دراسات في كتب المشرف الأرشيف – منبر الأمة الإسلامية https://www.al-ommah.com/category/المكتبة/دراسات-في-كتب-المشرف/ منبر الأمة الإسلامية Tue, 31 Jan 2023 20:06:05 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://i0.wp.com/www.al-ommah.com/wp-content/uploads/2021/02/Group-6.png?fit=32%2C32&ssl=1 دراسات في كتب المشرف الأرشيف – منبر الأمة الإسلامية https://www.al-ommah.com/category/المكتبة/دراسات-في-كتب-المشرف/ 32 32 171170647 عرض كتاب “صفورية والمجاهد والفتى” https://www.al-ommah.com/saffuriya-2/ https://www.al-ommah.com/saffuriya-2/#respond Thu, 11 Aug 2011 10:40:11 +0000 https://al-ommah.com/?p=864 كتاب صفورية والمجاهد والفتى عرض/ محمد الصوفي عرض كتاب “صفورية والمجاهد والفتى” جانبا من وقائع القضية الفلسطينية المجهولة، وألقى الضوء على جوانب من حياة صفورية التي تعتبر من أكبر القرى في فلسطين، وبين أثر النكبة في حياة إحدى الأسر التي لجأت إلى سوريا. صفورية في ذاكرة الشيخ غازي التوبة تحدث […]

ظهرت المقالة عرض كتاب “صفورية والمجاهد والفتى” أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
كتاب صفورية والمجاهد والفتى عرض/ محمد الصوفي

عرض كتاب “صفورية والمجاهد والفتى” جانبا من وقائع القضية الفلسطينية المجهولة، وألقى الضوء على جوانب من حياة صفورية التي تعتبر من أكبر القرى في فلسطين، وبين أثر النكبة في حياة إحدى الأسر التي لجأت إلى سوريا.

صفورية في ذاكرة الشيخ غازي التوبة

تحدث الكاتب عن قرية صفورية. وبين أنها تمتلك قلعة أثرية قديمة في وسطها. وأنها كانت مسقط رأس (مريم عليها السلام)، وأن اسم القرية جاء من اسم زوجة موسى عليه السلام. وبين الكاتب أن عائلته كانت تملك بستانا ذا شجر مثمر، وزيتونا، وأرضا زراعية.

واقعة نهلال

تحدث الكاتب عن نهلال وهي مستعمرة يهودية في مرج ابن عامر في فلسطين وهي من أقدم المستعمرات المنشأة في فلسطين. وقد استهدفتها جماعة عز الدين القسام عام 1931، وروى الكاتب على لسان والده أحداث تلك الواقعة.

فذكر الكاتب أن والده أحمد التوبة ذهب مع اثنين من أهل بلدته صفورية، وهما:

  1. مصطفى علي الأحمد
  2. الحاج صالح أحمد طه

إلى مستعمرة (نهلال) وكان ذلك يوم 27/12/1931م.

وقد استغرق المشي إليها طوال الليل تقريبا. وحملوا معهم بندقية وقنبلة.

وألقوا القنبلة على أحد البيوت وكان فندقا، فقُتل شخصان، ثم عاد المجاهدون الثلاثة إلى صفورية.

ولم يتوصل التحقيق الذي فتحه الإنجليز إلى الفاعلين الذين ألقوا القنبلة.

ثم بين الكاتب اعتقال الذين نفذوا عملية نهلال بالإضافة إليه

هي:

  1. خليل عيسى الذي يصبح يعرف فيما بعد في الثورة باسم أبو إبراهيم الكبير
  2. أحمد الغلاييني وهو الذي صنع القنبلة في مايو/ أيار 1932.

ثم بين أن محاكمة جرت في أيلول 1932م في التَخْنُكة وهو حي يهودي في حيفا.

وقد تمت المحاكمة وسط حشد من الجماهير العربية واليهودية، ووسط حشد من الصحفيين.

وقد استدعت المحاكمة أربعين شاهدا واستمرت المحاكمة ثمانية عشر يوما.

حكم في نهاية المحكمة

بالإعدام بحق اثنين من المتهمين وهما

  1. مصطفى علي الأحمد.
  2. أحمد الغلاييني.

والبراءة للثلاثة الآخرين:

  1. أحمد التوبة.
  2. الحاج صالح أحمد طه
  3. أبو إبراهيم الكبير.

وبالفعل تم تنفيذ الحكم بالمجاهد الأحمد في فبراير/ شباط 1933، أما الغلاييني فقد توسط له الأمير عبد لله آنذاك عند سلطات الإنجليز فخففت الحكم للمؤبد.

الثورة الفلسطينية عام 1936

ثتحدث الكاتب عن الثورة قائلا أنها كانت مشتعلة في وسط فلسطين وجنوبها، أما شمالها فلم تقم به أعمال جهادية.

وأراد المجاهد التوبة تفعيل الشمال وإشعال الثورة فيه، فطلب من إخوانه في (جمعية الجهادية) إرسال عدد من البنادق إلى قرية الكابري في محيط عكا.

وأشعل معركة في محيط قرية ترشيحا على الطريق إلى عكا، وقُتل عدد من عملاء الإنجليز، وساعدت طائرة إنجليزية العملاء في استكشاف وضعية المجاهدين.

اغتيال الجنرال لويس أندروز

ذكر الكاتب المراحل التي سار فيها التوبة من أجل اغتيال أندروز، فبين أنه اختار أربعة من رفاقه القساميين الذين يعرفهم ويثق في جدارتهم للقيام بالعملية بعد أن أخذ موافقة القيادة على ذلك، واجتمع بهم، ووضح لهم الخطة.

وجاء الجنرال إلى الكنيسة مع مرافق وحارسين السادسة مساء يوم 26/9/1937م وقد اغتاله التوبة برصاص مسدسه، في حين أن المجاهدين الآخرين تناولوا بقية المرافقين، فقتلوا أحد الحراس، وهرب المرافق إلى داخل الكنيسة وبدأ إطلاق النار على المجاهدين، أما السيارة فقد قفلت عائدة إلى معسكرها.

وبعد أن نجح المجاهدون في مهمتهم عادوا إلى بيوتهم، وذكر الكاتب أن هذا الاغتيال كان منعطفا في تاريخ الثورة الفلسطينية، فقد أشعل الثورة من جديد، وقد اعتقل الإنجليز 15 ألف شخص في جميع أنحاء فلسطين وفق قوائم معدة مسبقا.

جهاد أحمد التوبة في شمال فلسطين

تحدث الكاتب عن اجتماع 300 مجاهد بقيادة أبو إبراهيم الكبير لمقاتلة الإنجليز بشمال فلسطين، وعمل التوبة مساعدا له، وكان ينوب عنه في قيادة الفصيل عند غيابه، وخاضوا معركتين كبيرتين الأولى: بمنطقة سخنين وعرابة بمنطقة عكا والثانية بمنطقة القديرية بسفح جبل كنعان يوم 27/12/1937.

وقررت القيادة بعد المعركة الانسحاب للشام، ثم عاد التوبة في فبراير/ شباط 1938م لساحة الجهاد، فدعا المجاهدين إلى الاجتماع بمحيط عكا.

واجتمع في عكا ما يقرب من ثلاثمائة مجاهد، فانقسموا إلى قسمين: قسم يجاهد بشمال قضاء عكا والآخر بجنوبه، وقاد التوبة القسم الثاني بمنطقة سخنين وعرابة.

وذكر الكاتب أن الإنجليز اتبعوا خطة جديدة للتضييق على المجاهدين تقوم على مرابطة قوات إنجليزية بصورة دائمة فيما يقرب من أربعين قرية من قرى منطقة سخنين وعرابة.

مما جعل المجاهدين لا يجدون مأوى أو مكانا لبياتهم، أو طعاما يقتاتون به. بينما يرابط الإنجليز في هذه القرى وبناء على ذلك حال هذا الأمر بين أهل القرى ومساعدة المجاهدين.

وهو الدور الذين كانوا يقومون فيه سابقا لذلك اضطرت القيادة لإيقاف هذا التجمع الجهادي بسبب البرد القارس وكون المنطقة جبلية وعرة.

واقعة قرية تمرة

تحدث الكاتب عن الواقعة وتتلخص في أن ستة مجاهدين بينهم التوبة جاؤوا إلى سكان قرية تمرة، لتنفيذ الخطة التي وضعتها قيادة الثورة.

وتقوم على جمع مبلغ محدد من النقود من كل قرية بفلسطين، وتشتري القيادة به عدداً من البنادق لصالح هذه القرية.

كما تطلبت الخطة من أهل القرية، تحديد عدد من الشباب الذين يجب أن يستجيبوا لنداء المعركة، بأي وقت عند حدوث معركة ما في محيطهم، وهذا العدد وفق كبر القرية وصغرها.

وقد علم الإنجليز عن طريق جواسيسهم بوجود المجاهدين، فطوقوا القرية، وجمعوا أهلها في أحد بيادرها.

طلب الانجليز من المختار التعريف برجال القرية فردا فردا بينما حمل التوبة اسم أحد الرجال الغائبين عن القرية وبناء على ذلك نجا من اعتقال الإنجليز له، من ناحية أخرى أصحابه الباقين الخمسة اعتقلوا وأعدموا.

ملاحقات وتنقلات

ثم جاء الفصل الثامن بعنوان (ملاحقات وتنقلات) وبين فيه اعتقال الفرنسيين التوبة بدمشق ومصادرة كثير من مستلزمات الثوار، وتحدث عن انتقال ذلك المجاهد إلى العراق بداية الحرب العالمية الثانية مع الحاج أمين الحسيني، ثم مغادرته العراق إلى سوريا بعد فشل انقلاب رشيد علي الكيلاني على النظام الملكي عام 1941م، وتحدث عن اختبائه في حمص ثم اعتقال الفرنسيين له وتسليمه للإنجليز بفلسطين.

ثم بين الكاتب أن سلطات الإنجليز حبست التوبة بسجن عكا الكبير مع عدد من ثوار فلسطين بانتظار انتهاء الحرب العالمية الثانية لمحاكمتهم، ثم قرر المجاهد الفرار مع عدد من أصحابه من السجن، وبالفعل وضعوا خطة واستطاعوا الهروب، واختبأ فترة من الزمن بقريته صفورية متنقلا بين بيوت أصحابه، ثم غادرها إلى المملكة السعودية، ونزل لاجئا سياسيا بمكة عند الملك عبد العزيز آل سعود، ثم عندما انتهت الحرب العالمية عاد المجاهد إلى قريته واحتفلت القرية بعودته.

اللجوء إلى سوريا

ثم تحدث التوبة بالفصل التاسع وكان بعنوان (حرب 48 واللجوء إلى سوريا) عن اشتعال الحرب بين العرب واليهود نهاية عام 47 وبين أن المجاهد التوبة اشترك بمقاتلة اليهود في حيفا، ودافع عن منطقة (الحليصة) ثم استلم قيادة (بلدة شفا عمرو) ثم قاد المقاتلين بصفورية، ثم تحدث عن مهاجمة العصابات اليهودية صفورية في يوليو/تموز 1948، واضطرار أهل القرية لمغادرة بيوتهم، ثم استمروا في السير إلى بيت جبيل.

وبعد أن احتل اليهود صفورية جاء المجاهد إلى بيت جبيل ونقل الأسرة إلى حمص بسبب معرفة الكثير من أهلها، واستقبله أهلها أحسن استقبال وعاش فيها حياة اللجوء.

مميزات الكتاب

تميز الكتاب الذي عرضناه بالسطور السابقة بعدة أمور:
1- عرض تفصيلات مجهولة في بعض وقائع القضية الفلسطينية ومنها اغتيال الجنرال (لويس أندروز) فهذه القصة على أهميتها وعلى كونها أثرت في مسار القضية الفلسطينية فإنها كانت مجهولة من عدة جوانب، فقد كشف الكتاب لأول مرة تفصيلات عن الإعداد لعملية الاغتيال ومراحله، وحدد أسماء الفاعلين، وبين أن (الجمعية الجهادية) كانت وراءها، كما فصل وقائع (قنبلة نهلال) والأرجح أنه لا يوجد مصدر فلسطيني فصل هذه الوقائع بهذه الصورة.

2- وضّح المؤلف دور الأسرة الفلسطينية في الجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي والاستيطان اليهودي، ووضح حجم معاناتها، والأثمان المادية والمعنوية التي قدمتها، وبين هذا الدور من خلال احتضان آل التوبة لابنهم المجاهد أحمد ودعمهم له، ولولا هذا الدعم من الأسرة وهذا الوقوف إلى جانبه لما استطاع أن ينجح في أداء مهمته.

3- بيّن الكتاب دور الشعب الفلسطيني في نصرة الجهاد الذي فجرته (الجمعية الجهادية) بقيادة القسام، وبين تفاعل جماهير الناس وآحادهم مع هذا الجهاد، وقدم نماذج من ذلك.

4- وامتاز بأنه جاء في قالب قصصي، وبأسلوب سلس، وقد احتوى عدداً من الصور للمجاهد التوبة في مختلف مراحل جهاده.
5- وامتاز بأنه وضَّح جانبا من أثر النكبة على حياة إحدى الأسر الفلسطينية التي لجأت لسوريا، وبين أثرها بحياة فتاها الذي يمكن أن يكون مثالاً لفتيان جيله.

يمكن تحميل الكتاب من الرابط التالي بالضغط هنا.

ملخص الكاتب محمد الصوفي لكتاب صفورية والمجاهد والفتى من موقع الجزيرة هنا

ظهرت المقالة عرض كتاب “صفورية والمجاهد والفتى” أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/saffuriya-2/feed/ 0 864
ملخص كتاب القضية الفلسطينية.. الواقع والآفاق https://www.al-ommah.com/palestinian_issue_summary/ https://www.al-ommah.com/palestinian_issue_summary/#comments Wed, 25 Mar 2009 18:06:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=1464 فلسطين هي ارض الرسالات و مهد الأنبياء و هي منذ فتحها المسلمون مطمع اليهود والصليبيين وارض الصراع ما بين الإيمان والكفر إلى يوم القيامة. يأتي هذا الكتاب ليلقي الضوء على قضية المسلمين الأولى ألا وهي القضية الفلسطينية، يستعرض التاريخ لأخذ العبر، يفند دعاوى اليهود بأحقيتهم في فلسطين ويؤكد أحقية المسلمين، […]

ظهرت المقالة ملخص كتاب القضية الفلسطينية.. الواقع والآفاق أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
فلسطين هي ارض الرسالات و مهد الأنبياء و هي منذ فتحها المسلمون مطمع اليهود والصليبيين وارض الصراع ما بين الإيمان والكفر إلى يوم القيامة. يأتي هذا الكتاب ليلقي الضوء على قضية المسلمين الأولى ألا وهي القضية الفلسطينية، يستعرض التاريخ لأخذ العبر، يفند دعاوى اليهود بأحقيتهم في فلسطين ويؤكد أحقية المسلمين، يدرس أسباب السقوط والهزيمة وتراجع دور الإسلاميين وفشل القوميين والوطنيين في إدارة الصراع وتحقيق النصر، ثم بتحدث عن المشاريع الأمريكية لتغريب المنطقة والأطماع الإسرائيلية ثم يدعو الإسلاميين إلى تجنب الأخطاء السابقة في مواجهة هذه الهجمة الشرسة ويبشر بحتمية النصر تحقيقا لوعد الله سبحانه بذلك.

جاء الكتاب في مدخل وخمسة أبواب، تناول المدخل ارتباط ارض فلسطين بالرسالات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية ..الخ وان هذا الارتباط هو سبب الحروب والصراع في المنطقة.

ينقسم الباب الأول إلى فصلين:

يناقش الفصل الأول الحروب الصليبية قراءة في عوامل الانتصار والهزيمة، يبيّن فيه أنّ انتصار المسلمين في الحروب يعود إلى عدّة عوامل هي: النـزعة التوحيدية، والاستقلال السياسي والاقتصادي، وترسيخ القيم الدينية، وكان القصد من توضيح هذه العوامل توجيه نظر المسلمين المعاصرين إلى ضرورة الاستفادة من تجربة المسلمين السابقين والانتباه إلى تلك العوامل التي أدّت إلى الانتصار من خلال التوجّه إلى الوحدة، وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، وبروز العلم الديني والشرعي.

أمّا الفصل الثاني فينقض دعاوي الصهاينة في فلسطين ويثبت دعاوي المسلمين فيها ونقض الكاتب الأصول التي اعتمدها اليهود في ادعائهم بحقّ امتلاك فلسطين، ثم طرح الأصول التي يقيم عليها المسلمون حقهم في فلسطين والتي تتلخّص في ثلاثة أصول:

الأول: أخوّة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

والثاني: أمّة الأنبياء واحدة، وأمّة محمد صلى الله عليه وسلم هي الوارثة لأمّة الأنبياء.

الثالث: أرض فلسطين مقدّسة قبل وجود بني إسرائيل وقبل ابتعاث موسى عليه السلام.

ولمّا كانت أمّة محمد صلى الله عليه وسلم هي الأمّة الوارثة لأمّة الأنبياء، فهي الأمّة الوارثة لأرض فلسطين وهي الوارثة للمقدّسات الموجودة فيها.

تحدّث الكاتب في الباب الثاني عن نشوء الصهيونية والتحرّك نحو فلسطين، واحتوى هذا الباب على مدخل وفصلين، تحدّث في المدخل عن دور اليهود المتميّز في تكوين الحضارة الغربية العلمي والمالي، وألقى الأضواء في الفصل الأول على نشوء الحركة الصهيونية وعن دور هرتزل فيها. كما تحدّث في الفصل الثاني عن هياكل المنظمة الصهيونية وعن دورها في إنشاء إسرائيل.

وجاء الباب الثالث تحت عنوان “سقوط الخلافة وصعود القومية العربية” واحتوى هذا الباب على ثلاثة فصول، تحدّث في الفصل الأول عن سقوط الخلافة العثمانية ونتائج ذلك وبيّن عرض تيوودر هرتزل على الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد السماح بهجرة اليهود مقابل سدّ الدين العام للخلافة ورفض السلطان لذلك، ثم تحدّث عن الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين ودورها في إسقاط الخلافة، وتحدّث عن بنية الفكر القومي العربي الذي استندت إليه تلك الثورة، ووضّح أن هذا الفكر يعتبر الأمّة العربية تقوم على عاملي اللغة والتاريخ وأنه لا دخل للدين في قيامها، وبيّن خطأ الفكر القومي العربي وأنّ الأمّة الموجودة من المحيط وإلى ما بعد الخليج هي أمّة إسلامية شكّل الدين الإسلامي عاملاً رئيسياً في هويّتها، وبيّن أنه لا توجد أمةّ’ عربية بالمعنى القومي في أرض الواقع ماضياً وحاضراً، أي أنه لم توجد أمّة عربية تقوم على عاملي اللغة والتاريخ. ثم تحدّث في الفصل الثاني  عن القضية الفلسطينية وتطوّراتها وكيف انتهت حرب الأيام الستة في عام 1967م إلى احتلال إسرائيل لأضعاف مساحة فلسطين عندما انتصرت على العرب فاحتلّت الجولان وسيناء والضفّة الغربية، ثم تحدّث في الفصل الثالث عن حرب تشرين عام 1973م، وعن توقيع أنور السادات اتفاقات سلام مع إسرائيل في كمب ديفيد بعد زيارته للقدس عام 1977م.

جاء الباب الرابع تحت عنوان “الإسلاميّون والقضية الفلسطينية” تحدّث في الفصل الأول منه عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية وعن الأمور التي استحدثها ياسر عرفات وحركة فتح في مجال القضية الفلسطينية والذي قام على الفصل بين القضية الفلسطينية والأمّة واعتبار أنّ قضية فلسطين هي قضية الشعب الفلسطيني فقط، كما استحدث ياسر عرفات أمراً آخر في مجال القضية الفلسطينية هو اعتباره أنها قضية عسكرية فقط دون أي ارتباط بقضايا الأمّة الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية والعقلية والخلقية والتربوية إلخ…، وبيّن أنّ الذي ساعده على إمضاء استحداثاته الجديدة في الساحة الفلسطينية هو وصول التيار القومي إلى طريق مسدودة بعد عام 1967م، فاتكأ على العمل الفدائي من أجل امتصاص مشاعر النقمة الملتهبة ضدّ الأنظمة القومية آنذاك، ثم تحدّث في الفصل الثاني عن غياب الإسلاميين عن العمل الفدائي في الستينات وسبب ذلك، وبيّن أنّ سبب ذلك هو ما طرحه حسن الهضيبي وموقفه المعادي لأيّ عمل عسكري أو فدائي، وبيّن خطأ ذلك الموقف ثم بيّن دور الإسلاميين في الانتفاضتين وأنّ اشتراكهم هو تعبير عن مجاهدة الأمّة للصهاينة وإسقاط للإثم عنها. وبيّن أنّ مجاهدة الأعداء ليس وقفاً على الدولة الإسلامية بل هو واجب على الأمّة في حال غياب الدولة أو تقصيرها، ولمّا كانت الحركات والجماعات الإسلامية هي الممثّلة للأمّة كان قتالها شرعياً، وهو ما غفل عنه حسن الهضيبـي وانتبهت له الحركات والجماعات الإسلامية مؤخّراً.

ثم جاء الباب الخامس تحت عنوان “الأمّة بين الإمبراطورية الأمريكية وإسرائيل الكبرى” تحدّث الكاتب في الفصل الأول عن قيادة الإمبراطورية الأمريكية وعن أهدافها وعن كيفيّة مواجهتها، ثم في الفصل الثاني عن مشروع “الشرق الأوسط الكبير” الذي طرحه بوش في حزيران من عام 2004م والذي يستهدف إحداث تغيير جذري في المنطقة باتجاه التغريب، ثم تحدّث في الفصل الثالث عن إسرائيل الكبرى وعن أطماع شارون في الضفة الغربية، وأنه عندما أعلن انسحابه من غزّة في عام 2005م كان يقصد الاستفراد بالضفّة الغربية وإقامة القدس الكبرى الموحّدة.

ثم في الخاتمة بين الكاتب فشل المنهجين: القومي العربي والوطني في إحداث أيّ تقدّم في القضية الفلسطينية وسبب ذلك،  ثم بيّن دور التيار الإسلامي وأنه عندما يجاهد في فلسطين إنما يفعل ذلك ممثّلاً للأمّة، وأنه سينجح بتحقيق تقدّم -بإذن الله-  في مجال القضية الفلسطينية لكن شريطة أن يتجنّب الأخطاء التي وقع فيها التياران: القومي والوطني، وأن يعتمد الإسلام في بناء الفرد والمجتمع، وأن يعتبر القضية الفلسطينية قضية الأمّة وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وأن تستهدف الجماعة المسلمة التي تقود مجاهدة الصهاينة إقامة الدولة الإسلامية التي سيكون عليها عبء استكمال تحرير الأرض الفلسطينية كلها واستعادة حقوق الأمّة من الصهاينة المغتصبين، وقد ختم الكتاب متفائلاً بوعد الله الذي ورد في سورة الإسراء، والذي تحدّث عن دخول المسجد الأقصى حيث قال:

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً . فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً) (الإسراء،4-7).

ظهرت المقالة ملخص كتاب القضية الفلسطينية.. الواقع والآفاق أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/palestinian_issue_summary/feed/ 1 1464
تلخيص كتاب (النفس المسلمة صور من بنائها وأحوالها) https://www.al-ommah.com/%d8%aa%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%87%d8%a7/ https://www.al-ommah.com/%d8%aa%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%87%d8%a7/#respond Tue, 24 Mar 2009 22:48:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=1863 بالرغم من ان اهم الاهداف التي جاءت بها الرسالات السماوية هو بناء النفس البشرية السوية التي تمتلىء سعادة واطمئنانا، تبنى باحثون اسلاميون في العصر الحالي لمعالجة النفس البشرية وتفجير طاقاتها الكامنة نظريات ومعالجات لا تستند الى ثقافتنا الاسلامية مثل “البرمجة العصبية اللغوية” و”الريكي” و “الطاقة”، وبالتالي لم تؤت هذه النظريات […]

ظهرت المقالة تلخيص كتاب (النفس المسلمة صور من بنائها وأحوالها) أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
بالرغم من ان اهم الاهداف التي جاءت بها الرسالات السماوية هو بناء النفس البشرية السوية التي تمتلىء سعادة واطمئنانا، تبنى باحثون اسلاميون في العصر الحالي لمعالجة النفس البشرية وتفجير طاقاتها الكامنة نظريات ومعالجات لا تستند الى ثقافتنا الاسلامية مثل “البرمجة العصبية اللغوية” و”الريكي” و “الطاقة”، وبالتالي لم تؤت هذه النظريات الثمار المرجوة ولم تستطع ان تبني النفس الحيوية الفاعلة المطمئنة لافتقادها الحقائق والاصول لتوجيه الطاقات وبناء النفس السوية.

كتاب “النفس المسلمة صور من بنائها وأحوالها” عبارة عن مجموعة من المقالات حول هذا الجانب المهمّ من النفس البشرية، استند الكاتب في طرحه ومعالجته للنفس الى الثقافة واصول الاعتقاد  والايمان الاسلامية، وقد جاء الكتاب في بابين، الأول: صور من بناء النفس المسلمة والثاني: صور من حالات النفس المسلمة.

احتوى الباب الأول أربعة فصول، تناول الكاتب في الفصل الأول “دور البناء النفسي للصحابة في إنجاح تطبيق الشريعة في المدينة”، ثم بيّن في الفصل الثاني “دور القرآن الكريم والسنّة المشرّفة في البناء النفسي للمسلم”، ثم تناول في الفصل الثالث الى  “دور شهر رمضان في البناء النفسي للمسلم”، ثم  في الفصل الرابع من هذا الباب تنتاول الكاتب موضوع “أزمة المسلم المعاصر النفسية: أبعاد وحقائق”. 

 احتوى الباب الثاني على خمسة فصول، تناول الكاتب في الفصل الخامس العوامل التي تولّد الصحّة النفسية، ثم تحدّث في الفصل السادس عن كيفية تحوّل النفس المسلمة إلى الإيجابية والفاعلية، ثم تحدّث في الفصل السابع عن كيفية تحقيق السعادة، كما تحدّث في الفصلين الثامن والتاسع عن كيفية معالجة الإسلام للقلق، وعن كيفية التغلّب على الحزن.

الباب الاول ” صور من بناء النفس المسلمة

الفصل الاول “دور البناء النفسي للصحابة في إنجاح تطبيق الشريعة في المدينة

استعرض الكاتب في هذا الفصل الاستجابة الفورية للصحابة رضوان الله عليهم عند امر الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم لهم سواء ما كان يتعلق بالقيم او بالسلوك، وضرب مثالا لذلك الاستجابة الفورية للتكافل الاجتماعي عند الهجرة وتنازل الصحابة عن جزء من اموالهم وفي بعض الحالات زوجاتهم لبعضهم البعض، والاستجابة الفورية  عند تحريم الخمر والامر بارتداء الحجاب، وقد ارجع الكاتب سبب هذه الاستجابة العميقة والفورية الى البناء النفسي الخاص والذي ادى الى الامتلاء والاغتناء النفسي الذي تميز به الصحابي، واوضح الكاتب ان معالم هذا الاغتناء النفسي تمثل في تعظيم الصحابة أمر الله وعدم خضوعهم للشهوات، وحب الصحابة لله تعالى، وتقديمهم حبه تعالى على حب الملذات والشهوات، ورجاء الصحابة الفوز بالجنة لاستجابتهم لامر الله، وخوفهم من عقاب الله تعالى في حال العصيان، وثقة الصحابة بالمنهج الإسلامي ، ويقينهم ان اتباع اوامر الله والرسول يعود عليهم بكل الخير كأفراد وجماعة، وبين الكاتب أن هذا الاغتناء النفسي هو الذي أدى إلى نجاح الرسول r في بناء الأمة وفي تطبيق الشريعة في المدينة، وان افتقاد أمريكا لذلك الامتلاء النفسي كان عاملاً رئيسياً وراء فشلها في تحريم الخمر في مطلع القرن العشرين، ارجع الكاتب في نهاية الباب الاسباب التي ولدت هذا الاغتناء النفسي الى العقيدة التي طرحها القرآن الكريم ثم بين  دور اركان الايمان والاسلام  في بناء هذا الاغتناء النفسي. 

الباب الاول ” صور من بناء النفس المسلمة

الفصل الثاني “دور القرآن الكريم والسنّة المشرّفة في البناء النفسي للمسلم

يبرز الكاتب في هذا الفصل التضحيات الكبيرة  للصحابة سواء كانت بالنفس او الاموال والتي تجلت في المعارك و الوقف، ثم يشرح الكاتب لدور القرآن الكريم والسنّة المشرّفة في الاغتناء النفسي للمسلم الذي كان السبب وراء كل تلك التضحيات.

يبين الكاتب ان القرآن الكريم كان له الاثر الكبير في النفوس من خلال ثلاثة محاور:

الهية القرآن الكريم

يبين الكاتب ان رسوخ هذه الحقيقة في قلب الصحابي ادى الى يقين الصحابي بان القرآن يحتوي على الحق الكامل والعلم الشامل والذي كان له الاثر الكبير في الاغتناء النفسي للصحابي وترك آثارا نفسية عميقة منها  الثقة في الحق الذي يدعو إليه، والاطمئنان إلى الطريق الذي يسير عليه، وقد حاول المشركون خلخلة هذا المفهوم لكن كان القرآن كان يتنزل دائما لتفنيد ودحض كل ادعائاتهم بان القرآن بشري.

صفات القرآن الكريم

يبين الكاتب ان وصف الله سبحانه وتعالى للقرآن بأفخم الصفات وأعلاها، وأرفعها شأناً مثل: مبين، عظيم، حكيم، مجيد، كريم، مبارك، عزيز، بشير، نذير، عليّ …الخ كان له اثر عظيم في بناء تعظيم القرآن الكريم، والحرص عليه، والاهتمام به في نفس الصحابي.

آثار القرآن الكريم

ثم يوضح الكاتب ان للقرآن الكريم اثر عظيم في النفوس والمجتمعات، منها: الهدى، الرحمة، البشرى، الشفاء، النور، الخروج من الظلمات، التقوى، إحداث الذكر للعرب، وإحداث الخشوع لقارئه وبين ان الحكمة من إخبار الله -تعالى- لنا عن أثر القرآن الكريم هي من أجل شد المسلمين إلى الحرص على كتاب الله من خلال إدراك الأثر الذي يمكن أن يتركه القرآن في قلوبهم وعقولهم، وفي أفرادهم ومجتمعاتهم.

يستنتج الكاتب بان كل ما سبق كان له اثر الكبير في بناء تعظيم و حب الله سبحانه وتعالى، و تعظيم كتاب الله، و الخضوع لكتاب الله بتحليل حلاله وتحريم حرامه، و حب كتاب الله و الأنس به، و رجاء الثواب في تلاوة كتاب الله، و الشعور بعالمية الرسالة المنوطة بالمسلم، و الإحساس بهيمنة القرآن الكريم على الكتب السابقة.

ثم ينتقل الكاتب ليبين اثر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا البناء النفسي قيوضح ان اتصافه صلى الله عليه وسلم  بأحسن الأخلاق وأعلى الصفات وأفضل الشمائل وتبيان القرآن بانه صلى الله عليه وسلم  رحمة للبشرية وأنه النذير والبشير والسراج المنير، كل ذلك كان له دور أساسي في البناء النفسي للمسلم والذي تتضح معالمه من خلال تعظيم المسلم  و حبه للرسول صلى الله عليه وسلم ، و حرص المسلم على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، و رجاء دخول الجنة باتباع سنته وتنفيذ أوامره صلى الله عليه وسلم ، و خوف خسارة الأجر، وحصول العذاب نتيجة الابتعاد عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

الباب الاول ” صور من بناء النفس المسلمة

الفصل الثالث  “دور شهر رمضان في البناء النفسي للمسلم

يبين الكاتب ان تأثير رمضان في النفس يقوم على ثلاثة محاور: الصيام، وتلاوة القرآن، وقيام الليل،  فالصيام يبني حب الله سبحانه وتعالى في نفسية المسلم لامتناعه عن محبوبين إلى نفسه الطعام والنساء من أجل محبوب أعظم هو الله سبحانه وتعالى، ، ويجعله هذا يرتقي إلى مستوى عالٍ من الشفافية وسمو النفس وقوة الإرادة، وكذلك يبني الصيام الرجاء في نفسية المسلم ، فهو عندما يصوم يرجو من الله الأجر العظيم وأن يشفع له الصيام والقرآن، كما يرجو المسلم أن يبعده الله عن النار بصيامه، و أن يدخل الجنّة من باب الريّان مع الصائمين، كما يبني الصيام تقوى الله، وتتولّد تلك التقوى من امتناع المسلم الصائم عن الإقدام على قضاء شهوتي الفرج والبطن مع قدرته على ذلك خوفاً من عقاب الله سبحانه وتعالى .

بالنسبة لتلاوة القرآن يوضح الكاتب ان سماع المسلم لآيات القرآن الكريم في صلاتي التراويح والقيام آثار عظيمة منها انها تجعل المسلم يعتبر ويتعظ بما يسمعه من القصص القرآني حول دعوة الأنبياء للأمم السابقة ونجاة المؤمنين وهلاك الكافرين، وانها تبني الخشية والوَجَل في القلب عند سماع صور العذاب، كما تبني الرجاء والشوق إلى الجنة التي يسمع صفاتها، ومن ابرز الآثار ايضا الهدى والنور اللّذانِ يتولّدان في قلب المسلم عندما يسمع آيات القرآن الكريم تتحدث عن صفات الله العظيمة، وقدرته الخارقة، ورحمته الواسعة، وسبل إرضائه عز وجل، كما يوضح الكاتب ان قيام الليل يولد في النفس التعظيم و الخضوع لله عز وجل.

الباب الاول ” صور من بناء النفس المسلمة

الفصل الرابع “أزمة المسلم المعاصر النفسية: أبعاد وحقائق

يقر الكاتب بوجود عدة ظواهر سلبية مؤخراً في حياة المسلم المعاصر النفسية منها: التواكل، السلبية نحو المحيط الاجتماعي، بروز الفردية وضعف التوجه الجماعي، الرغبة في  الخلاص  الفردي، القلق والانهزام أمام الحضارة الغربية  إلخ… لكن الكاتب لم يقف عند الظواهر التي ابرزها كل من محمد عبده ومالك بن نبي لتعليل وجود هذه السلبيات والتي تمثلت بالانحطاط في فهم القضاء والقدر، وإلى انتشار التصوف بل تعداها الى تقصي أسباب تلك الظواهر لكي يصل الى  السبب الجوهري لانتشار هذه الظواهر في المجتمع  الإسلامي وذلك من خلال دراسة التطور في فرعين رئيسيين من البناء الثقافي الإسلامي: العقيدة والفقه.

أولاً: العقيدة

قارن الكاتب بين دور العقيدة في البناء النفسي للمسلم حسب الطرح القرآني وبين دور العقيدة في البناء النفسي للمسلم حسب طرح كتاب جوهرة التوحيد للباجوري واستنتج ان صورة العقيدة كما يتم طرحها في العصور المتأخرة ادى تقريبا إنعدام الأثر النفسي لها بالمقارنة مع تناولها في القرآن والسنة بسبب خسارة الطرح لرافدا أو أكثر من روافد البناء النفسي.

فبين ان البناء العقائدي للمسلم حسب الطرح القرآني يقوم على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء القدر، ثم بين دور كل ركن من الاركان في إغناء البناء النفسي للمسلم وذلك من خلال بناء تعظّيم وحب وخوف ورجاء الله سبحانه وتعالى وبناء الثقة بالله عز وجل.

ثم وضح الكاتب دور العقيدة في البناء النفسي للمسلم حسب عرض كتاب “جوهرة التوحيد” للباجوري فبين ان طرح الباجوري لم يستغرق أركان الإيمان جميعها بل ان بعضها لم يرد عنه حديث أصلاً وان الحديث عن الله وصفاته في كتاب الباجوري يأتي بشكل مجرد أو من خلال مشاكل وإشكالات مثارة حول وجود الله وصفاته مما جعل الكتب المتأخرة تفقد أية مساهمة في البناء النفسي للمسلم، ثم يوضح ان طريقة عرض بعض من صفات الله وأفعاله أو معظمها خضعت لقانون التأويل مما ادى الى انعدام التأثير النفسي لكثير من أفعال الله وصفاته.

ثانياً: الفقه

يوضح الكاتب ان العبادات لها ارتباط وثيق بالقلب وبالنفس حتى وإن كانت بدنيّة، ويوضح ان الشارع قصد من فرضها توليد الخشوع والاطمئنان، يورد عدة امثلة توضح ذلك المفهوم مثل اداء فريضة ذبح الهدي فقد اوضح القرآن أن الهدف من ذبح الهَدْي توليد التقوى والخوف في قلوب العباد من الله، لأن الله لن يصل إليه شيء من لحوم الأضاحي ودمائها ولكن تصله التقوى التي تتمثل في الخوف منه تعالى، وفي الحرص على تنفيذ أمره.

بعد ذلك يشرح الكاتب التطور الذي طرأ على مفهوم العبادات من خلال استعراض بعض الآراء الفقهية في كتاب “الفقه على المذاهب الأربعة”،  فقد ذكر الكاتب من ضمن الامثلة ما ورد في كتب الحنفية عن الركوع والسجود وبين ان الكتاب ركز على صورتي الركوع والسجود، ومظهرهما، ورسمهما وأغفل الحديث عن عقلهما ووعيهما وعن الخشوع لله وتعظيمه الذي يجب أن يرافقهما والذي هو الهدف من فرضهما.

          ثم يقارن بين العبادات كما طرحها القرآن وكما تطرحها كتب الفقه ويستنتج ان هناك بَوْناً شاسعاً فيما استهدفه القرآن من فرض العبادات وبين ما تحدث عنه كتاب الفقه على المذاهب الأربعة نفسها، فالهدف من جميع العبادات حسب الطرح القرآني توليد أمور معنوية مثل الخشوع والتقوى والتطهر، لكننا لا يوجد أثراً لذلك في كتاب الفقه الذي يركز على صورة العبادة، ورسمها، وإطارها الخارجي.

ويصل الكاتب الى الخلاصة التالية: إن الصورة التي آلت إليها كتب العقيدة والفقه كانت عاملاً رئيسياً من عوامل توليد أزمة المسلم المعاصر النفسية، لذلك من أجل تجاوز هذه الأزمة لابد من إعادة عرض العقيدة والفقه بالصورة التي تعيد إغناء المسلم ملاحظتين العوامل التي أدت إلى هذا الإفقار.

الباب الثاني: صور من حالات النفس المسلمة

الفصل الخامس العوامل التي تولّد الصحّة النفسية

يقرر الكاتب ان الإنسان ذو طبيعة مزدوجة مكون من قبضة طين ومن نفخة روح  وان الدين الإسلامي اهتم بالجانبين: الطين والروح، أي: الجسد والنفس، أما الجسد فإن معالمه واضحة وعناصره محددة ، وقد وردت عدة آيات وأحاديث تحدّد كيفية التعامل معه  مثل اللباس والاكل والمشرب، سنن الفطرة  …الخ، أما الروح فحقيقتها وماهيتها أعقد وأغمض لكن دورها ووظائفها  أوضح، وان هناك عدة ألفاظ تشكل منظومة متكاملة مع الروح وهي ألفاظ (النفس، القلب، العقل، الفؤاد).

يبيّن الكاتب أن النفس كما عرضها  القرآن الكريم تمرّ بثلاث حالات: الأمر بالسوء،  ثم لوم الذات ومحاسبتها،ثم الحالة الثالثة اطمئنان النفس، وان النفس ترتقي من حالة الى اخرى بالطاعات والعبادات والمجاهدات من صلاة وصيام وذكر وصدقة إلخ… .

ويقرر الكاتب ان التفصيل الذي جاء به القرآن سبق الاهتمام الغربي بتكوين (علم النفس)، والذي بنى (فرويد) قسماً كبيراً  منه على دراسة حالات مرضية لبعض الأشخاص، وتوصل إلى تصور غير صحيح للنفس البشرية.

ثم يستعرض الكاتب الطاقات التي تتكون منها  النفس البشرية حسب الطرح الإسلامي  طاقة الحب، طاقة التعظيم والخضوع، طاقة الخوف والرجاء، و يفصل في كيفية توجيه كل طاقة من هذه الطاقات حسب التوجيه القرآني وسنة الرسول من اجل امتلاك الصحة النفسية.

الباب الثاني: صور من حالات النفس المسلمة

الفصل السادس كيف تكون إيجابياً فاعلاً مؤثراً ؟

ينتقل الكاتب في هذا الفصل ليؤكد ان الاصل في المسلم هو ان يكون ايجابيا وفاعلا وذلك بسبب الاغتناء  النفسي الذي يفرزه بناء القرآن والسنة للنفس المسلمة والذي يتمثل في اوج صوره بالتضحية بالمال والدم في سبيل الله، ويستنتج ان ذلك تجسد في تاريخنا بالمساحة الكبيرة من الاوقاف والتي شغلت ثلث ثروة العالم الإسلامي والتضحيات العظيمة في المعارك والحروب.

ثم يشرح الكاتب كيفية تحقيق الغنى النفسي الذي يُولّد الإيجابية والفاعلية والتأثير عند المسلم ويؤكد ان ذلك يتولّد من الإيمان بالله، ومن الإيمان بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن تحقيق أركان الإيمان والإسلام، ثم يشرح الكاتب دور كل من الايمان بالله تعالى، ودور الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودور كل من  أركان الإيمان وأركان الإسلام في تحقيق الاغتناء النفسي عند المسلم، وآلية تحقّق هذه الإيجابية والفاعلية والتأثير في ثلاث دوائر:-

دائرة الخير والشرّ

 فالمسلم  بما يملك من غنى نفسي يتمثّل في تعظيم الله، وبالتالي تعظيم أمره في فعل الحلال واجتناب الحرام، والخوف منه واليقين بعلم الله ومراقبته إلخ…، هذا الغنى النفسي هو الذي يبعده عن الشرور والمعاصي ويدفعه إلى الحرص على الخير والطهر والاستقامة،

دائرة العطاء

ان تعظيم المسلم لله وثقته به يدفعانه الى التضحية بهذا المال في سبيل الله تعظيما لامر الله و ثقة بأن الله سيُعوّضه خيراً مما أنفقه،

دائرة الشجاعة الأدبية

بسبب الامتلاء النفسي تجد المسلم دائما يقول الحق ويصدع به ثقة بالله وخوفا من عقوبته.

الباب الثاني: صور من حالات النفس المسلمة

الفصل السابع كيف  تحقق السعادة ؟

 يقر الكاتب ان النفس البشرية تسر عند تحقق شهواتها من المال والشهرة والجاه …الخ لكنه في الوقت نفسه يبين ان كل ذلك لا يعطي الانسان السعادة وطمأنينة القلب بل بالعكس يشقى الانسان في سبيل الحصول على المزيد من هذه الشهوات ولا يشبع منها ويشعر بالالم لفقدانها وبالتالي يصبح الانسان عبدا لهذه الشهوات، ثم يذكر الكاتب ان البشرية اتجهت لحل هذه المشكلة باحد حلين:-

تعذيب الجسد لقتل هذه الشهوات وقد لجأت كثير من الاديان مثل المسيحية والهندوسية والبوذية لهذا الحل لكن الإسلام رفض هذا الاسلوب لأن الله لم يخلق هذه الشهوات والحواس عبثاً، إنما خلقها لتكون دافعاً للإنسان من أجل إعمار الأرض.

تعبيد الانسان  ذاته لله سبحانه وتعالى وذلك ما امر به الاسلام لان السعادة تتحقّق بتعبيد الإنسان ذاته لله تعالى، لأنه عندما يفعل هذا يكون قد انسجم مع كل مخلوقات الكون من جهة، ويكون قد لبّى حاجة قلبه الذي فيه فقر ذاتي إلى ربّه من جهة ثانية، ويكون قد حقّق حرّيته الصحيحة من جهة ثالثة.

الباب الثاني: صور من حالات النفس المسلمة

الفصل الثامن كيف عالج الإسلام القلق ؟

في البداية بين الكاتب ان الإحساس بالقلق إحساس قديم منذ وجود الإنسان على ظهر الأرض، لكن حجمه ازداد في العصر الحاضر، وعرف القلق بانه الخوف من المستقبل والقادم المجهول، ثم وضح الكاتب من خلال دراسة سيرة الانبياء كيف عالج الإسلام القلق عند الإنسان فبين ان الإسلام ا عترف منذ البداية بأنّ الإنسان مفطور على الخوف وان الاسلام عالج الخوف بخطوتين مترافقتين، الأولى: استحضار واستشعار معية الله سبحانه وتعالى، والثانية بتوجيه القلب إلى الخوف من نار الله سبحانه وتعالى ورجاء جنته حتى يتخلص الانسان من كل أنواع الشرك ويتخلص من اي خوف موهوم او وساوس .

الباب الثاني: صور من حالات النفس المسلمة

الفصل التاسع كيف تتغلب على الحزن ؟

          يعرف الكاتب الحزن بانه هو التأثر والانفعال لخسارة شيء أو فقد عزيز أو وقوع مصيبة، ويبين ان الحزن يترك اثرا كبيرا في نفسية وعقلية الانسان بحيث تؤدّي إلى مرض العبد او اضطراب نفسيته اوعدم اتزانه العقلي، ثم يفصل الكاتب في توضيح الوسائل والآليات التي وفرها الاسلام للتغلب على هذا الحزن والتي تمثات باعتبار الدنيا دار ابتلاء، واعتبار الجنة الدار المرجوّة، و الصبر على البلاء، و اللجوء إلى الله وطلب العون عند المصائب ووقوع الحزن، و الاستسلام لقضاء الله وقدره.

ظهرت المقالة تلخيص كتاب (النفس المسلمة صور من بنائها وأحوالها) أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/%d8%aa%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%87%d8%a7/feed/ 0 1863
ملخص كتاب: الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ.. دراسة وتحليل https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae/ https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae/#respond Tue, 24 Mar 2009 22:07:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=1860 ملخص كتاب “الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ: دراسة و تحليل” لقد ضمر مفهوم الأمة الإسلامية في واقع المسلمين والأدبيات الإسلامية واستشرى وانتشر وتعلقت قلوب الناس بالمفهوم القومي تارة والمفهوم القطري تارة اخرى، هذا الكتاب يأتي ليلقي الضوء ويحيي مفهوم الأمة وهو يسعى لتوضيح مفهوم الأمة من اجل تكوين فهم صحيح […]

ظهرت المقالة ملخص كتاب: الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ.. دراسة وتحليل أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
ملخص كتاب “الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ: دراسة و تحليل”

لقد ضمر مفهوم الأمة الإسلامية في واقع المسلمين والأدبيات الإسلامية واستشرى وانتشر وتعلقت قلوب الناس بالمفهوم القومي تارة والمفهوم القطري تارة اخرى، هذا الكتاب يأتي ليلقي الضوء ويحيي مفهوم الأمة وهو يسعى لتوضيح مفهوم الأمة من اجل تكوين فهم صحيح لدى جماهير الأمة ليكون أساسا لانطلاق سليم نحو التغيير وإعادة العزة والمجد للأمة الإسلامية. جاء الكتاب في خمسة أبواب وخاتمة:-

  • الباب الأول: تمهيدات.
  • الباب الثاني: صفات الأمة الإسلامية في القران الكريم و كيفية تحقيق المسلمين لها.
  • الباب الثالث: مظاهر حيوية الأمة الإسلامية.
  • الباب الرابع و الخامس: أسباب حيوية الأمة الإسلامية.

الباب الأول

 تناول الكاتب مفهوم الأمة اللغوي ومفهومها السياسي وعرض مفهوم الأمة في الدراسات الغربية التي تعتبر أن هناك نوعين من العوامل تؤدي إلى تكوين الأمة وهي عوامل موضوعية مثل اللغة، التاريخ، الجنس، الإقليم الواحد،…..الخ وعوامل ذاتية نتيجة لوعي الأفراد بان لهم شخصية مميزة ومنفصلة تدفعهم إلى التعبير التنظيمي عن هذه الشخصية.

كما ناقش في هذا الباب ظروف تشكيل الأمة الإسلامية وبين عدم انطباق أي من العوامل التي تم ذكرها في الدراسات الغربية على نشوء الأمة الإسلامية بل بالعكس كانت كل الظروف حسب تعريف الدراسات الغربية مناقضة لتكوين الأمة الإسلامية.

الباب الثاني

ينقسم الباب الثاني إلى فصلين، يعرض الفصل الأول صفات الأمة الإسلامية في القرآن الكريم ويناقش الفصل الثاني كيفية تحقيق المسلمون لهذه الصفات.

1- الفصل الأول: يبين الكاتب أن صفات الأمة الإسلامية في القرآن الكريم تمثلت بالصفات التالية:-

  • الخيرية: وبين أن الخيرية تمثلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله (وشرح هذه الصفات بالاعتماد على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم) و تفسيري ابن كثير و القرطبي.
  • الوسطية: ووضح الكاتب بأنها تعني الأمة العدل والشرف والخيار و ليست المنتصف بين شيئين.
  • أمة واحدة: يبين أن لها معنيين:-

أ‌-الدين الواحد والملة واحدة.

ب‌-الجماعة الواحدة التي تشمل أتباع الأنبياء وأتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) فالأمة ليست وليدة الحاضر بل هي أمة عربية ساهم في تكوينها كل الأنبياء.

ثم يبين بعض تفصيلات عن الأمة الإسلامية في أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) مراتب رجالاتها، اهتمام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالأمة عند تضحيته يوم النحر، تنبيه الأمة إلى بعض الفتن التي يمكن أن تتعرض لها بعد وفاته ورحمته بأمته.

2- الفصل الثاني: يبين الكاتب في هذا الفصل كيفية تحقق صفات الأمة الإسلامية التي تم ذكرها في القرآن الكريم وتطبيقها في واقع الأمة كالتالي:- 

1- الخيرية: الخيرية هي نتيجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى:

(كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).

(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة).

ثم أورد الكاتب أدلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والآثار المترتبة على ترك هذا الخلق ودوره في بناء الأمة الإسلامية. بين الكاتب أن خلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجسد في تاريخ الأمة بمؤسسة الحسبة ويعرف الحسبة ثم يبين تاريخها و الواجبات المنوطة بها مثل مراقبة الموازين، والمكاييل، والتحكيم، منع التعديات في الشوارع … الخ.

ويوضح أن من أدوات الحسبة في سياسة الناس التعزير. ثم بين أهمية الحسبة وكيف أنها تجعل السلوك المستقيم سجية وطبعا عند المسلمين.

2- الوسطية: بين الكاتب أن هذه الصفة هي التي تؤهل الأمة الإسلامية للشهادة على الأمم السابقة والمعاصرة فالشهادة على الأمم السابقة يتحقق بالشهادة وتصديق الأنبياء السابقين بأنهم بلغو الرسالة،  وعلى الأمم المعاصرة وذلك بدعوتهم إلى التوحيد وان المسلم حقق هذا الواجب وأصبح داعيا إلى الله في كل أحواله متاجرا، مسافرا، في البيت، في السوق …الخ، لذلك و بسبب هذا الخلق وصل  الإسلام إلى بقاع لم تصل إليها الجيوش الإسلامية مثل جنوب صحراء إفريقيا، ماليزيا، اندونيسيا، شمال آسيا… الخ واستعرض الكتاب انتشار الإسلام في اندونيسيا، آسيا الداخلية، الهند، جنوب صحراء إفريقيا.

3- الوحدة: وضح الكاتب أن الإسلام انشأ امة واحدة تجلت وحدتها في العقيدة الواحدة، القبلة الواحدة، و القيادة الواحدة، الشريعة الواحدة … الخ. وان الإسلام حصن هذه الأمة من التمزق.

ويبين دور  أعلام الأمة على مدار العصور بالحفاظ على هذه الوحدة من خلال القيام بواجبهم نحو أصلي الدين القران الكريم والسنة وذلك بحفظ نصوصهما و إيجاد آلية واضحة لتحديد معانيهما فبالنسبة للقران الكريم تم تجميعه وتنقيطه وتشكيل آياته وإنشاء علوم حوله مثل أسباب النزول، الناسخ المنسوخ … الخ، كما اهتم العلماء بالحديث الشريف فوجدت كتب الصحاح والمسانيد والسنن وعلم مصطلح الحديث … الخ واهتموا باللغة العربية التي هي أساس فهم القران الكريم والسنة المشرفة…

ومن اجل معرفة وقائع حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والاقتداء بها اهتم العلماء بالسيرة فدونت السير والمغازي والحروب مع المشركين … الخ، كما ابتكر علم أصول الفقه على يد الشافعي من اجل ضبط العلاقة بين النص الثابت والواقع المتغير وتقييم العملية الاجتهادية.

كل هذه الجهود أدت إلى إيجاد ثقافة واحدة للتصور عن الكون، خلق الإنسان، صفات الله، قصص الأنبياء، السلوك السوي، الحلال والحرام …الخ. مستمدة من القران والسنة (حافظت على مدار القرون السابقة على وحدة الأمة الإسلامية).

ثم يبين الكاتب أن الوحدة تجسدت في وحدة الملة و وحدة الجماعة، وحدة الملة تمثلت في ما سبق ووحدة الجماعة تجسدت بظاهرة العلماء، ثم يوضح كيف أن الإسلام حث على القراءة والتفكر وأعلى شأن العلماء مما كان له الأثر الكبير بتوجيه المسلمين نحو القراءة والتفكر والتدبر الذي أدى إلى إفراز علماء في مجالات العلوم المختلفة تاريخ، جغرافيا، فلك، طب …الخ.

الباب الثالث

في الباب الثالث يستعرض الكاتب مظاهر حيوية الأمة الإسلامية التي تمثلت في:-

1- الاعمار الشامل: فبين أن الإسلام وجه الإنسان للفوز بالآخرة وفي نفس الوقت طلب منه أن لا يغفل عن الدنيا، ونهى عن الرهبنة بمعنى الانقطاع عن الناس، ولقد أدى هذا الفهم الخاص للعبادة إلى اتجاه المسلم لاعمار الدنيا خير اعمار ويضرب الكاتب لذلك أمثلة للمجالات التي تطورت عند المسلمين مثل القضاء الخارجي، البناء المعماري، العناية بصحة الإنسان، الطباعة، الصناعة، استكشاف القارات.

2- القدرة على صد التهديدات: بين الكاتب أن الأمة الإسلامية تعرضت لتهديدات خارجية مدمرة لكنها استطاعت مواجهتها بل والتغلب عليها والمحافظة على ذاتها ثم استعرض مثالا على ذلك التصدي للمغول والحروب الصليبية التي كانت بحدود ثمانية حملات من أخطر الحروب التي واجهتها لكنها استطاعت التغلب عليها وذلك بالاستفادة من التراث الثقافي الذي أدى إلى إحياء روح الجهاد والقتال والبذل والعطاء وتحقيق وحدة سياسية التي كانت السبب الرئيسي لانتصار الأمة.

الباب الرابع

يناقش الكاتب في الباب الرابع والباب الخامس أسباب حيوية وفاعلية الأمة الإسلامية ويرجع هذه الفاعلية إلى حيوية الفرد المسلم وحيوية الجماعة المسلمة، ينقسم الباب الرابع إلى أربعة فصول، الفصل الأول يشرح مظاهر الفاعلية النفسية للفرد المسلم، وفي الفصل الثاني يناقش أسباب هذه الفاعلية النفسية، ثم يشرح في الفصل الثالث مظاهر الفاعلية العقلية للفرد المسلم وفي الفصل الرابع  يناقش أسباب هذه الفاعلية.

1- الفصل الأول: يبين الكاتب أن فاعلية الفرد المسلم تعود إلى الامتلاء والاغتناء النفسي للمسلم والذي تمثل في التصدق والإنفاق و الإقدام على القتال ووضح الكاتب أن من ابرز مظاهر الإنفاق هو الوقف التي كانت غنية في العالم  الإسلامي وتمثل ثلث ثروته ويوضح الكاتب مجالات الوقف التي كان أبرزها مجال التعليم، الصحة، الاقتصاد …الخ، يورد الكاتب أدلة من القران والسنة للحث على القتال في سبيل الله ثم يدلل ترسخ عقيدة الاستشهاد في كيان الأمة بكثرة المعارك التي خاضتها الأمة وكثرة الشهداء. ويستعرض الفتوحات في العصر الأموي و العباسي و العثماني و يستنتج أن العامل الرئيسي في توليد هذه الفاعلية هو التوحيد.

2- الفصل الثاني: يناقش الكاتب أسباب الفاعلية النفسية ويرجعها بشكل رئيسي إلى عامل التوحيد وبين أن احد معانيه الرئيسية هو تاليه الله الذي يتمثل بالخضوع والتعظيم والخوف والرجاء والثقة والتوكل…الخ، ثم يورد الكاتب الأدلة التي توضح وجوب امتلاء قلب المسلم بهذه الصفات و ثمار امتلاء القلب بهذه الصفات، ثم يوضح أهمية عاملي الإيمان و الإسلام والقران في اغناء المسلم بهذه الصفات من خلال استعراض دور الإيمان بالله وملائكته والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر من خلال استعراض آثار و دور أركان الإسلام الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج في اغناء قلب المسلم بهذه الصفات.

3- الفصل الثالث: يوضح الكاتب المظهر الثاني من مظاهر فاعلية المسلم ألا وهو الفاعلية العقلية ثم يورد مظاهر من مظاهر الفاعلية العقلية التي تمثلت بالتالي:-

1- علوم ابتكرها المسلمون: علم أصول الفقه، علم العمران، علم الكيمياء، علم الصيدلة والجبر والمثلثات وبين آثار وفضل هذه العلوم على النهضة الحديثة.

2- اكتشافات غيرت مجرى التاريخ: مثل اكتشاف الدورة الدموية، التخدير، خيوط الجراحة من مصارين الحيوان، النظارة للعينين، تطوير صناعة الورق،الإبرة المغناطيسية، البارود، المضخة الماصة الكابسة، الكاميرا، ألرقاص أو البندول، الجبر، قانون الحركة الثلاثة.

3- انجازات المسلمين في العلوم المختلفة.

  • الجغرافيا:- إحياء نظرية كروية الأرض، قياس محيط الأرض و طولها، خطوط الطول و العرض، دوران الأرض حول نفسها.
  • فيزياء:- نظرية رؤية الأجسام، تشريح العين، الانعكاس والانعطاف الضوئيان، سرعة الضوء محدودة…الخ.
  • الحساب:- تثبيت و تهذيب شكل الأرقام، استخدام الصفر.    

4- الفصل الرابع: يناقش أسباب الفاعلية العقلية للمسلم ويستنتج الكاتب أنها جاءت من بناء الإسلام للمسلم، وبين أن الإسلام جاء لبناء نفس وعقل المسلم ويورد الأدلة من القران أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالكتاب والحكمة ويعرف الحكمة أنها إنزال الشيء وضعه المناسب وهي ما جاء به الأنبياء والحكمة تحتاج إلى العقل السليم فلذلك بنى الإسلام نفوس وعقول الصحابة.

الباب الخامس

في الباب الخامس يناقش الكاتب السبب الثاني من أسباب حيوية الأمة الإسلامية وهو الجماعة المسلمة الفاعلة، فبين أن الأمة الإسلامية امتازت عن غيرها أنها تكونت من أجناس وشعوب وقبائل مختلفة وبذلك تكون حققت جوهر التعارف الذي من اجله كانت الحكمة من خلق الشعوب والقبائل وهذا التعارف بين الأجناس أعطاها حيوية عظيمة وتنوعا في القيادة مما ساعدها في مواجهة الأعداء في المشرق والمغرب، ومن اجل تشخيص أزمة الأمة الإسلامية يبين الكاتب أن الأمم تتعرض لنوعين من المشاكل أولا أزمات وثانيا أمراض، ثم عرف أزمة الوجود بأنها تؤدي إلى تغيير المرجعية والمنهج نتيجة مخالفة الفطرة مثل الذي حدث بأوروبا في العصور الوسطى التي نبذت الدين واعتمدت على العلم وفي الاتحاد السوفييتي عندما انهار الاتحاد السوفييتي واستدرك الشيوعيين بمرجعية اقتصاد السوق وإعادة الاعتبار للدين وهذا ما لم تتعرض له امتنا الإسلامية والسر في ذلك أنها قامت على الفطرة وملة إبراهيم عليه السلام، فالإسلام راعى الفطرة ولم يتناقض مع حاجات الإنسان وإمكانياته، وملة إبراهيم قامت على البراءة من الشرك الذي يحقق للأمم الأمن والطمأنينة، لكن امتنا عرفت أمراض وجود وليس أزمات وجود وكانت تعالج هذه الأمراض بين الحين والآخر.

الخاتمة

في الخاتمة يؤكد الكاتب أن الأمة الإسلامية ليست مجرد تجمع بشري متجانس، بل هي امة ذات رسالة تتصف بصفات تعطيها حيوية لبناء ذاتها وتحميها وتخلصها من كل ضعف أو مرض، وهي ذات دين وثقافة واحدة، تكونت من أجناس مختلفة انصهرت في الأمة وأغنت حضارتها وتراثها وهو ما حدث لأول مرة في تاريخ البشرية، امة امتازت بالفاعلية النفسية والعقلية.

يوضح الكاتب احد أمراض الأمة في العصر الحالي ألا وهو خسارة القيادة السياسية للأمة على يد كمال أتاتورك سنة 1926 ويؤكد أن الأمة بقيت موجودة بكل مقوماتها، ثم يشير إلى أن الغرب ما زال في صراع مع الأمة وعلماؤها وذلك لتجزئتها وإضعافها ونهب خيراتها ويؤكد أن اولى واجبات الأمة للمرحلة القادمة هو المحافظة على وحدة الأمة وتعزيز قوتها ومداواة أمراضها.

ظهرت المقالة ملخص كتاب: الأمة الإسلامية بين القرآن والتاريخ.. دراسة وتحليل أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae/feed/ 0 1860
مقدمة كتاب: لماذا سقطت الخلافة العثمانية؟ قراءة في عوامل ضعف الأمّة https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86/ https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86/#respond Mon, 15 Dec 2008 03:10:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=2988 إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلّ له، ومن يُضْلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا […]

ظهرت المقالة مقدمة كتاب: لماذا سقطت الخلافة العثمانية؟ قراءة في عوامل ضعف الأمّة أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلّ له، ومن يُضْلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ] (آل عمران 102)، [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] (النساء)، [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ … لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا] (الأحزاب 70-71) ، أما بعد: فإنّ أصدق الحديث كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرّ الأمور مُحْدَثاتها، وكل مُحْدَثة بِدعة، وكل بِدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أمّا بعد،

فهذا كتاب ألّفته تحت عنوان “لماذا سقطت الخلافة العثمانية؟ قراءة في عوامل ضعف الأمّة“، تحدّثت فيه عن العوامل التي أضعفت أمّتنا، وكانت سبباً في سقوط الخلافة العثمانية بشكل غير مباشر، كما تحدّثت في القسم الأخير من الكتاب عن العوامل التي أدّت إلى سقوط الخلافة العثمانية بشكل مباشر، ومن أجل توضيح هذه الحقائق قسّمته إلى عدّة أبواب، واحتوى كل باب على عدّة فصول، وقد جاء الباب الأول تحت عنوان (بناء المسلم والأمّة والدولة) واحتوى على ثلاثة فصول، تحدّثت في الفصل الأول عن كيفية بناء الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلم الصحابي، ثم تحدّثت في الفصل الثاني عن بناء الأمّة المسلمة، وبيّنت أنّ هذه الأمّة المسلمة خطوة جديدة في الفضاء الجاهلي، لأنّ المجتمع الجاهلي عرف القبيلة، فكان تكوين هذه الأمّة هي الحلقة الجديدة التي تقابل القبيلة، ثم تحدّثت عن بعض صور ارتباط المسلم الصحابي بالأمّة المسلمة، ثم تحدّثت عن صفات الأمّة المسلمة التي وردت في القرآن الكريم، وراعيت أسباب النـزول فكانت الصفة الأولى هي صفة الوحدة، ثم كانت الصفة الثانية هي صفة الوسطية، ثم كانت الصفة الثالثة هي صفة الخيرية.

ثم تحدّثت في الفصل الثالث من الباب الأول عن بناء الدولة في المدينة وهي التي جاءت ثمرة سعي الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء المسلم الصحابي والأمّة المسلمة لمدّة ثلاث عشرة سنة، وتحدّثت عن الأصول التي بنيت عليها هذه الدولة فكانت: التشريع لله، والشورى واجبة، والمساواة والعدل.

ثم طرحت في الباب الثاني سؤالاً هو: ما الذي أضعف الأمّة؟ واحتوى هذا الباب على فصلين: الأول: تحدّثت عن عدم معرفة تاريخ المسلمين عصر انحطاط حضاري، ثم تحدّثت في الفصل الثاني عن عوامل ضعف الأمّة، فكانت هناك خمسة عوامل هي:

  • الأول: تداخل أفكار بشرية مع أصول الدين الإلهي.
  • الثاني: انتشار التصوّف.
  • الثالث: نشوء الفِرَق.
  • الرابع: القصور في تطبيق الشورى، وغياب الاختيار في منصب الخليفة.
  • الخامس: التقصير في تحقيق المساواة والعدل.

ثم تحدّثت في الباب الثالث عن الخلافة العثمانية لأنها الخلافة الأخيرة في الوجود الإسلامي حسب التسلسل التاريخي، فجاء هذا الباب في فصلين: الأول: سردت فيه سيرة مؤسس الخلافة العثمانية، ثم تتبعت سيرة هؤلاء الخلفاء العثمانيين، ثم تحدّثت في الفصل الثاني عن موقف الخلافة العثمانية من عوامل الضعف التي أشرنا إليها في الباب الثاني، فوجدنا أنّ الخلافة العثمانية لم تعالج هذه العوامل، بل زاد بعضها استفحالاً كالتصوّف.

ثم انتقلت في الباب الرابع إلى توضيح العوامل المباشرة التي أدّت إلى سقوط الخلافة العثمانية، وكانت تستند تلك العوامل على إضعاف الخلافة العثمانية، فكان العامل الأول: استعمار بعض البلدان الإسلامية كعدن والجزائر وتونس ومصر إلخ…، وقام العامل الثاني على مساعدة الدول الغربية لبعض الحكام على الانفراد بالسلطة كما حدث مع محمد علي باشا وغيره، وقام العامل الثالث على إشعال الثورات في الجزء الأوروبي من الخلافة العثمانية، وقام العامل الرابع على استغلال الغرب للطوائف، وقام العامل الخامس على إضعاف الخلافة اقتصادياً، وقام العامل السادس على دفع العرب والأتراك للاقتتال.

ثم جاء الباب الخامس يحمل عنوان: استهداف الغرب تمزيق الأمّة وتفتيتها والتمهيد لاستئصالها، واستخدم الغرب ست أدوات لتحقيق هذا الهدف، وكانت الأدوات كالتالي:

  • الأداة الأولى: قيام حكومات بفرض النموذج الغربي بعد الحرب العالمية الأولى والثانية.
  • الأداة الثانية: إيجاد أكبر تقسيمات سياسية في المنطقة.
  • الأداة الثالثة: إقامة اسرائيل.
  • الأداة الرابعة: إثارة وتحريك النعرات العِرقية والطائفية.
  • الأداة الخامسة: التشكيك في الثوابت التي تقوم عليها الأمّة.
  • الأداة السادسة: مشاريع أمريكية لتفتيت الأمّة.

وأختم مقدّمتي ذاكراً قول الله تعالى:

[وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ] (إبراهيم 46)

فهاهم يمكرون لاستئصال هذه الأمّة بعد أن أزالوا آخر دولة وسلطان للمسلمين، لكنّ الله -سبحانه وتعالى- محيط بمكرهم، وسيحبط مكرهم، لأنه قال تعالى:[وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ] (الأنفال 30).

ولقد كانت الصحوة الإسلامية هي الخطوة الأولى في إحباط هذا المكر، وستتبعها خطوات أخرى -بإذن الله- تحقق أهداف العلماء والمخلصين في عودة الإسلام إلى مركز الفعل والتأثير في سيرة البشرية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ظهرت المقالة مقدمة كتاب: لماذا سقطت الخلافة العثمانية؟ قراءة في عوامل ضعف الأمّة أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86/feed/ 0 2988
مقدمة كتاب: القضية الفلسطينية.. الواقع والآفاق https://www.al-ommah.com/introduction/ https://www.al-ommah.com/introduction/#respond Tue, 10 May 2005 12:32:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=2846 هذا كتاب ألّفته تحت عنوان “القضية الفلسطينية: الواقع والآفاق“، تحدّثت فيه عن القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر، وملت فيه إلى الإيجاز دون التفصيل، فجاء في خمسة أبواب، تناولت في الباب الأول موضوعين في فصلين: الأول: “الحروب الصليبية: قراءة في عوامل الانتصار والهزيمة”، بيّنت فيه أنّ انتصار المسلمين في الحروب يعود […]

ظهرت المقالة مقدمة كتاب: القضية الفلسطينية.. الواقع والآفاق أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
هذا كتاب ألّفته تحت عنوان “القضية الفلسطينية: الواقع والآفاق“، تحدّثت فيه عن القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر، وملت فيه إلى الإيجاز دون التفصيل، فجاء في خمسة أبواب، تناولت في الباب الأول موضوعين في فصلين: الأول: “الحروب الصليبية: قراءة في عوامل الانتصار والهزيمة”، بيّنت فيه أنّ انتصار المسلمين في الحروب يعود إلى عدّة عوامل هي:

النـزعة التوحيدية، والاستقلال السياسي والاقتصادي، وترسيخ القيم الدينية، وكان القصد من توضيح هذه العوامل توجيه نظر المسلمين المعاصرين إلى ضرورة الاستفادة من تجربة المسلمين السابقين والانتباه إلى تلك العوامل التي أدّت إلى الانتصار من خلال التوجّه إلى الوحدة، وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، وبروز العلم الديني والشرعي.

أمّا الفصل الثاني في الباب الأول فحمل عنوان: “نقض دعاوي الصهاينة في فلسطين وإثبات دعاوي المسلمين فيها” اجتهدت فيه أن أبيّن فيه الأصول التي اعتمدها اليهود في ادعائهم بحقّ امتلاك فلسطين، ثم أنقض هذه الأصول، ثم أطرح الأصول التي نقيم عليها حقّنا في فلسطين والتي تتلخّص في ثلاثة أصول: الأول: أخوّة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والثاني: أمّة الأنبياء واحدة، وأمّة محمد صلى الله عليه وسلم هي الوارثة لأمّة الأنبياء، الثالث: أرض فلسطين مقدّسة قبل وجود بني اسرائيل وقبل ابتعاث موسى عليه السلام، ولمّا كانت أمّة محمد صلى الله عليه وسلم هي الأمّة الوارثة لأمّة الأنبياء، فهي الأمّة الوارثة لأرض فلسطين وهي الوارثة للمقدّسات الموجودة فيها.

          تحدّثت في الباب الثاني عن نشوء الصهيونية والتحرّك نحو فلسطين، واحتوى هذا الباب على مدخل وفصلين، تحدّثت في المدخل عن دور اليهود المتميّز في تكوين الحضارة الغربية العلمي والمالي، وألقيت الأضواء في الفصل الأول على نشوء الحركة الصهيونية وعن دور هرتزل فيها. كما تحدّثت في الفصل الثاني عن هياكل المنظمة الصهيونية وعن دورها في إنشاء اسرائيل.

          وجاء الباب الثالث تحت عنوان “سقوط الخلافة وصعود القومية العربية” واحتوى هذا الباب على ثلاثة فصول، تحدّثت في الفصل الأول عن سقوط الخلافة العثمانية ونتائج ذلك وبيّنت عرض تيوودر هرتزل على الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد السماح بهجرة اليهود مقابل سدّ الدين العام للخلافة ورفض السلطان لذلك، ثم تحدّثت عن الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين ودورها في إسقاط الخلافة، وتحدّثت عن بنية الفكر القومي العربي الذي استندت إليه تلك الثورة، ووضّحت أنه هذا الفكر يعتبر الأمّة العربية تقوم على عاملي اللغة والتاريخ وأنه لا دخل للدين في قيامها، وبيّنت خطأ الفكر القومي العربي وأنّ الأمّة الموجودة من المحيط وإلى ما بعد الخليج هي أمّة إسلامية شكّل الدين الإسلامي عاملاً رئيسياً في هويّتها، وبيّنت أنه لا توجد أمّ’ عربية بالمعنى القومي في أرض الواقع ماضياً وحاضراً، أي أنه لم توجد أمّة عربية تقوم على عاملي اللغة والتاريخ.

          ثم تحدّثت في الباب الثاني  عن القضية الفلسطينية وتطوّراتها وكيف انتهت حرب الأيام الستة في عام 1967م إلى احتلال اسرائيل لأضعاف مساحة فلسطين عندما انتصرت على العرب فاحتلّت الجولان وسيناء والضفّة الغربية، ثم تحدّثت في الفصل الثالث عن حرب تشرين عام 1973م، وعن توقيع أنور السادات اتفاقات سلام مع اسرائيل في كمب ديفيد بعد زيارته للقدس عام 1977م.

          وجاء الباب الرابع تحت عنوان “الإسلاميّون والقضية الفلسطينية” تحدّثت في الفصل الأول منه عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية وعن الأمور التي استحدثها ياسر عرفات وحركة فتح في مجال القضية الفلسطينية والذي قام على الفصل بين القضية الفلسطينية والأمّة واعتبار أنّ قضية فلسطين هي قضية الشعب الفلسطيني فقط، كما استحدث ياسر عرفات أمراً آخر في مجال القضية الفلسطينية هو اعتباره أنها قضية عسكرية فقط دون أي ارتباط بقضايا الأمّة الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية والعقلية والخلقية والتربوية إلخ…، وبيّنت أنّ الذي ساعده على إمضاء استحداثاته الجديدة في الساحة الفلسطينية هو وصول التيار القومي إلى طريق مسدودة بعد عام 1967م، فاتكأ على العمل الفدائي من أجل امتصاص مشاعر النقمة الملتهبة ضدّ الأنظمة القومية آنذاك، ثم تحدّثت في الفصل الثاني عن غياب الإسلاميين عن العمل الفدائي في الستينات وسبب ذلك، وبيّنت أنّ سبب ذلك هو ما طرحه حسن الهضيـبي وموقفه المعادي لأيّ عمل عسكري أو فدائي، وبيّنت خطأ ذلك الموقف ثم بيّنت دور الإسلاميين في الانتفاضتين وأنّ اشتراكهم هو تعبير عن مجاهدة الأمّة للصهاينة وإسقاط للإثم عنها. وبيّنت أنّ مجاهدة الأعداء ليس وقفاً على الدولة الإسلامية بل هو واجب على الأمّة في حال غياب الدولة أو تقصيرها، ولمّا كانت الحركات والجماعات الإسلامية هي الممثّلة للأمّة كان قتالها شرعياً، وهو ما غفل عنه حسن الهضيبـي وانتبهت له الحركات والجماعات الإسلامية مؤخّراً.

          ثم جاء الباب الخامس تحت عنوان “الأمّة بين الامبراطورية الأمريكية واسرائيل الكبرى” تحدّثت في الفصل الأول عن قيادة الامبراطورية الأمريكية وعن أهدافها وعن كيفيّة مواجهتها، وتحدّثت في الفصل الثاني عن مشروع “الشرق الأوسط الكبير” الذي طرحه بوش في حزيران من عام 2004م والذي يستهدف إحداث تغيير جذري في المنطقة باتجاه التغريب، ثم تحدّثت في الفصل الثالث عن اسرائيل الكبرى وعن أطماع شارون في الضفة الغربية، وأنه عندما أعلن انسحابه من غزّة في عام 2005م كان يقصد الاستفراد بالضفّة الغربية وإقامة القدس الكبرى الموحّدة.

          ثم تحدّثت في الخاتمة عن فشل المنهجين: القومي العربي والوطني في إحداث أيّ تقدّم في القضية الفلسطينية وسبب ذلك،  ثم بيّنت دور التيار الإسلامي وأنه عندما يجاهد في فلسطين إنما يفعل ذلك ممثّلاً للأمّة، وأنه سينجح بتحقيق تقدّم -بإذن الله-  في مجال القضية الفلسطينية لكن شريطة أن يتجنّب الأخطاء التي وقع فيها التياران: القومي والوطني، وأن يعتمد الإسلام في بناء الفرد والمجتمع، وأن يعتبر القضية الفلسطينية قضية الأمّة وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وأن تستهدف الجماعة المسلمة التي تقود مجاهدة الصهاينة إقامة الدولة الإسلامية التي سيكون عليها عبء استكمال تحرير الأرض الفلسطينية كلها واستعادة حقوق الأمّة من الصهاينة المغتصبين، وقد ختمت كتابي متفائلاً بوعد الله الذي ورد في سورة الإسراء، والذي تحدّث عن دخول المسجد الأقصى حيث قال:

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً . فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً) (الإسراء،4-7).

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

 

ظهرت المقالة مقدمة كتاب: القضية الفلسطينية.. الواقع والآفاق أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/introduction/feed/ 0 2846
حول كتاب: إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية https://www.al-ommah.com/%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a5%d8%b4%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9/ https://www.al-ommah.com/%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a5%d8%b4%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9/#respond Thu, 18 Dec 2003 17:19:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=1764 حول كتاب: إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلاميةصدر لي كتاب جديد تحت عنوان “إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية”، عالجت فيه موضوعين متصلين ببعضهما هما: الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية، وهما موضوعان شغلا الأمة خلال القرن الماضي، وقد بيّنت فيه أن الفكر القومي العربي هو الذي […]

ظهرت المقالة حول كتاب: إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
حول كتاب: إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية
صدر لي كتاب جديد تحت عنوان “إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية”، عالجت فيه موضوعين متصلين ببعضهما هما: الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية، وهما موضوعان شغلا الأمة خلال القرن الماضي، وقد بيّنت فيه أن الفكر القومي العربي هو الذي قاد النهضة في مطلع القرن العشرين، ووعد الأمة بالاستقلال والقوة والحرية والوحدة إلخ….

لكن النتيجة كانت تكريس التجزئة، وتعثّر النهضة، زيادة الفقر، وتحقّق التبعية، وقيام أنظمة استبداد لم تعرفها الأمة في أية مرحلة من تاريخها، وقيام اسرائيل عام 1948م ثم توسّعها في حرب الأيام الستة عام 1967م، واحتلالها الجولان والضفة الغربية وسيناء إلخ….

هذه بعض نتائج سيادة الفكرة القومية والأنظمة القومية، وما نراه الآن في العراق من احتلال وانهيار سريع أمام قوات التحالف ليس إلا ثمرة من ثمرات تخريب الفكر القومي العربي لشعبنا في العراق، فهو الذي خرّب الذمم، وأفسد النفوس، وأشاع الفاحشة، وحارب الدين، وشكّك بالقيم الدينية، أحلّ رابطة الإخاء القومي محل الرابطة الدينية إلخ….

فكانت الثمرة ضياعاً وخواءً روحياً  وضعفاً وخوراً، مما مكّن قوات التحالف الأمريكي والبريطاني أن تحتل العراق في عشرين يوماً، مع أن العراق لم يحتله الإنجليز في الحرب العالمية الأولى إلا بعد سنوات من القتال الضاري بدأ في عام 1917م وانتهى عام 1920م.

        ثم تعرضّت في الكتاب للصحوة الإسلامية، وبيّنت أنها جاءت كردّ فعل على محاولة التغريب التي حملها الفكر القومي، وهي تعبير عن الوحدة الثقافية القائمة في كيان الأمة، ثم بيّنت في فصل لاحق بعض جوانب قصور الصحوة الإسلامية، والأسباب التي جعلتها لا تنقل الأمة نقلة نوعية.

        ومن أجل أن يكوّن المتابع لموقعنا فكرة عن الكتاب فقد عرضنا له تلخيصاً في زاوية “نقد كتب فكرية” من هذا الموقع، آملين أن تكون وافية في إعطاء فكرة عن مضمون الكتاب من جهة، وأن يحقّق هذا التلخيص بعض الفائدة له من جهة ثانية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخميس 24 من شوّال 1424ﻫ                                    

18 من كانون الأول/ديسمبر 2003م                    

المشرف الشيخ الدكتور غازي التوبة

 

ظهرت المقالة حول كتاب: إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a5%d8%b4%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9/feed/ 0 1764
تلخيص كتاب إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية https://www.al-ommah.com/%d8%aa%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a5%d8%b4%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9/ https://www.al-ommah.com/%d8%aa%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a5%d8%b4%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9/#respond Fri, 03 Jan 2003 00:50:00 +0000 https://al-ommah.com/?p=1836 الكتاب إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية.الكاتب غازي التوبة.الناشر مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.تاريخ النشر الطبعة الأولى، 1424ﻫ – 2003م.  قسم الكاتب الكتاب إلى أربعة فصول، كانت حسب الترتيب الآتي: الفصل الأول: ايديولوجيا القومية العربية: الفشل في تحقيق النهضة وظروف النشأة.         عرض الكاتب في بداية الفصل كيفية تعميم […]

ظهرت المقالة تلخيص كتاب إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
الكتاب إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية.
الكاتب غازي التوبة.
الناشر مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.
تاريخ النشر الطبعة الأولى، 1424ﻫ – 2003م.

 قسم الكاتب الكتاب إلى أربعة فصول، كانت حسب الترتيب الآتي:

الفصل الأول: ايديولوجيا القومية العربية: الفشل في تحقيق النهضة وظروف النشأة.

        عرض الكاتب في بداية الفصل كيفية تعميم ايديولوجيا القومية العربية في مختلف الأقطار العربية، ثم فصّل في فشل ايديولوجيا القومية العربية في تحقيق أهداف النهضة، ثم تساءل في فقرة تالية: لماذا انفصل العرب عن الأتراك؟ ثم قارن بين مفهوم “العروبة” في التراث وعند القوميين العرب وأبرز كيفية تحويلهم مفهوم “العروبة” إلى ايديولوجيا، وملئه بمضامين جديدة مخالفة لما كان عليها في التراث، ثم تساءل كيف نظر القوميون العرب إلى العصور المتأخرة من تاريخنا بخاصة عصري المماليك والعثمانيين، وذلك لأن النظرة الخاطئة ستؤدي إلى حلول خاطئة، وبيّن في هذه الفقرة أنهم اعتبروا هذين العصرين عصري انحطاط وعصري استبداد لأن القيادات فيهما غير عربية، وناقش قولهما ذلك، وبيّن خطأ تحقيب تاريخ أمتنا إلى عصور نشأة وترجمة وازدهار وانحطاط، ونقل مناقشة الدكتور جورج صليبا لتلك المقولة وأدلته على أخطائها، ثم ناقش مقولتهم في أن تاريخ أمتنا تاريخ استبداد، وبيّن أن وجود القرآن الكريم كدستور يحدّد الحقوق والواجبات للحاكم يلغي أصلاً من أصول الاستبداد، وبيّن وجود عدد كبير من الوسائط بين الحاكم والمحكومين في تاريخنا الإسلامي تعطي فسحة من الحرية والأمان للمحكومين.

الفصل الثاني: ايديولوجيا القومية العربية: تحليل المضمون.

        شرح الكاتب في بداية هذا الفصل النظريات التي تعلّل نشأة القوميات في أوروبا، ثم انتقل إلى تحليل مضمون ايديولوجيا القومية العربية عند ساطع الحصري، ثم بيّن آراءه في العلاقة بين الأديان والأمم بشكل عام والدين الإسلامي بشكل خاص، ثم وضّح أن ايديولوجيا القومية العربية التي طرحها ساطع الحصري والتي تقول بأن الأمة تقوم على عاملي اللغة والتاريخ لا تستطيع أن تعلّل لنا كيفية وجود الوحدة الثقافية، والوحدة النفسية، ووحدة العادات والتقاليد، ووحدة العواطف والمشاعر والآلام والآمال، ووحدة الأجناس إلخ…، ثم بيّن في الفقرة التالية دور القرآن الكريم والسنة المشرفة في بناء الأمة الإسلامية، فوضّح دورهما في بناء الوحدة الثقافية، ووحدة الأجناس والأعراق والقبائل، ووحدة العواطف والتكوين النفسي المشترك إلخ…

الفصل الثالث: الصحوة الإسلامية: مظاهرها، أسبابها، محدودية فاعليتها.

        جاءت الصحوة الإسلامية ردة فعل على محاولة الايديولوجيا القومية تغريب الأمة، فبيّن في هذا الفصل مظاهر الصحوة الإسلامية، وبيّن كل ما يقال ويكتب عن أسبابها، ثم رجّح أنها تعبير عن الوحدة الثقافية في هذه الأمة، ثم وضّح في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل أنها لم تنقل الأمة نقلة نوعية، وحدّد أسباب ذلك.

الفصل الرابع: الأخطار التي تهدد الصحوة والأمة الإسلاميتين.

        بيّن الكاتب في هذا الفصل الأخطار التي تهدد الصحوة والأمة الإسلاميتين فكانت ثلاثة أخطار:

الأول: القطرية: وقد مر هذا الخطر بمرحلتين:

الأولى: تقسيم الأمة المسلمة إلى أمتين: أمة عربية وأمة تركية.

الثانية: التأسيس الثقافي لكل قطر على حدة.

الثاني: اسرائيل: بيّن فيه تطورات قيام اسرائيل، ثم عرض لمخاطرها على المنطقة.

الثالث: العولمة: شرح في هذه الفقرة معنى العولمة، وأخطارها، وأبرز هذه الأخطار: نسبية الحقيقة ثم عرض لمسألة نسبية الحقيقة عند عدد من الكتاب: طه حسين، حسين أحمد أمين، نصر حامد أبو زيد، محمد شحرور، ثم أنهى هذا الفصل بالجواب على سؤال هو: كيف يمكن أن نوفّق بين نصوص ثابتة ووقائع متغيرة؟

        وأمل الكاتب في خاتمة كتابه الاستفادة من تجربة القرن الماضي والتي تجسّدت في فشل القومية العربية في إحداث النهضة، ودعى إلى ضرورة الانطلاق من واقع الأمة المبني حول الإسلام في كل المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية إلخ… في المرحلة القادمة من التغييرات المنشودة.

ظهرت المقالة تلخيص كتاب إشكالية النهضة بين الفكر القومي العربي والصحوة الإسلامية أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/%d8%aa%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b5-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a5%d8%b4%d9%83%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9/feed/ 0 1836
كتاب الفكر الإسلامي المعاصر – مقدمة https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b5%d8%b1/ https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b5%d8%b1/#respond Wed, 01 Jan 1969 03:04:43 +0000 https://al-ommah.com/?p=975 كتاب الفكر الإسلامي المعاصر – مقدمة تشعبت مناحي الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وهذا التشعب دليل حيوية من جهة، ومبعث قلق وخوف من أن يلبس بعضهم الباطل بالحق ومن أن يدس السم بالعسل في رحابة السعة من جهة ثانية. ونحن قد تناولنا الفكر الإسلامي بدءاً من محمد عبده دون أستاذه […]

ظهرت المقالة كتاب الفكر الإسلامي المعاصر – مقدمة أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>

كتاب الفكر الإسلامي المعاصر – مقدمة

تشعبت مناحي الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وهذا التشعب دليل حيوية من جهة، ومبعث قلق وخوف من أن يلبس بعضهم الباطل بالحق ومن أن يدس السم بالعسل في رحابة السعة من جهة ثانية.

ونحن قد تناولنا الفكر الإسلامي بدءاً من محمد عبده دون أستاذه جمال الدين الأفغاني وذلك لأن الأخير لعب دوراً سياسياً أكثر منه فكرياً من ناحية، ولأن مدرسته أخذت بعدها الفكري عند الأول من ناحية أخرى.

وقد وضّحنا كل مدرسة من خلال التراث الفكري لكاتبين، فكانت الثلاث المدارس التالية:

  1. المدرسة الإصلاحية: يقف على رأسها محمد عبده – مالك بن نبي.
  2. المدرسة التاريخية: يقف على رأسها طه حسين – عباس محمود العقاد.
  3. المدرسة التربوية: يقف على رأسها تقي الدين النبهاني – حسن البنا.

وقد قصدنا التمثيل للمدرسة من الكاتبين اللذين تناولناهما في كل واحدة منها، ولم نقصد حصر المدرسة بهما. ويمكن للقارئ أن يمد كل مدرسة إلى كتّاب آخرين، وتراث آخر من خلال الظواهر المشتركة بين النماذج المدروسة وغيرها.

حتماً كان الإسلام ميزاننا الذي نرجع إليه في كل أمر، وحياة الرسول فيصلاً نهتدي بها إذا تشاكل الموضوع أو تشابه.

وقد هدفنا -من هذا الكتاب- أن نقدّم للقارئ المسلم دليلاً يميّز به الطيب من الخبيث والصواب من الخطأ، فإذا كنا قد نجحنا في ذلك فتلك منّة من الله وتوفيق، نشكره عليها ونحمده. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

نص كتاب الفكر الإسلامي المعاصر على الرابط التالي الفكر الإسلامي المعاصر.

ظهرت المقالة كتاب الفكر الإسلامي المعاصر – مقدمة أولاً على منبر الأمة الإسلامية.

]]>
https://www.al-ommah.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b5%d8%b1/feed/ 0 975