الانتفاضة في عامها الرابع: حصيلة وآفاق

الانتفاضة في عامها الرابع: حصيلة وآفاق
اشتعلت الانتفاضة في 28 أيلول/سبتمبر عام 2000م بعد ثلاثة أحداث هامة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي هي:
الأول: الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني في مايو/أيار من عام 2000م.
الثاني: فشل المفاوضات في كامب ديفيد في تموز/يوليو 2000م حول قضايا القدس والمستوطنات والسيادة والحدود، بين الوفد الفلسطيني برئاسة ياسر عرفات والوفد الاسرائيلي برئاسة إيهود باراك برعاية الرئيس الأمريكي كلينتون.

الثالث: زيارة شارون للمسجد الأقصى في تحد واضح لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين، إذ كانت هذه الزيارة هي الشرارة التي فجّرت الانتفاضة.

        لقد قدّم الفلسطينيون في ثلاث سنوات من الانتفاضة تضحيات كبيرة وعظيمة في مجال الأموال والدماء والأنفس فكان الاستشهاد والبذل والعطاء الإيثار، وهذا ليس غريباً عليهم لأنه جزء من أمة إسلامية عظيمة، تقوم على عقيدة إسلامية فاعلة، تملك إمكانات هائلة في دفع المسلم إلى أن يكون مقداماً وشجاعاً ومضحّياً كأنصع ما يكون الإقدام والشجاعة والتضحية، حريصاً على الفوز بالآخرة كما أن الآخرين حريصون على الفوز في الدنيا.

والآن: ماذا حقّقت اسرائيل خلال ثلاث سنوات من الانتفاضة ؟

لقد قضمت اسرائيل مزيداً من أرض الضفة الغربية، وبنت مزيداً من المستوطنات، وزادت عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقطاع، وأقامت جداراً عازلاً بين الضفة واسرائيل قضم عدداً من القرى والأراضي وشرّد عدداً كبيراً من أهلنا في قرى فلسطين، وقسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث كانتونات منفصلة عن بعضها، وأقامت مئات الحواجز بين القرية والأخرى، ووسعت القدس وضمّت عدداً من القرى الشرقية إلى بلدية القدس الكبرى إلخ…، ودمّرت البنى التحتية لحياة أهلنا اليومية، وجرّفت قسماً كبيراً من أشجار بيئتنا الزراعية، فأصبح قسم كبير من شعبنا عاطلاً عن العمل يعيش تحت خط الفقر إلخ…

لماذا لم تحقق الانتفاضة الأهداف المرجوة منها مع كل الخسائر التي أوقعتها في اسرائيل من خسائر بشرية وخسائر اقتصادية ؟ يعود ذلك إلى عدة أسباب، منها:

1-  ارتباط فتح وهي إحدى القوى الرئيسية العاملة في انتفاضة الأقصى باتفاق أوسلو، وتوظيف الانتفاضة لتحقيق هذا الاتفاق على وهم أنه سيجلب السلام لشعبنا في فلسطين، لكنه لن يجلب السلام – في الحقيقة – بل سيجلب الاستسلام.

2-  عدم اعتماد استراتيجية ثابتة في مواجهة العدو، والتذبذب بين استراتيجية المقاومة والمهادنة، مما أربك جماهير أمتنا.

والآن: ما هو مستقبل المنطقة على ضوء الأحداث السابقة ؟

إن اسرائيل ماضية بقيادة شارون في السعي إلى تحقيق أحلامها في إقامة اسرائيل الكبرى من خلال التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن تفتعل حرباً في المنطقة من أجل توسيع حدودها من جهة، ومن أجل تهجير أهلنا في فلسطين إلى خارج حدود فلسطين (عملية الترانسفير)، لتبتلع مزيداً من الأرض دون سكان مقيمين فيها، وهذا يقتضي من الأمة مزيداً من الوعي ومزيداً من العمل لإحباط مثل هذه المخططات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك رد