tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

حول مبادرة امريكا في شأن التحول الديمقراطي في العالم العربي

حول مبادرة امريكا في شأن التحول الديمقراطي في العالم العربي

طرح كولن باول وزير خارجية أمريكا في 12/12/2002م مبادرة من أجل مساعدة العالم العربي في التحول الديمقراطي، وتضمّنت تلك المبادرة حديثاً عن السلام بين العرب واسرائيل، كما تضمنت برامج من أجل التدريب على المشاركة في الانتخابات ومساعدات من أجل تنمية المرأة، لكن المفاجئ أن أمريكا رصدت حوالي 28 مليون دولار من أجل هذه المشاريع، وهي لا تكفي لتمويل أي جزء منها، مما جعل المراقبين يتشكّكون في حقيقة التوجهات الأمريكية، وبغض النظر عن مضمون المبادرة والأموال التي رصدت لها، يمكن أن ندون عدة ملاحظات على هذه المبادرة:

الأولى: مازالت أمريكا تتعامل مع المنطقة بعقلية الاستعمار، وعقلية الوصاية والانتداب الذي برز بعد الحرب العالمية الأولى، والذي لا يرى المنطقة أهلاً لتحل مشاكلها بنفسها، فيخطط لها ويرسم لها.

الثانية: ليست الديمقراطية أمراً جديداً على المنطقة، بل تعرفت منطقتنا على الديمقراطية منذ ما يزيد عن قرن ونصف، فبدأت الخلافة العثمانية أولى تجاربها الديمقراطية بعد إعلان خط كلخانه عام 1839م والذي يقر بحقوق الإنسان وإعلان الدستور عام 1876م، كما بدأت مصر أولى تجاربها الديمقراطية في عهد اسماعيل باشا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كما عرفت تونس تجربة مماثلة في إعلان الدستور والبرلمان في فترة مقاربة في عهد خير الدين التونسي، ثم قامت تجارب أخرى في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى في مصر والعراق ولبنان والسودان وسورية إلخ…

وكانت أبرزها التجربة الديمقراطية في مصر والتي انبثقت بعد ثورة 1919م بقيادة سعد زغلول، والتي انتهت بانقلاب جمال عبد الناصر في عام 1952م، ولكن الأمر الملاحظ هو فشل هذه التجارب جميعها، فلماذا فشلت؟ فشلت لأنها لم تراع شخصية المنطقة الحضارية ومنظومتها الثقافية، فهل يكون مصير التجربة الجديدة مشابهاً للتجارب القديمة؟ من الأرجح ذلك طالما أنها تقوم على نسخ تجربة من جسم الحضارة الغربية إلى جسم الحضارة الإسلامية دون مراعاة أية ظروف ثقافية أو حضارية خاصة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك رد