tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

مساعي الصهاينة لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه، هل تنجح؟

إنّ المتابع لشأن المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله حيث قال تعالى (الإسراء، 1):

(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).

والذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ثاني مسجد بُني في الأرض، فقد جاء عن أبي ذر قلت: “يا رسول الله، أيّ مسجد وضع في الأرض أولاً؟ قال: “المسجد الحرام”، قلت: ثم أيّ؟ قال: “المسجد الأقصى” قلت: كم بينهما؟ قال: “أربعون سنة”. (أخرجه البخاري).

إنّ المتابع لشأن المسجد الأقصى يلحظ المخطط المتدرّج لتحقيق الأحلام الصهيونية بهدمه وإقامة الهيكل مكانه، وهي قد بدأت بالوعي والانتباه إلى أهمية القدس والمسجد الأقصى، فقد قال بن غوريون: “لا معنى لقيام دولة إسرائيل من دون القدس، ولا وجود للقدس من دون الهيكل”.

ثم كان الاحتفال الكبير باحتلال القدس بعد حرب الأيام الستة التي خسرنا بسببها الضفة الغربية بكاملها، وقد حرص موشى ديّان الذي كان رئيساً للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب أن يدخل القدس في احتفال كبير دعا إلى مختلف وسائل الإعلام، ثم ذهب ليصلّي أمام حائط البراق.

وقد جرت عدّة وقائع مفزعة بعد اعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل منها: محاولة حرق المسجد الأقصى في 21 آب (أغسطس) 1969 على يد المجرم مايكل روهان وهو بروتستانتي إسرائيلي ولم يكن يهودياً، وقد أطلقت سراحه المحاكم الإسرائيلية تحت ذريعة أنه مجنون.

ومنها: مخطط إطلاق صاروخ على المسجد الأقصى في عام 1980، الذي وضعه الحاخام مائير كاهانا زعيم حركة كاخ.

وفي العام 1982 انكشف أمر منظمة سرية تستهدف نسف المسجد الأقصى مكوّنة من 27 شخصاً بقيادة يهودا عتيسون، وقد أطلق سراحهم، ولايزال زعيم هذه المنظمة يواصل تحريضه لنسف الأقصى.

ومنها: المحاولات المتكرّرة التي تقوم بها عصابة “غوش أمونيم” سنوياً لاقتحام المسجد الأقصى، وجاءت المحاولة الأخيرة بتاريخ 6/2/2007 بهدم أجزاء من طريق “باب المغاربة” الموصل إلى حائط البراق، وبناء جسر علوي بدعوى تسهيل دخول الصهاينة للصلاة داخل المسجد الأقصى بعيداً عن أية عيون مقدسية، و لكن الحقيقة هي أن هذه المحاولة خطوة على طريق الهدم الكامل للمسجد الأقصى و من الواضح و المؤكد أنها لن تكون الأخيرة.

ومما يجدر ذكره أنّ اليهود الصهاينة ليسوا وحدهم الذين يسعون لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، ولكن يشاركهم هذا المسعى البروتستانت الصهاينة الذين يؤمنون بإعادة بناء الهيكل كأحد شروط عودة المسيح عليه السلام وارتباط ذلك بوقوع معركة “هرمجدون” للقضاء على الأشرار، والمعنِي هنا بهم “المسلمين”.

لذلك فإنّ الشخصيات التي تسعى إلى هدم المسجد الأقصى ليست يهودية صهيونية فحسب بل هناك جمعيات مسيحية صهيونية ويمكن أن نبرز في هذا الصدد أسماء المنظمات التالية:

  • المسيحيون الانجيليون.
  • فريق الصلاة لأورشليم.
  • “منظمة الأغلبية الأخلاقية” التي أسسها جيري فالويل في العام 1979، ولديها برنامج إذاعي يومي وتصدر مجلّة دورية.
  • “هيئة المائدة المستديرة” التي تأسّست كذلك في العام 1979 وتتبعها منظمات عديدة.
  • “مؤسسة جبل الهيكل” التي أسسها تيري ريزنهوفر.
  • “السفارة المسيحية” التي أسسها الإنجيليون في سبتمبر العام 1980.
  • “جماعة أبناء الهيكل” التي تأسست في العام 1988 تحت مسمّى “مؤسسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل” ويقودها يسرائيل أربيل إلخ…
  • أمّا جماعة مشروع الهدم الأخير لدى حائط البراق فهي جماعة “صندوق إحياء تراث المبكى”.

والسؤال الآن: هل تنجح الأمّة في إيقاف المخططات الصهيونية الساعية لتهويد القدس؟ وهل تستطيع الحيلولة دون هدم المسجد الأقصى؟

من المؤكّد أنها ستنجح نجاحًا كاملًا عندما تأخذ القضية الفلسطينية مسارها الصحيح في عدّة مجالات وجوانب، ومن ضمنها، جعل القضية الفلسطينية مرتبطة بالأمّة، وجعل قيم الإسلام أصلاً في البناء والإشادة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك رد