tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

النفوذ الإيراني.. المستور والمكشوف

من جريدة الشرق الأوسط – 18 مايو 2007 إعداد معد فياض

على مبعدة 20 كيلومترا جنوب بغداد، تقع مدينة المدائن التي تسمى حسب اللغة الفارسية (طيسفون) التي كانت عاصمة الامبراطورية الفارسية قبل ان يحررها سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية، وحيث يقع قصر كسرى والذي لم يتبق منه سوى طاقه (طاق كسرى). هذا الطاق كان عامرا وتحت رعاية دائرة الآثار العراقية حتى بداية الثمانينات، ومع استهلال الحرب العراقية الايرانية، بعدها أمر الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإهماله، وتم احاطته بسياج لمنع زيارته باعتباره رمزا للسيطرة الفارسية على الأراضي العراقية، وبالفعل بدأت اقسام مهمة، وخاصة جناحي القصر او الطاق بالسقوط وسط قلق الاثاريون الأكاديميون الذين ينظرون لهذا الصرح المعماري باعتباره اثرا ثقافيا انسانيا.

بعض أهالي المدائن يقولون ان الهجمات التي استهدفتهم من قبل الميليشيات الطائفية المسلحة كان هدفها اخلاء المنطقة من سكانها السنة، ليتاح للايرانيين الاستيلاء على المدائن واعادة ترميم طاق كسرى، باعتباره صرحا فارسيا يذكرهم بأمجادهم التاريخية. على العكس من ذلك، سعت جهات ايرانية لتهديم قوس النصر في ساحة الاحتفالات الكبرى القريب من منطقة الحارثية في جانب الكرخ من بغداد. هذا النصب الذي يمثل يدي صدام حسين وهما تحملان سيفين عربيين بينما ترتبط بقاعدة اليدين وعلى الاسفلت سلال تحمل خوذ الجنود الايرانيين، الذين تم قتلهم أو أسرهم خلال الحرب العراقية الايرانية أو (قادسية صدام) حسب التسمية الرسمية التي كانت سائدة وقتذاك.

وما تزال هذه الخوذ ملتصقة باسفلت الشارع المار من تحت قوس النصر، وكاد قرار حكومي أن يهدم القوس ويرفع الخوذ الايرانية عن الاسفلت ارضاء لإيران من جهة، وكون النصب يذكر بالنظام السابق لكن جهودا بذلها مصطفى الكاظمي مدير عام مؤسسة الذاكرة العراقية التي اسسها الاكاديمي العراقي كنعان مكية حالت دون تهديم القوس ورفع الخوذ، باعتبار أن ساحة الاحتفالات اعتبرت من ممتلكات المؤسسة. وإذا كان هذا الوجود الإيراني أو النفوذ الإيراني في العراق مخفيا ويتحرك وراء الكواليس فإن هناك وجودا آخر واضحا وجليا يتمثل في جوانب حياتية كثيرة.

«الشرق الأوسط» رصدت في العراق وعن قرب الوجود الايراني الكبير المستور منه والمكشوف ففي الأسواق العراقية تتصدر واجهة المحلات البضاعة الايرانية التي تحمل علامات مكتوبة باللغة الفارسية، مواد غذائية وأدوية وصناعات الكترونية متوسطة. فعندما تتجه الى أية صيدلية ببغداد لشراء دواء معين سوف يسألك الصيدلي، ان كنت تفضل الصناعة الايرانية أو الأردنية او الغربية لهذا الدواء، وغالبا ما يختار العراقيون الصناعة الايرانية، كونها الارخص ثمنا. وهذه الفكرة تنسحب كذلك على بعض الصناعات الكهربائية والميكانيكية غير المعقدة. يزدحم سوق الشورجة التاريخي والشهير منذ مئات السنين بتجهيز العراق بالمواد الغذائية والاستهلاكية بالجملة بالبضاعة الايرانية، التي لم تجد من ينافسها من حيث الاسعار. والاكثر من هذا صار المستهلك العراقي لا يستغرب ان يجد في هذا السوق وغيره من اسواق بيع المواد الاستهلاكية بالجملة تجارا ايرانيين يتحدثون الفارسية.

اللغة الفارسية ذاتها لم تعد مستغربة، وهي تتداول مثلما العملة الايرانية (التومان والريال) في اسواق بغداد والنجف وكربلاء والبصرة، ولا يخفي طبيب عراقي من اهالي البصرة، رأيه عندما قال لـ«الشرق الأوسط» انه «صار علينا ان نتعلم الفارسية حتى نعرف نتفاهم مع الناس». العراقيون يتذكرون ذلك النائب البرلماني الذي طالب الجمعية الوطنية السابقة، بأن تعتبر القومية الفارسية باعتبارها القومية الرابعة في العراق، بعد العربية والكردية والتركمانية، وقد لاقى هذا المقترح استهجان غالبية النواب الذين كان بعضهم لا يتوانى عن تبادل الحديث مع زميل له باللغة الفارسية خلال اجتماعات المجلس.

الوجود الإيراني شعبيا يبدو واضحا وجليا في مدينتي كربلاء والنجف، وكذلك في محافظة البصرة. واذا كان لهذا الوجود ما يبرره في المدينتين الشيعيتين كربلاء والنجف، حيث تعد زيارة الامام علي وولديه الحسين والعباس واجبة على الشيعة، فإن هذا الحضور يعد مفروضا على اهالي البصرة، كما يرى البعض. في كربلاء تلاحظ الوجود الإيراني، أكثر مما تلاحظه في النجف. ففي المدينة التي تحتضن مرقدي الإمامين الحسين والعباس (كربلاء) تلتقي بالمئات من الزوار الايرانيين، سواء في الأسواق والفنادق والشوارع العامة، وهذا الوجود يتقلص في مدينة النجف التي يتمسك اهلها بعدم السماح لتكريس الوجود الايراني مع انه يشكل عاملا اقتصاديا ايجابيا لهم، وحسب عباس المشهدي، صاحب محل ملابس في شارع الرسول القريب من مرقد الامام علي في النجف، فإن «وضعنا الاقتصادي ينتعش مع وصول دفعات من الزوار الايرانيين، الذين يفضل غالبيتهم العودة الى كربلاء والاستقرار هناك بالرغم من كثرة الفنادق هنا»، مشيرا الى ان «التاجر النجفي يتعامل مع الزوار الايرانيين بعملتهم التومان، كما يتحدث معهم بلغتهم الفارسية تشجيعا لهم».

في مدينتي النجف وكربلاء توجد الكثير من المكتبات الحديثة التي تروج للكتب الايرانية، كما ان الايرانيين تسللوا شعبيا من خلال صور الأئمة التي تنتشر فوق جدران المدينتين، وهذه الصور مطبوعة في ايران، وتحمل تعليقات باللغة الفارسية.

وفي نظرة فاحصة لشبابيك مراقد الأئمة علي والحسين والعباس، حيث يلقي الزوار بعض المبالغ المالية تقربا من الأئمة، حسب المعتقدات الشعبية، فإنك تجد عشرات الآلاف من العملة الورقية الإيرانية (التومان) التي تحمل صورة مؤسس الجمهورية الايرانية آية الله الخميني، وهذه العملات يطغى عددها وكثرتها على العملات الورقية العراقية او عملات الزوار الشيعة القادمين من بلدان اسلامية اخرى. وعند واجهات مكاتب الصيرفة في كربلاء والنجف، نجد ان صورة العملة الايرانية (التومان) تتصدر واجهات هذه المكاتب.

وبالرغم من الانتعاش الاقتصادي، الذي جلبه الحضور الايراني لأهالي كربلاء، فإن غالبية من سكان المدينة الاصليين، يشكون من مضار هذا الوجود، ومن جوانبه السلبية التي يشرحها علي حسين الخفاجي، وهو معلم متقاعد، قائلا «الوجود الايراني جلب معه المخدرات، التي لم نكن نعرفها من قبل، هنا تباع الحشيشة بصورة تكاد تكون علنية، وقد استطاعت الأجهزة الأمنية القبض على عوائل ايرانية بكاملها تتاجر في الحشيشة، وصار من يريد الحصول على الحشيشة، يأتي من بغداد ومن بقية المحافظات العراقية الى كربلاء، لشراء ما يحتاجه من هذه السموم».

أما الظاهرة السلبية الأخرى من جراء الوجود الإيراني في كربلاء، وحسب ما يقول هذا المربي السابق فهي «انتشار زواج المتعة من الايرانيات»، موضحا «نحن شيعة العراق لا نروج لهذا النوع من الزواج، وكان معروفا بشكل ضيق وبين فئات اجتماعية غير معروفة، لكنه انتشر اليوم في كربلاء وصار زواج المتعة بين العراقيين والنساء الايرانيات شائعا، بل ان الأمر تعدى ذلك، وصرنا نرى عراقيات يعرضن انفسهن لزواج المتعة لأسباب تتعلق بأوضاعهن الاقتصادية السيئة. انا هنا لا اتحدث عن الفقه وما هو حلال او حرام في فقهنا، فأنا لست رجل دين، لكنني امضيت عمري في تربية وتعليم اجيال من ابنائنا، ولا اريد ان اراهم اليوم ينحرفون جريا وراء الحشيشة او الزواج بإيرانية او عراقية لساعة او ساعتين، وهذا يجعلهم يبتعدون عن الزواج الدائم بقصد بناء عائلة مستقرة».

الاهم من هذا كله، هو تسلل الثقافة الايرانية الى الشباب العراقيين، خاصة في مدن البصرة وكربلاء والنجف حيث يسعى جيل من الفتيان والشباب العراقي، ومن كلا الجنسين الى تعلم اللغة الفارسية والتحدث بها، باعتبارها بديلا عن اللغة الثانية الانجليزية، التي يجب ان يتعلمها هذا الجيل، كما ان مفردات التفاهم والتحية بين هذا الجيل صارت فارسية، مثل استخدام مفردة (خوبي) الفارسية، بدلا من(كيف حالك) العربية أو (شلونك) العراقية، يضاف الى هذا الحرص على الاستماع واقتناء الاغاني الفارسية ووضع اشرطة هذه الاغاني في مسجلات السيارات وبصوت عال كصيغة من صيغ التمرد على الاغاني العربية السائدة، أما بالنسبة للفتيات، فإن غالبية من بنات البصرة والنجف وكربلاء يرتدين اليوم الحجاب على الطريقة الايرانية (التشادور).

وحسب طالبة في جامعة بابل في مدينة الحلة، فإن «التشادور الايراني الحديث اكثر ملائمة لروح العصر والوانه تتماشى مع صيحات المودة، وهو يعطي حرية للفتاة بالتحرك اكثر مما الحجاب التقليدي، كما انه يعكس انوثة المرأة من خلال السماح لها باظهار خصلات من شعرها او تشكيله بصورة تتوافق مع حرية المرأة ذاتها، بينما يسلب الحجاب العربي التقليدي المرأة هذه الانوثة». واذا كانت هذه هي المشاهد الشعبية الواضحة للوجود الايراني في الشارع العراقي، فإن السياسيين العراقيين يؤشرون مشاهد أكثر خطورة في هذا الحضور الذي يعتبروه مؤثرا في عصب الحياة العراقية.

يلخص اياد جمال الدين، وهو زعيم تيار متحرر في الفكر الاسلامي، وعضو مجلس النواب عن القائمة العراقية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي، مظاهر الوجود الايراني في العراق قائلا «هناك مظاهر اقتصادية ثقافية ومخابراتية وسياسية ودينية في هذا الحضور»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» انه «من الناحية الاقتصادية، فإن ايران تسيطر على السوق العراقي من خلال تصدير الخضار والفواكه والصناعات المتوسطة الى العراق والتاجر الايراني سيطر تماما على السوق العراقي».

أما «من الناحية الثقافية فإن الزائر للعراق لا يمكنه ان يمر في مدينة او قرية عراقية من غير ان يجد فيها مراكز ثقافية ومكتبات ممولة من قبل ايران، وهذه المراكز والمكتبات وضعت ومولت ايرانيا لأهداف استراتيجية ولتحقيق اهداف سياسية محددة».

ويؤكد جمال الدين قائلا ان «الحضور المخابراتي الايراني هو الاكثر وضوحا في المشهد السياسي العراقي، بدءا من التدخل الايراني في تشكيلة الحكومة العراقية الى التدخل في تعيين كبار الموظفين، وصولا الى رسم العلاقات بين الأحزاب السياسية العراقية»، منوها الى التدخل الايراني «في الجوانب الدينية، ومن خلال توغلهم بين شيعة العراق، ذلك ان مرجعيتنا الدينية في النجف حريصة على ترسيخ اساليبها بتربية الناس دينيا من غير ان تقحم الدين في السياسة، بينما تروج ايران لفكرة ولاية الفقيه، التي لا يؤمن بها شيعة العراق ولا مرجعيتهم، كما يحاول الايرانيون أدلجة التشيع وهذا امر طارئ على الشيعة في العراق».

وينبه الزعيم الشيعي الى ان «خطورة الوجود الإيراني في العراق هو عدم وجود اية قوة تواجههم او تقف امام مخططاتهم. ايران تمول الاحزاب السياسية الشيعية، سواء كانت هذه الاحزاب كبيرة ومشهورة او صغيرة ومغمورة، وتنفق ملايين الدولارات على اعلام هذه الاحزاب وتحركاتهم وتزويد ميليشياتهم بالاموال والاسلحة»، مضيفا ان «ايران تقوم اسبوعيا بدعوة المئات من العراقيين لزيارة المراقد المقدسة في ايران، وعلى شكل فرق سياحية مجانا، وهناك حيث يبقون لما يقرب من 3 اسابيع ينظم الإيرانيون محاظرات ولقاءات مع مسؤولين أمنيين وحكوميين ومهنيين».

وينظر مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة العراقية وعضو مجلس النواب العراقي، الى الحضور الايراني في العراق من واجهة اكثر خطورة، معتبرا هذا الحضور «تلاعبا في عصب الحياة العراقية». يقول الالوسي «بدأنا ندخل مراحل جديدة من الوجود الايراني في العراق، فقد كان وجودا مخابراتيا وتزويد الميليشيات بالاسلحة والأموال فقط، اما اليوم فقد تغلغل في عمق حياتنا، وذلك من خلال سيطرته على الطاقة والاقتصاد والاتصالات».

وأضاف رئيس حزب الامة العراقية قائلا لـ«الشرق الأوسط» اليوم «يستورد العراق من ايران كل مصادر الطاقة كالوقود والغاز والكهرباء، وبهذا تستطيع ايران ان تتلاعب بمصائر العراقيين من خلال السيطرة على عصب الحياة وهو الطاقة، فإذا ما عرفنا ان ايران ذاتها تستورد البترول، واذا ما وضعنا في حساباتنا تعرض ايران لأية أزمة، لا سامح الله، فإن ذلك يعني أننا سنكون في وضع محرج للغاية».

ويضيف الآلوسي قائلا ان «هناك سعيا جادا وحثيثا من قبل ايران، لأن تسيطر على مصادر الطاقة والحياة في العرق وأن تتحكم فيها، وابرز هذه المصادر الحياتية هي موضوع الاتصالات بواسطة الجوال، حيث كان هناك شرط في ابرام عقود الاتصالات، يقضي بعدم منح أي عقد لشركة حكومية ومؤخرا تنازلت الحكومة العراقية عن هذا الشرط لتهيأ للحكومة الايرانية الفوز بعقد يمكنها من احتكار الاتصالات الخلوية، أي أن تسيطر الحكومة الايرانية على جميع شبكات الاتصال بواسطة الجوال، ونحن نعرف الخطورة الأمنية والحياتية لهذا الموضوع، اذ يجب ان تكون الاتصالات بيد عراقية امينة، وألا نعرضها للاحتكاك، واذا حدث وان منحت الحكومة هذه الصفقة لإيران، فهذا يعني أن اكثر من 10 آلاف موظف سيخسرون وظائفهم».

الجانب المهم الآخر الذي يعتبره الآلوسي خطيرا نتيجة التدخل الايراني هو موضوع طباعة الكتب المنهجية، حيث يشرح قائلا «قامت وزارة التربية وبإصرار من قبل وزير التربية العراقي بمنح عقود طباعة الكتب المدرسية للمطابع الايرانية، كونها تكلف اقل مما لو طبعت في بغداد، وهذا معروف كون الحكومة الايرانية تدعم اسعار الورق في ايران، بينما اصحاب المطابع العراقية، يحصلون على الورق بأسعار عالية جدا، ولا يتمكنون من منافسة المطابع الايرانية من حيث الاسعار، وهذا ما سبب تحويل اصحاب المطابع وعمالها الى جيش من العاطلين يبلغ تعداده اكثر من خمسة آلاف مهني».

ويضيف رئيس حزب الأمة العراقية قائلا «لقد خضت نقاشات ومحاولات كثيرة مع وزير التربية العراقي، لأن يمنح المطابع العراقية عقود طباعة الكتب المدرسية، لكننا لم نصل الى حل، وهذا يعني تحويل خمسة آلاف عامل في المطابع العراقية الى عاطلين عن العمل».

غير هذا يؤشر الآلوسي، مظاهر خفية في التدخل الايراني من اجل «تخريب الاقتصاد العراقي»، وذلك عن طريق «تهريب النفط الى ايران عبر منافذ البصرة»، ويقول ان «الحكومة الايرانية ومخابراتها متورطة في موضوع تشجيع تهريب النفط العراقي الى ايران، ولو اغلقت ايران حدودها وموانئها امام عمليات تهريب النفط اليها، لتوقفت هذه العمليات تماما، لكن الحكومة الايرانية تريد افلاس العراق ووضعه تحت سيطرتها تماما».

وحذر الآلوسي من التطور التسليحي، الذي تعمل عليه ايران اليوم مما «يعرض المدن العراقية الى خطر الصواريخ الايرانية، اذا ما اشتد الخلاف بين العراق وايران، خاصة أنه لا توجد معاهدة سلام بين العراق وايران». وفيما يرحب بعض العراقيين بالنفوذ والوجود الايراني، فإن آخرين يتحسبون من تأثيره السلبي، خصوصا أن العراق ما زال في مرحلة التشكل من اجل وضع اسس للاستقرار في المستقبل. لكن من الصعب صياغة المستقبل بالعراق بدون الأدوار التي تلعبها القوي الاقليمية، ولا بد أن يصل العراقيين الى توافق حول ما هو الايجابي، الذى يجب على إيران ان تلعبه، وما هو السلبي الذي يجب الحؤول دونه.

اترك رد