tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

لماذا هذا التعثر المستمر؟

لماذا هذا التعثر المستمر؟ لماذا تعثرت منطقتنا العربية خلال القرن الماضي؟ لماذا انتقلنا من هزيمة إلى أخرى؟ لماذا توالت الكوارث والنكبات والنكسات عليها؟ لماذا كانت الكارثة فسقطت الخلافة عام 1926م؟ لماذا كانت النكبة فقامت اسرائيل عام 1948م؟ لماذا كانت النكسة فاحتلت اسرائيل أرض الضفة الغربية وسيناء والجولان عام 1967م؟ لماذا كانت حرب 1973م حرب تحريك وليست حرب تحرير؟

لماذا كان الاستسلام للعدو الصهيوني بزيارة السادات للقدس عام 1977م؟ لماذا نجحت اسرائيل باجتياح بيروت عام 1982م؟ ولماذا أكمل ياسر عرفات خط الاستسلام باتفاقات أوسلو عام 1993م؟ لماذا؟ ولماذا؟ إلخ… عشرات الوقائع بل مئات الوقائع تدل على التعثر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية … والسؤال الكبير هو: لماذا هذا التعثر المستمر؟

سبب التعثر أمران:

الأول: القومية العربية التي حكمت المنطقة خلال القرن الماضي.

الثاني: ولاء القيادات القومية للغرب.

أما فيما يتعلق بالسبب الأول للتعثر فهي القومية العربية التي حكمت المنطقة خلال القرن الماضي، وسبب التعثر هو أن الفكرة القومية العربية ليست معقولة وليست واقعية، لأنها تقول إن هناك أمة عربية تقوم على عنصري اللغة والتاريخ، والحقيقة أنه ليست هناك أمة عربية بهذا المعنى في أرض الواقع، وهو وهم وخيال، والأمة الموجودة هي أمة إسلامية تقوم على عنصري القرآن والسنة، لذلك فإن كل الجهود في البناء ثم لم تثمر شيئاً لأنها كانت لا تتعامل مع الواقع تعاملاً صحيحاً بل كانت تتعامل مع شيء غير موجود وهو الأمة العربية بالمعنى القومي، وتتنكر لشيء موجود وهو الأمة الإسلامية، لذلك كانت الانتكاسات مستمرة في أرض الواقع، وكانت الثمرة تفتيت كيان الأمة الإسلامية وشرذمة طاقاتها.

  أما فيما يتعلق بالسبب الثاني للتعثر وهو ولاء قيادات المنطقة للغرب فهو قد جاء من أن معظم الحكام المعاصرين جاءوا إلى الحكم عن طريق دسائس الغرب من جهة ثانية، وكان استمرار وجودهم مرتبطاً بدعم الغرب من جهة ثانية، لذلك فإن ولاءهم كان يتجه إلى الغرب وليس إلى الأمة، وكان الغرب نموذجهم الحضاري المنبهرين به، والذي يعودون إليه دون أدنى احترام لشخصية الأمة، ولحضارتها العريقة، وميراثها العظيم.

   ولو تصوّرنا الأمور جرت خلال القرن الماضي بصورة مغايرة فكان الإسلام هو المنهاج الذي تحتكم إليه المنطقة، وكان ولاء الحكام لقيم الأمة ودينها وأخلاقها، لما حدثت التعثرات، ولكان العمران والازدهار.

اترك رد