التعليقات على: رسالة مفتوحة إلى إخوتنا الأكراد https://www.al-ommah.com/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%af/ منبر الأمة الإسلامية Sat, 05 Jun 2021 10:03:59 +0000 hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 بواسطة: حاتم خانى https://www.al-ommah.com/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%af/#comment-195 Sun, 03 Jul 2016 23:54:06 +0000 https://al-ommah.com/?p=1018#comment-195 لقد عودنا الاخوة العرب اللجوء دائما الى استخدام الفاظ الاخوة الاكراد والجيرة والعيش المشترك والثقافة المشتركة , او اخوة الدين والاسلام, او العودة مرارا وتكرارا الى تذكيرنا ( بكوردية ) صلاح الدين الايوبي وتفانيه في الدفاع عن الاسلام ضد ( الصليبيين ) , وتذكير الكورد بانهم مسلمون وانهم جزء من هذا الاسلام وان عليهم العودة عن هذا ( الشرك ) الذي يتجهون نحوه وهو القومية الكوردية والحنين اليها والقتال من اجلها ويظهر هذا التذكير ويبرز دائما عندما يشعر الاخوة العرب بأن الكورد في موقف الاقوى وان الوعي القومي لديهم قد انتصر على موضوعة ( تفضيل الدين على القومية ) , ويستخدم هذه الطريقة في المناشدات كل من الاتراك والفرس ايضا , وقد نجح الجميع وتمكنوا من تضليل هذا الشعب المسكين ومن خداعه في حين خسر الشعب الكوردي في كل مرة ينصاع ويعود لحضن اخوة الدين ليظن بأن هذه المناشدات انما تنبع فعلا من الحرص على هذه الاخوة التي ينادون بها وخاصة ان معظم هذه المناشدات قد تتأتى من بعض المتعاطفين مع القضية الكوردية.

وقد تكون مناشدة الكاتب غير تلك التي استخدمها ويستخدمها من يريد من الكورد الطاعة والعبودية الا انها تصب في نهاية المطاف في نفس الهدف وتصل الى نقطة الصفر التي يريدها كل من العرب والفرس والترك بالعيش تحت خيمتهم وسيادتهم وسيطرتهم على كل تفاصيل الحياة الكوردية حتى كيانهم ووجودهم في ارضهم كوردستان حيث الغاية افناء الشعب الكوردي وتقاسم اراضيه بين الاخوة المسلمين كالانفال التي سعى اليها من قبل (الاخ الكبير) للكورد والذي ارتدى الملابس الكوردية ووعد بأن ينطق بلسانهم ايضا.

لا يريد الكورد في الوقت الحاضر ان يكونوا افضل من جيرانهم في التجارب التي مروا بها من تكوين دول مقسمة كالعرب او دولة قومية كالترك او دولة اسلامية قومية كالفرس بل ان خير الدواء الان هو ما يسكن الداء ويخرج هذا القوم من تحت سيطرة هؤلاء الاخوة وينقذهم من سطوتهم , واذا كان الغرب يسعى الى استخدام الكورد في تجزئة وتقسيم المنطقة , فليس للكورد ما يخسروه , فهم مجزؤون ومقسمون بين هؤلاء الاخوة في الدين ويخضعون لنزواتهم ورغباتهم التي تصل في معظم الاحيان الى الابادة الجماعية والفناء بذريعة الخيانة والاستعانة بالاجنبي لمقاتلة اخوتهم وجيرانهم ولن تحبط امال واحلام الكورد الان باعادة تقسيم المنطقة ورسم خارطة جديدة لها , لانه لم يكن للكورد قبل الان اي امل في تحقيق احلامهم.

لقد اختارت بعض الدول التي تسيطر على الكورد قومياتها وفضلتها على الاسلام وتمكنت من تكوين دولها ونجح كل من الفرس والترك في تكوين هذه الدول عند تفضيلهما القومية على الدين , وفشل العرب بتزمتهم واصرارهم على الخلط والمزج بين الدين والدولة وبقيت معظم الدول العربية تتمسك بهذا الرأي وتحجرت عقولهم عند هذه العتبة ولم يكن لديهم ادنى شك بصواب فكرهم ومنظورهم , وهذا ما سعى الغرب لتعزيزه وادامته في الفكر العربي والثقافة العربية واسلوب الحياة العربية , واذا كانت بعض الدول العربية قد شهدت في فترة ما نوعا من الاستقرار والنمو والتطور المعيشي فهذا لانها حاولت ولولبرهة الابتعاد عن التدين وترك المساجد للصلاة والعبادة فقط وليس منابر للاستفزاز وتكفير بقية الاديان او بقية الشعوب , لذا فأن القومية هي لتكوين الوطن اما الديانة فان ممارساتها وطقوسها والالتزام بها فهي لله . وهذا ما يسعى الكورد له والوصول اليه , واذا كانت هناك فئات منهم تسعى للخلافة الاسلامية بقيادة عربية فلانها تستمد وجودها وديمومتها من خلال نفس الفكر والعقلية العربية الفاشلة.

ولكن نعم لا يلدغ المرء من جحره مرتين , فيجب التذكير بأن صلاح الدين ( الكوردي ) حارب من اجل الاسلام فكانت النتيجة تسليط الانفال على الشعب الكوردي وصب انواع الغازات السامة القاتلة عليهم وطردهم خارج حدودهم , وان الكورد في تركيا سارعوا لنجدة الخليفة اتاتورك الاسلامي وحاربوا الكفار اليونانيين وطردهم من ارض الاسلام في تركيا فكانت النتيجة حرق جبالهم ومنعهم حتى من ارتداء ازيائهم , وكانت هذه هي نتيجة انحيازهم الى الدين الاسلامي وترك القومية الكوردية.

الان ليس للكورد سوى الانجرار الى الغرب والسير بنفس الاتجاه الذي يسير اليه والتعلق حتى باذيالهم وتقبل مهاناتهم اذا كانت هناك من مهانات كما يصورها الاخ العربي , فهو الافضل من السكون والوقوف والانتظار حتى يعود هذا العربي او التركي ليمارس دوره الدموي من جديد ويسلب هذه الارادة القوية التي تكونت لدى الشعب الكوردي نحو الاستقلال والعيش بحرية بعيدا عن سيطرة العقلية الطورانية والتعريبية.

وهذا الغرب وليس المسلمون هو الذي اسرع لاسقاط المساعدات من السماء في عام 1991 عندما كان الكورد على وشك الانقراض من ارضهم في كوردستان العراق بعد ان سنحت الفرصة للاخوة العرب من الجيش العراقي للهجوم على هذا الشعب الاعزل , وهو الذي اسرع لانقاذ اربيل من الدولة الاسلامية عام 2014 حيث كان الهدف الاسمى لهذه الدولة الاسلامية هو القضاء على التطلعات الكوردية وتجربته التي اربكت كل الخطط العربية والفارسية والتركية للجم الطموح الكوردي وقمعه في القارورة التي حافظوا علىها من الكسر منذ دهور وهو الان يساعد وحدات حماية الشعب الكوردي للدفاع عن الوجود الكوردي في كوردستان سوريا ضد كل الحركات التي تدعي الاسلام او تستمد نشاطاتها من خلال دعم اهم الدول الاسلامية , وكل التجارب الاسلامية مع الكورد في كل تاريخهم وللاسف كانت اما استخدامهم مطية لتحقيق مآربهم ونزواتهم التوسعية , او تضليلهم وخداعهم لمحاربة بعضهم بعضا , فالان الافضل لهذا الشعب ان يكون مطية للغرب لتحقيق الاهداف المشتركة والوصول ولو الى الجزء اليسير من طموحات الكورد او حتى الحفاظ على كيانه البسيط فقط بدلا من انتظار استقواء شوكة الاخوة في الدين ليعودوا الكرة مرة اخرى ويمارسوا الدور القديم من مجازر وابادات بحق هذا الشعب . وهنا لن يستخدموا الاخوة الكورد بل الخونة الكورد.

]]>