tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

الأمة والمنهج الذي تحتاجه

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الدارس لأوضاع أمتنا يجد أنها تتعثّر بمشاكل كثيرة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي: في الفلبّين وأندونيسيا والعراق وفلسطين والسودان وأفريقيا إلخ… لكن أبرز قضيّتين وأسخنهما هما: قضيّتا العراق وفلسطين، لأنهما ستؤثّران في مجمل مسيرة الأمة في الفترة القادمة، وهما مدار تجاذب بين الأمة وأعدائها، فما هو الوضع في كل من البلدين؟

 أما العراق فقد سقط في يد الاحتلال الأمريكي-البريطاني سقوط مخزياً في التاسع من أبريل من عام 2003م، بعد حرب لم تدم أكثر من عشرين يوماً، وأصبح -الآن- مهدّداً بالتقسيم إلى عدّة دويلات، وهو ما جاء الاحتلال من أجل تحقيقه من خلال تطلّع إلى رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ذات تقسيمات عرقيّة وطائفية، بعيداً عن دعاوي الديمقراطية الحرية وحقوق الإنسان إلخ…، والسؤال الآن: من المسؤول عن هذه الأوضاع التي انتهت إليها العراق؟ لاشك أن المسؤول طرفان هما: صدّام حسين وقيادته البعثيّة من جهة، ومنهجه القومي الذي أضعف الأمة، واستنـزف طاقاتها من جهة ثانية.

أما فلسطين فإن شعبنا الفلسطيني مازال محاصراً منذ ثلاث سنوات بصورة لم يعهدها شعب من الشعوب، ومازال يعاني العنت في كل جزئيّات حياته من طعام وشراب وتنقّل وتعليم وزراعة وصناعة إلخ… والأمور مرشّحة لأن تزداد سوءاً، هذا على المستوى المعاشي أما على المستوى السياسي فالأمور تنتقل من سيء إلى أسوأ، فاسرائيل ماضية في بناء الجدار العازل غير آبهة بأمم متّحدة ولا لجنة رباعيّة ولا دول كبرى، وشارون طرح حلاّ من جانب واحد في (مؤتمر هارتزليا) للقضية الفلسطينية، يقوم على نهب الأرض وحصر الفلسطينيّين في كانتونات ضيّقة، وهو ماض في تنفيذه مستغلاً انشغال الإدارة الأمريكية في ترتيب أمورها الانتخابية لعام 2004م، والسؤال: من المسؤول عن ذلك؟

لاشك أن المسؤول ياسر عرفات ومنظّمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة الذّاتية من جهة، والمنهج الوطني الذي تقوم عليه تلك القيادات من جهة ثانية.

        إن المنهجين: القومي والوطني اللذين قادا الأمّة خلال القرن الماضي هما السبب الرئيسي في كل النكسات والنكبات والخسارات التي أصابت الأمة، لذلك لابدّ من العودة إلى المنهج الذي قامت عليه الأمة، والذي هو جوهر وجودها ألاَ هو الإسلام من أجل تحقيق نهضة جديدة تتجاوز كل العقبات السابقة، وتحقّق النصر على الأعداء وتحفظ للأمّة كيانها وهويّتها وشخصيّتها الحضارية التاريخيّة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

الخميس في 23 من ذي القعدة 1424ﻫ

15 من كانون الثاني/يناير 2004م

المشرف غازي التوبة

https://al-ommah.com/civilization/

اترك رد