إن الاستشهاد دليل على حيوية الأمّة، كما أنه يحيي الأمّة، فهنيئاً للشيخ أحمد ياسين شهادته التي جاءته وهو خارج من صلاة الفجر، فهو حي بشهادته وليس ميّتاً كما قال تعالى (آل عمران،169):
(ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).
ومع كل هذه التضحيات التي قدّمتها أمّتنا، وقدّمها شعبنا الفلسطيني وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين فإن الصهاينة مازالوا هم الفاعلين، ومازال المؤشّر بالنسبة إليهم في صعود، والمؤشّر بالنسبة لأمّتنا في هبوط، وإن لم يكن في هبوط فهو يراوح مكانه، فها هم يبنون جداراً عازلاً ليلتهم عشرات القرى، ويسرق المياه، ويقطع الأشجار ويوقع الأمّة في نكبة ثانية.
وها هو شارون يخطط لانسحاب أحادي من غزّة من أجل أن يقضم 48٪ من أراضي الضفة ويبقي 48٪ للفلسطينيّين وليستكمل إنشاء اسرائيل الكبرى والقدس الكبرى ما السبب في هذا الخلل؟ ما السبب في هذا الوضع؟
السبب في أن النظام العربي يعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيّين، مع أن القضية في الحقيقة هي قضية الأمّة، والأمّة تعتبرها كذلك قضيتها.
ولن يحصل تقدّم حقيقي في القضية الفلسطينية إلا إذا تم إصلاح هذا الخطأ الاستراتيجي، وتم فتح القنوات، وإيجاد الآليات التي تساهم الأمّة من خلالها في القيام بدورها في مواجهة الصهاينة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.