلة بالجيوش والأجهزة الأمنية.

والسؤال الآن: لماذا وقع التباين بين الفهمين: الشعبي والغربي للديمقراطية؟

وقع التباين بسبب الديمقراطيين العرب دعاة الديمقراطية في منطقتنا العربية، وحرصهم على ترويج الديمقراطية وتزيينها وجعلها مقبولة، لذلك سكتوا عن جانب المبادئ من الديمقراطية، وأشهروا جانب الانتخاب، وأصروا أن هذه هي الديمقراطية، لذلك فهم قد نجحوا في جعل الديمقراطية مقبولة عند جماهير الأمة، لكن الحقيقة مهما اختفت لا بد من أن تظهر في النهاية ويستسلم لها الجميع.

الغرب لا يفهم الديمقراطية بأنها عملية انتخاب كما هو الفهم الشعبي لها عندنا، بل الديمقراطية هي انتخاب ومبادئ، وإذا تخلفت المبادئ، أو نجح من يحمل تاريخا شخصيا مرتبطا بقيم أخرى غير المبادئ الغربية، فإن مصيره الإزاحة كما حدث في حالة محمد مرسي، وكما يحدث الآن في حالة راشد الغنوشي.

لكني لا ألوم دعاة الديمقراطية المفتونين بالحضارة الغربية ـ وحدهم ـ على ترويجهم للديمقراطية، واتباع أساليب ملتوية في ترويجهم لبضاعتهم، فهذا شأنهم، ولكني أعتب على القيادات الإسلامية التي سكتت عن افتئات أولئك المفتونين بالحضارة الغربية ولم تفند أقوالهم، وتوضح حقيقة الديمقراطية لجماهير المسلمين، قبل أن تدفع هذه الجماهير ثمن معرفة الحقيقة من دمائها وأموالها وتشريدها واعتقالاتها، وهو ثمن باهظ، وهو ما وقع لمرتين حتى الآن:

الأولى ـ في الجزائر، مع تجربة عباسي مدني في الفوز بانتخابات الجزائر عام 1990 بشكل كاسح، والتي أعقبها أن قفز الجيش إلى السلطة وألغى الانتخابات وبدأت العشرية الحمراء التي أطلقت على السنوات العشر التالية حيث ساهم الجيش والمخابرات والأجهزة الأمنية في افتعال معارك مع الإسلاميين والتي انتهت بما يقارب المليون قتيل حسب روايات الحكومة وتدمير مناطق بكاملها في الجزائر.

الثانية ـ في مصر مع تجربة محمد مرسي وفوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2012، ثم قفز الجيش إلى السلطة في عام 2013 بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي، وألغى الانتخابات، واعتقل رئيس الجمهورية، وعطل العمل بالدستور، وحل البرلمان والوزارة، ثم أجرى انتخابات جديدة فاز الفريق السيسي بها، فأصبح رئيسًا للجمهورية، ووقع تصادم بين سلطة عبد الفتاح السيسي وجماهير الشعب المصري وكانت حصيلته السجن لعشرات الآلاف، والقتل للآلاف، والتشريد والمطاردة لمئات الآلاف وإصدار أحكام الإعدام على آلاف الأشخاص، وتعثر الاقتصاد، وانتشار الفساد،… والتراجع في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية..

من الضروري أن ترسخ القيادات الإسلامية في أذهان جماهير الأمة أن الديمقراطية التي يريدها الغرب ويسمح بها ذات شعبتين: انتخابات ومبادئ، وأنهما ملتحمتان، وأنهما لا تنفكان عن بعضهما عنده، وأنه لا يقبل بانتخابات دون مبادئ، لذلك علينا أن ننظر إلى الديمقراطية هذه النظرة، لكي لا نلدغ مرة أخرى من هذا الجحر.

الخلاصة

وقع تباين بين الفهمين الشعبي والغربي للديمقراطية، فقد اعتبرها الفهم الشعبي أنها انتخابات فقط، في حين أن الفهم الغربي اعتبرها انتخابات ومبادئ، وهذا التباين في الفهم للديمقراطية جعل الأمة تدفع ثمنًا غاليًا من دماء أبنائها، وتشريدهم، وعذاباتهم في محطتين سابقتين من تاريخ العمل السياسي في الجزائر عام 1990م، وفي مصر عام 2013م، والمتوقع الآن أن تدفع ثمنًا ثالثًا في تونس، وهو ما يقوم به قيس سعيد.

فاللوم في هذا التباين في فهم الديمقراطية لا تقع مسؤوليته على دعاة الديمقراطية المفتونين بالحضارة الغربية الذين اتبعوا أساليب ملتوية في ترويج بضاعتهم فقط، ولكنه يقع أيضاً على القيادات الإسلامية التي سكتت على الأساليب الملتوية لأولئك الدعاة، ولم تقم بتفنيدها وفضحها وتوضيحها في حينه.

المقال على موقع عربي 21 

ظهرت المقالة لماذا وقع التباين بين الفهمين الشعبي والغربي للديمقراطية؟ أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/popular-and-western-understandings-of-democracy/feed/ 0 9869
كتاب: الحركات الإسلامية والدعاة الجدد.. عرض وتقويم https://www.al-ommah.com/islamic-movements/ https://www.al-ommah.com/islamic-movements/#respond Tue, 19 Oct 2021 19:01:04 +0000 https://al-ommah.com/?p=9557 نقدم لكم كتاب “الحركات الإسلامية والدعاة الجدد.. عرض وتقويم” لكاتبه الشيخ الدكتور غازي التوبة. يمكن تحميل الكتاب من الرابط التالي بالضغط هنا. يقول الؤلف الشيخ الدكتور غازي التوبة في الكتاب: قدمت في هذا الكتاب عدة دراسات عن الحركات الإسلامية الجهادية وغير الجهادية، كما درست أعمال عدد من كبار العلماء والمفكرين، من […]

ظهرت المقالة كتاب: الحركات الإسلامية والدعاة الجدد.. عرض وتقويم أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
نقدم لكم كتاب “الحركات الإسلامية والدعاة الجدد.. عرض وتقويم” لكاتبه الشيخ الدكتور غازي التوبة.

يمكن تحميل الكتاب من الرابط التالي بالضغط هنا.

يقول الؤلف الشيخ الدكتور غازي التوبة في الكتاب:

قدمت في هذا الكتاب عدة دراسات عن الحركات الإسلامية الجهادية وغير الجهادية، كما درست أعمال عدد من كبار العلماء والمفكرين، من أمثال: حسن البنا، ومحمد قطب، ومالك بن نبي، وراشد الغنوشي، وتعرضت في دراساتي للدعاة الجدد، وعلى رأسهم: عمرو خالد، ثم ختمت الكتاب بدراستين عن فقه العمل الجماعي.

ظهرت المقالة كتاب: الحركات الإسلامية والدعاة الجدد.. عرض وتقويم أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/islamic-movements/feed/ 0 9557
لماذا لم تتحقق النهضة؟ وما هي ملامح مشروع النهضة الحقيقي؟ https://www.al-ommah.com/why-did-the-renaissance-not-materialize/ https://www.al-ommah.com/why-did-the-renaissance-not-materialize/#respond Mon, 18 Oct 2021 11:44:22 +0000 https://al-ommah.com/?p=9539 لماذا لم تتحقق النهضة؟ من الذي أفشل النهضة؟ وما هي ملامح مشروع النهضة الحقيقي؟ محاضرة يلقيها الشيخ الدكتور غازي التوبة ضمن فعاليات معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي السادس بتاريخ 15.10.2021.  روابط مرجعية: – مشروع نهضة الأمة – برنامج قراءات – لتحميل كتاب: “إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة […]

ظهرت المقالة لماذا لم تتحقق النهضة؟ وما هي ملامح مشروع النهضة الحقيقي؟ أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
لماذا لم تتحقق النهضة؟ من الذي أفشل النهضة؟ وما هي ملامح مشروع النهضة الحقيقي؟ محاضرة يلقيها الشيخ الدكتور غازي التوبة ضمن فعاليات معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي السادس بتاريخ 15.10.2021.

روابط مرجعية:

مشروع نهضة الأمة – برنامج قراءات

– لتحميل كتاب: “إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية”

– مقال: لماذا فشل الفكر القومي العربي في احداث النهضة؟

ظهرت المقالة لماذا لم تتحقق النهضة؟ وما هي ملامح مشروع النهضة الحقيقي؟ أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/why-did-the-renaissance-not-materialize/feed/ 0 9539