tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

ذكرياتي مع المرحوم الأخ الشيخ عبدالباقي رمضون

اجتمعت مع الشيخ عبدالباقي رمضون رحمه الله في الصف السادس من المرحلة المتوسطة في ثانوية خالد بن الوليد في حمص، في العام الدراسي 1950-1951، ثم اجتمعنا سوية في الصف السابع أيضاً في العام الدراسي التالي في تلك الثانوية، وفي ذلك الصف كان معنا طالب شيوعي اسمه (عبدالباري المشنتف)، وتناقشنا أثناء الدوام المدرسي معه حول بعض القضايا الدينية، وتصايحنا حولها، وكان شيوعياً وقحاً، ثم تواعدنا على أن نلتقي معه خارج المدرسة للتقاتل، ثم تضاربنا بالأيدي في محيط المدرسة، وأخرج الأخ عبد الباقي رمضون سكيناً وطعن بها عبدالباري المشنتف، فجرحه جرحاً بليغاً، وكاد يقتله لأن الطعنة جاءت قريبة من القلب.وأذكر أن المدرسة عاقبت الأخ عبدالباقي رمضون بأن فصلته منها، وأرسل الحزب الشيوعي عبدالباري المشنتف إلى روسيا على حسابه من أجل معالجته، ثم عاد إلى حمص، وأذكر أن الحزب الشيوعي خصص له مرافقاً، يتحرك معه باستمرار لكي يحرسه، لأن الحزب الشيوعي فرغ عبدالباري المشنتف –آنذاك- للدعوة للحزب الشيوعي بسبب أهميته بالنسبة للحزب وتضحياته حسب وجهة نظره.ثم لازم الشيخ عبدالباقي رمضون مشايخ حمص ومن أبرزهم الشيخ وصفي المسدي رحمه الله، وأخذ عنه العلم الشرعي، وأطلق لحيته في الخمسينيات، وارتدى زي المشايخ والعلماء.ثم لما جاء البعث عام 1963، وأشعل مروان حديد ثورة حماة في ربيع عام 1964، واعتصم بمسجد السلطان، اعتصم عبدالباقي رمضون مع عدد من رفاقه في مسجد خالد بن الوليد في حمص، ثم جاءت دبابات البعث، واقتحمت المسجد، واعتقلت الشيخ عبدالباقي رمضون ومن معه، وأحالتهم إلى محاكمة عسكرية مع مروان حديد رحمه الله، وجرت المحاكمة في المركز الثقافي في حمص، وكان مصطفى طلاس هو القاضي، وأصدر أحكاماً قاسية بحق كل المحالين إلى المحاكمة، ثم جاء العفو عن كل المحكومين بعد أن قابل الشيخ محمد الحامد رحمه الله أمين الحافظ وطالبه بإطلاق سراح المسجونين.في ربيع عام 1973 ثارت قضية الدستور الذي كان يريد حافظ الأسد أن يصوغه، واحتج مشايخ سورية وعلماؤها على بعض المواد، وطالبوا بإضافة بعض المواد، وفي هذا الوقت تمت ملاحقة واعتقال عدد كبير من المشايخ والعلماء وقيادات الإخوان المسلمين في جميع أنحاء سورية.وفي هذا الإطار تمت ملاحقة بعض قيادات حمص وكان منهم الشيخ عبدالباقي رمضون، والشيخ عدنان الأبرش وعبدالكافي الأبرش، وأبو إبراهيم النكدلي، ومحمد فرج غليون (أبو حيدر)، ومنهم العبد الفقير، وكنت مقيماً في دمشق آنذاك، فهربنا جميعاً، ولم يُعتقل أحد منا، ثم هربنا إلى لبنان، وسكن الشيخ عبدالباقي رمضون وبعض من إخوانه في طرابلس، في حين سكنتُ مع إخوة آخرين في بيروت، وكنّا في عام 1974 على تواصل مستمر، وكنا نتزاور ونلتقي بين حين وآخر، ثم انتهى المطاف بالشيخ عبدالباقي رمضون في الذهاب إلى السعودية والعمل في تبوك.هذا بعض ما عندي حول الشيخ عبدالباقي رمضون رحمه الله، وأبرز صفاته التي عهدتها فيه هي الغيرة على الدين، والشجاعة، والصراحة، والجرأة في الحق، وأدعو الله أن يتغمده برحمته، ويعلي منزلته، ويكتب له أجر المجاهدين والصديقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

https://islamsyria.com/site/show_cvs/974

اترك رد