ألقى أوباما خطابا في جامعة القاهرة موجها للعالم الإسلامي، وجاء خطاب أوباما دبلوماسيا بكل معنى الكلمة، أشاد فيه بالإسلام و أكد على احترام المسلمين، وتفاءل قطاع كبير من جماهير أمتنا بمجيئ رئيس جديد لأمريكا بهذه المواصفات، وبنوا آمالا على أقواله وكلماته، وبخاصة أنه كان التقى ننتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في واشنطن في البيت الأبيض قبل أيام من خطابه ودعاه إلى وقف التوسع الإستيطاني، وإلى إقامة دولة فلسطين إلى جانب الدولة اليهودية، وأعلن نتنياهو على أنه على خلاف مع الرئيس أوباما فيما يدعوه إليه، ولكن جماهير أمتنا المستبشرين بخطاب أوباما والداعين إلى الإحتفاء والتجاوب معه فيما يقوله يتناسون ثلاثة أمور:
الأول: أن مشكلة أمتنا مع الرؤساء الأمريكان ليست في تصريحاتهم ولا في أقوالهم بل في مواقفهم العملية التي يمارسونها على الأرض وفي واقع الأمر، فغالبا ما تكون تصريحاتهم وأقوالهم إيجابية كما ظهر ذلك جليا مع الرئيس الأمريكي الأخير بوش التي كانت في عمومها جيدة وكان يدعو إلى حق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية، لكن أفعاله كانت داعمة لإسرائيل في كل مجال.
لذلك يفترض فينا أن نطلب من أوباما أن يقرن أقواله وتصريحاته الجميلة بأفعال تضغط على إسرائيل وتلزمها بتنفيذ ماأقرته الأمم المتحدة على مدار العقود السابقة.
الثاني: أن أمتنا في أضعف أحوالها فلو نظرنا إلى المجال العملي لوجدنا أن العراق قد أصبح مدمرا أو مجزءا على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، ولوجدنا الصومال أيضا مجزءا إلى مجموعات من القبائل والأحزاب المتصارعة، ولوجدنا السودان مهددا بانفصال أقاليم كاملة مثل إقليمي: جنوب السودان أو دارفور، ولوجدنا فلسطين منقسمة بين الضفة الغربية وغزة.. إلخ. عدا أن العرب منقسمون إلى عرب معتدلين وآخرين مقاومين… هذا التفرق والإنقسام يضعف الأمة ويجعلها منفعلة وليست فاعلة، لذلك لا نتوقع من أوباما أن يقاتل عن الضعيف، بل يمكن أن يساند القوي الذي حل مشاكله.
الثالث: كيف يكون هناك تفاؤل ونحن لم نبن شيئا جديدا خلال الفترة الماضية، بل هناك هدم دائم وهناك ضعف متزايد، ومازال ميزان القوى يميل لصالح العدو.
إذن يمكن أن يكون تفاؤل عندما نبني على الأرض، وننجح في هزيمة أعدائنا، ونحصن أمتنا من كل ضعف، ويجب أن يكون التفاؤل مرتبطا بالإنجازات وليس بمجيء رئيس عند أمريكا أو ذهاب آخر.
Lorem Ipsum