tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

الأرقام عن الأمة ودلالاتها

بسم الله الرحمن الرحيم

تحدّثت مؤخّراً عدّة تقارير ودراسات عن وضع البلاد العربية ومن أهمّها تقرير التنمية الإنسانية العربية، وأبرزت تلك التقارير وضع الوطن العربي المتأخّر في كل المجالات، فتحدّثت عن تفشّي الأميّة، وعن ضعف الدخل القومي، وعن محدوديّة استخدام الكمبيوتر والانترنت بالمقارنة مع الدول الأخرى، وعن قلّة الإنفاق على البحث العلمي بالمقارنة مع دولة كاسرائيل، وعن قلّة الكتب المترجمة فلا يساوي مجموعة ما ترجم في كل الدول العربية ما ترجم في بلد كاليونان مثلاً، وعن سوء الوضع الصحّي، وعن فساد الحكومات وانتشار الرشوة والمحسوبيّة إلخ…

 والسؤال الآن: علام تدلّ تلك الأرقام والإحصاءات والمعلومات؟ وما الذي استهدفه الناشرون من نشرها؟ وما الذي قصدوه من إذاعتها؟

        الأرجح أن المقصود من نشر تلك المعلومات والأرقام والإحصاءات هو أن يدبّ اليأس في أبناء هذه الأمة بإشعارهم أنّ أمّتهم أمّة ميّتة وعليهم أن يستسلموا للمنهج الغربي من أجل إحيائها، ولكنّنا لو نظرنا إلى هذه الأرقام نظرة صحيحة لوجدنا أنها تشير إلى وضع الحكومات ولا تشير إلى وضع الأمّة، وذلك لأنّ الحكومات هي المسؤولة عن التعليم والدخل والكهرباء والاقتصاد والماء والترجمة إلخ…، ونحن نعلم والجميع يعلم أنّ الحكومات مقصّرة في هذا المجال، لذلك فلا مفاجأة في هذه النتائج، ولكنّ الادعاء بأنّ الأمّة ميّتة فهذا يكذّبه فشل التغريب خلال القرنين الماضيين،  ويكذّبه المقاومة المشتعلة في فلسطين والتي تجلّت في انتفاضتين: عام 1987م، وعام 2000م بعد احتلال اسرائيلي دام أكثر من عشرين عاماً، ويكذّبه المقاومة في العراق والتي بدأت بعد أسبوع من سقوط بغداد وهو على خلاف كل التوقّعات التي تقدّر بأنّ أيّة مقاومة للاحتلال يفترض أنْ تبدأ بعد سنة من وقوع الاحتلال.

        الخلاصة: نرفض الادعاء بأنّ الأمة ميتة، ولا نقول إنها حيّة تمام الحياة، لكنّنا نقول بأنّ بها عللاً وأمراضاً، لكنها تمتلك أيضاً حيويّة فائقة، المطلوب فقط أنْ تُترك لتتواصل مع منهجها الربّاني، وأنْ يقوم علماء الأمّة المخلصين بتشخيص عللها وأمراضها، ورسم العلاج، لتحلّ كل مشاكلها، ولتعود إلى أداء دورها الحضاري، ولتعود إلى موضع القيادة مرّة ثانية، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

الأحد في 13 من رجب 1425ﻫ                                      

الموافق 29 من آب “اغسطس” 2004م

 المشرف

 الشيخ الدكتور غازي التوبة

اترك رد