tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

كلمات عن فلسطين: الاستيطان، تقرير غولدستون، الأقصى

طلب أوباما منذ بداية توليه الرئاسة إيقاف بناء المستوطنات كشرط أساسي من أجل تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأكد ذلك في خطاب القاهرة الذي وجهه إلى العالم الإسلامي، لكن نتنياهو رفض ذلك، والتف على تلك الدعوة، واستمر في توسيع المستوطنات في القدس و غيرها، ولحس أوباما كلامه السابق، لكن المفاجئ هو موافقة عباس له، وسكوته عن ذلك، ورضاه بأن يجتمع مع نتنياهو في البيت الأبيض على هامش افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورضوخه لطلب أوباما بأن يبدأ مع نتنياهو في المفاوضات من أجل استكمال عملية السلام، ولا أدري أي سلام يتحدث عنه محمود عباس؟! الحقيقة ليس هناك سلام بل هناك رضوخ واستسلام لما تريده اسرائيل، وتخطط له، وتتطلع اليه، وتأمر به.

ثم جاء تقرير غولدستون، وهو الذي جاءت الإدانة فيه واضحة لإسرائيل، فاتهمها بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانها الهمجي على غزة في نهاية 2008، وهذه الإدانة جانب من الحقيقة، والحقيقة أضخم من ذلك بكثير، وكان المفروض في القيادة الفلسطينية أن تتلقف تقرير غولدستون وتسعى إلى تنفيذه بكل ما تحت يدها من قوة ونفوذ وأساليب، ولكنها بكل أسف قامت بتأجيل التصويت على تقرير غولدستون في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الأنسان إلى شهر آذار (مارس) من عام 2010، مما أقام الفلسطينيين والعرب عليها، مما اضطرها إلى سحب موقفها السابق والعودة إلى مناقشته مرة ثانية، فبماذا نفسر هذا الموقف؟ هل هو الاستسلام والرضوخ لإسرائيل وأمريكا من أجل العودة إلى المفاوضات السياسية كما كانت الخطوة السابقة في لقاء نتنياهو في البيت الأبيض؟ أم أن هناك أسبابا أخرى؟!!

ثم تأتي قضية المسجد الأقصى ومدينة القدس التي تشكل أبرز الاهتمامات الاسرائيلية على مدار العقود الماضية، وهاهي اسرائيل تلتهم مدينة القدس حيا حيا وبيتا بيتا، فتخترع الحجج والأساليب لاستملاك الأحياء المحيطة بالأقصى، وكذلك تطرد أصحاب البيوت المقدسيين من بيوتهم وتعطيها لليهود بمختلف الحجج، وهاهي تحفر تحت المسجد الأقصى بمختلف الذرائع، وهو مهدد بالتصدع والإنهيار في أكثر من مكان، ثم هاهي تسمح لليهود بإقامة شعائرهم فيه، وهاهم المتعصبون الصهاينة المتدينيين يهددون بإقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى إلخ…

والأرجح أن كل هذه الخطوات تستهدف في المدى المنظور والقريب التوصل إلى اقتسام المسجد الأقصى مع المسلمين، كما فعلت مع الحرم الابراهيمي في الخليل، كخطوة أولى لابتلاعه بشكل كامل، ولكن أهلنا في فلسطين تصدوا لهذه الخطوة بكل بسالة وشجاعة، وهم أحبطوا جانبا من المخطط وهو الحيلولة دون دخول قطعان المستوطنين إلى حرم الأقصى، لكنهم لم يستطيعوا أن يحبطوا بقية المخطط، وهو مسلسل الاستيلاء على البيوت والأملاك والهدم والحفر إلخ..، وهذا ما يحتاج إلى أن تتصدى له الحكومات العربية والإسلامية ومن ورائها الأمة الإسلامية، فهل نحن فاعلون؟ يجب أن يتحرك الجميع وإلا فلن ينفع الندم، ولن ينفع البكاء والعويل، وسيصدق –حينئذ- علينا قول الشاعر:

إبك مثل النساء ملكًا مضاعًا  ****   لم تحافظ عليه مثل الرجال

يجب أن تتضافر الجهود، و تتفتح العيون، ونشحذ الهمم لمتابعة الدعم لأهلنا في فلسطين من أجل أن يستطيعوا أن يتصدوا، ويحبطوا مخططات الصهاينة لابتلاع الأقصى.

Lorem Ipsum

اترك رد